يواصل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك، حملاته الدعائية والعدائية ضدّ إقليم كوردستان، فلم تدّخر وسائل إعلام البكك جهداً في محاربة إقليم كوردستان بشتى الوسائل والطرق، وفي الجانب الآخر، لم يتطرّق إعلام البكك لأية منجزات أو مكتسبات أو أية إيجابيات لإقليم كوردستان مطلقاً.
وهذه المرّة، شرعت وسائل إعلام البكك بمحاربة إقليم كوردستان تحت غطاء الانتخابات التركية المقبلة، حيث ردّدت أبواق البكك وماكيناتها الإعلامية أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس مسعود بارزاني يدعمون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في غمار معتركه الانتخابي.
روزنيوز تلفّق الأكاذيب وتنشرها بجميع اللغات!
وكالة البكك الإعلامية ولسانها المتسلّط (روزنيوز) والتي تُذاع في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، تقود من جديد إحدى أقذر حملاتها الإعلامية العدائية لإقليم كوردستان والبارزاني، ونشرت -كالعادة- أخباراً متناقضة مختلفة ومغايرة لبعضها البعض وباللغات (التركية والكوردية والعربية!).
فقد نشرت وكالة روزنيوز البككية، في الـ 25-26 من آذار الجاري، خبراً في قسم اللغة التركية والعربية، جاء فيه: (اتخذ رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إجراءات في الحملة الانتخابية لدعم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في الانتخابات التركية، وكان بارزاني قد عقد في الأيام القليلة الماضية اجتماعات مع بعض زعماء العشائر والأشخاص المعادين للشعب الكردي…) ووفق مزاعم وافتراءات وكالة الأكاذيب والافتراءات التابعة للبكك، أن الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، دعا زعماء العشائر -الخونة وفق تعبير وكالة روزنيوز- والمعادين للشعب الكوردي بالتصويت لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم AKP وحزب الحركة القومية MHP!
إلّا أن وكالة البكك هذه لم تنشر الخبر في قسم اللغة الكوردية (السورانية والكرمانجية) لأنها تعرف حقّ اليقين أن شعب إقليم كوردستان يعلمون جيداً أنه لم يعقد مثل هذا الاجتماع المزعوم إطلاقاً! ولهذا قامت هذه الوكالة البككية القذرة بنشر الخبر في قسم اللغة التركية لتضليل الشعب الكوردي في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، حيث يقرؤون الأخبار باللغة التركية!
فقد أظهرت وكالة البكك (روزنيوز) من جديد، قدرتها بل وخبرتها وحنكتها في صناعة الأخبار الكاذبة والملفّقة ضد البارزاني وإقليم كوردستان، عدا هذا، نشرت هذه الوكالة عناوين في قسم اللغة الكوردية-اللهجة السورانية مفادها أن الرئيس بارزاني يدعم حزب العدالة والتنمية الحاكم AKP وحزب الحركة القومية MHP في الانتخابات التركية المقبلة، كما نشرت افتراءات وأكاذيب على أنها انتقادات لنشطاء وسياسيين هم في الحقيقة اذيال هذه التنظيمات الدخيلة على الكوردايتي وأقلامها وحناجرها المأجورة!
روزنيوز تصنع الأخبار الكاذبة والملفّقة وتجري لقاءات عليها، وتنشرها على أساس أنها آراء نشطاء!
هناك حفنة من المرتزقة والحناجر المأجورة من أنصار واذيال البكك والاتحاد الوطني الكوردستاني، سعيهم الدائم وهمّهم الوحيد هو الظهور أمام عدسات الكاميرا، التفّ هؤلاء الشرذمة من الناس حول وكالة البكك (روزنيوز) يتحيّنون الفرص للظهور أمام الكاميرا وتقديم التقييمات جزافاً وإطلاق التحليلات الباطلة والتي لا أساس لها من الصحة… هكذا يتمّ تلفيق الأخبار وصناعة الأكاذيب عن طريق ماكينة البكك الإعلامية في السليمانية (روزنيوز).
يبدو جلياً أن البكك تبذل هذه المرة جهوداً أكبر من المعتاد لخداع الشعب وتضليلهم بخزعبلاتها وافتراءاتها حول وجود اتفاقية استراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب العدالة والتنمية AKP.
من هو الطرف الكوردي الذي يقدّم الدعم اللامحدود لـ AKP؟
أيا تُرى: من هو الطرف الكوردي الذي قدّم دعماً لا محدوداً منذ عام 2002 لحزب العدالة والتنمية AKP وساعده في الوصول إلى سدّة الحكم في تركيا والتربع على عرش الدولة التركية؟!
