في الآونة الأخيرة، يحاول ساسة البكك وإعلامها إظهار شريكهم الجديد والتغنّي به، ألا وهو بافل طالباني…
بافل طالباني، هو الاسم اللامع والمحبوب لكلّ أنصار البكك وأذيالها في الآونة الأخيرة، وخصوصاً على وسائل إعلام البكك الناطقة والمنشورة باللغة التركية بالذات دون غيرها! فقد أظهرت بافل طالباني على أنه الأمل المنشود لكلّ الكورد، كما يحاول سياسة البكك وإعلامها في غربي كوردستان-كوردستان سوريا أن تفعل نفس الشيء وتحقّق نفس الهدف، كما كانت تفعل في السابق تجاه (لاهور جنكي) وتطبل له، فها هي اليوم تحاول صناعة بطل منقذ من بافل طالباني، عدا ذلك، تحاول البكك تعريف بافل بهوية وطنية خلال مناشيرها باللغة الإنجليزية!
أيا تُرى: هل بافل طالباني عاشق الوحدة الوطنية أم هو رئيس المافيا؟!
وفق إعلام البكك وماكيناتها الدعائية، يعدّ بافل طالباني مقاتل ديمقراطي من أجل حقوق الإنسان، شخص باستطاعته تحقيق الاقتصاد والاستقرار والازدهار والأمن والأمان، وهو أكبر العشاق والمحبّين لكوردستان، وأنه سيحقّق الوحدة الوطنية والقومية، وينظّم البيت الكوردي! ولهذا، التمس منه إرسال رسالة عبر الفيديو حول نوروز ئامد، وكأنه دوماً ما يرسل رسائل حول الوحدة الوطنية وتوحيد الكورد، ويدعم بشكل لا نظير له غربي كوردستان-كوردستان سوريا…
وليس هذا وحده ما تحاول البكك تحقيقه، ولكن لسوء حظّهم، فكلّ شعب إقليم كوردستان يعرف جيداً من هو بافل طالباني، وأنه مغاير تماماً للشكل الذي تحاول البكك إظهاره به، فـ (بافل طالباني) معروف في حدود محافظة السليمانية بأنه رئيس عصابات المافيا ولا يعرفه أهالي السليمانية كشخصية سياسية كوردستانية كما تظهره البكك وترسمه أبواقها الإعلامية!
فـ بافل طالباني الذي أرسل رسالة عبر الفيديو لنوروز ئامد لم يشارك أية احتفالات نوروز في محافظة السليمانية! كما لا يستطيع المشاركة فيها أبداً، فأهالي السليمانية سيعترضون على ذلك نتيجة أنشطته وممارساته المافياوية في السليمانية…
بافل طالباني انتهك مقرّرات مؤتمر الاتحاد الوطني الكوردستاني جميعاً وضرب بها عرض الحائط، ألغى نظام الرئاسة المشتركة في الاتحاد، طرد لاهور جنكي من منصب الرئاسة المشتركة وفصله عن الاتحاد! قام بتصفية لاهور وجماعته في أطر الاتحاد دون رادع، حتى وصل لمحاولة التصفيات الجسدية وعمليات الاغتيال كما حدث بحقّ القيادي الأمني العميد مراد كاني كورديي أبرز وأهم الشخصيات الأمنية والعسكرية في أطر الاتحاد، والذي اغتيل في 25 تشرين الثاني 2021، فكان قتلته مرتبطين ارتباطاً وثيقاً ببافل طالباني، وسبب اغتياله أنه كان موالياً للاهور جنكي ومقرّباً منه!
وفي الـ 10 من أكتوبر 2022، تمّ تفجير سيارة العقيد السابق في قوات مكافحة الإرهاب للاتحاد الوطني العقيد هاوكار عبد الله رسول (هاوكار