منذ عام 2004 ولغاية 2015، عقدت البكك اتفاقاً استراتيجياً مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا AKP، وقدّمت له دعماً وتحالفاً لا ينكره أحد، فقد أعلنت منذ تلك الفترة خمس مرات عن وقف إطلاق النار بشكل رسمي، كما أوقفت عملياتها وأنشطتها عشرات المرات، وانخرطت بشكل ملحوظ وفعال في عمليات التصفية لـ AKP تجاه (أركنكون وغولن) وقدّمت دعماً لا محدوداً لسلطة AKP والدولة التركية من الناحية السياسية والعسكرية، ولم تنفّذ إطلاقاً أية عملية من شأنها إضعاف اقتصاد AKP أو الدولة التركية، بل وكانت تتحيّن الفرص للإعلان على رؤوس الأشهاد أنه (لولانا لتمّ اعتقال رئيس الاستخبارات التركية (هاكان فيدان) ولولانا لتمّ القضاء على اردوغان!!) دعمت التغييرات والتعديلات الدستورية التي طالب بها أردوغان ودعت جماهيرها وأنصارها وطالبتهم بالإدلاء بـ “نعم” لإجراء هذه التغييرات والتعديلات، فعلت ما في وسعها لإنقاذ حكومة AKP من العديد من المشاكل والتعقيدات التي عصفت بها كقضية روبوسكي وغيرها، فعلت المستحيل لئلا يتمّ محاكمة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم… فلم تدّخر أي جهد لدعم AKP، ومن جانبه، فسح الحزب الحاكم في تركيا AKP الطريق وفتح الباب على مصراعيه أمام البكك للتحرك والعمل كيفما تشاء…
بعدها، طوّرت البكك من علاقاتها الاستراتيجية داخل تركيا وخارجها، وغيّرت مسيرتها ونهجها ووجهتها، فالبكك التي كانت تعتبر أقوى حليف لـ AKP وسياساته وممارساته على مدى 13 عاماً، ها هي اليوم تتحرّك وكأنه لم تربطها أية علاقات وتحالفات واتفاقيات مع AKP! بل على العكس باتت تستهدف الحزب الديمقراطي الكوردستاني لغرض التغطية على ماضيها القذر وتنظيفه، ولكن لتعلم البكك جيداً أن أياً من محاولاتها هذه لن يكتب لها النجاح.
أما بالنسبة لعلاقات الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي مع الدولة التركية، فهي ليست بجديدة على الساحة، فالديمقراطي الكوردستاني تجمعه علاقات قديمة بالعديد من الدول العظمى كأمريكا وروسيا، إذ تعود جذور هذه العلاقات لمنتصف القرن الماضي، كما يمتلك الحزب علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الإقليمية من بينها تركيا وإيران، إلا أن هذه العلاقات مبنية على أساسين مبدئيين هما: الأول: أنها علاقات رسمية مع الدولة، والثاني: أن الديمقراطي الكوردستاني لا يقطع علاقاته مع هذه الدول لدى بروز الخلافات والمشاكل بل يحاول حلّها وفق المصالح الكوردستانية العظمى.
أي أن الديمقراطي الكوردستاني يدرك جيداً كيف يوازن بين هذه العلاقات وبين الخلافات والمشاكل، ولهذا، فعلاقاته ليست مع AKP، بل هي علاقات رسمية مع الدولة التركية يعود تأريخها لحقبة ما قبل ولادة AKP.
كذلك، يدرك الديمقراطي الكوردستاني جيداً أن السياسة المتّعبة في كوردستان هي سياسة دول الاحتلال لا الحكومات، لهذا، فحتّى لو تمّ تغيير الحكومات فلن يغيّر هذا من واقع كوردستان شيئاً، أما في الجانب الآخر، فالبكك تأمل من الحكومات حلّ القضية الكوردية، وتنسى أو تتناسى أن الدول المحتلة هي المعنية بتغييرها من أجل تغيير السياسات الإقليمية تجاه كوردستان، واستراتيجيات البكك لم تكن مبنية يوماً على استهداف الدول المحتلة لكوردستان إطلاقاً، فهي لا تستهدف جذور الدول المحتلة لكوردستان بل هي منشغلة بالأغصان دون جدوى!
الحليف الأكبر لـ AKP هو PKK نفسها
لهذا، فنحن ندرك جيداً أن الحليف الأكبر لحزب العدالة والتنمية الحاكم AKP هو البكك نفسها، ولم يستفد الشعب الكوردي من هذه الشراكة بين PKK و AKP شيئاً، والآن أيضاً لا تريد البكك تحقيق شيء للكورد من تغيير حلفائها وشركائها، وما تفعله الآن هو فقط إيهام الكورد أن معاني الديمقراطية والحرية والاستقلال ستتحقّق بمجرّد إجراء الانتخابات وخسارة طرف وفوز طرف آخر، ولكن الحقيقة هي أن لا شيء سيتغيّر إطلاقاً، وأن هذه الآمال ما هي إلا أوهاماً وسراباً لا حقيقة له، وأن هذه الآمال الفارغة تشتّت وتقضي على قوة الكورد، وللقضاء على قوة الكورد وتشتيتها بالكامل قامت بالتحالف مع (حسن جمال) وترشيح أحفاد ملوك الاتحاد والترقّي أمثال حسن جمال-حفيد جمال باشا السفاح- من حزب الإتحاد و الترقي التركي- دون الوقوف مع الكورد والقوى الكوردية…
ففي الانتخابات التركية الأخيرة، لم يقدّم حزب العمال الكوردستاني بكك، أو جناحه السياسي حزب الشعوب الديمقراطي HDP، أي شيء للكورد، ولم يطالبوا حلفاءهم وأصدقاءهم بشيء للكورد أو باسم الكورد، نعم، باستطاعتنا القول أن الشعوب الديمقراطي HDP لم يطالب بأية حقوق للكورد بل جلّ ما فعله هو تشتيت القوى الكوردية وهدر أصوات الكورد بل وإهدائها للكماليين الفاشيين في عقر دار الكورد ووطنهم، فالبكك تهدي الكماليين السلطات المطلقة من وراء أصوات الكورد، بعدها، وللتغطية على حقيقتها المعادية للكورد تقول البكك: (الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدعم AKP!) ونحن نتساءل هنا: (أيا تُرى ما الذي طالب به حزب الشعوب الديمقراطي HDP من تحالف الأمة مقابل أصوات الكورد؟!).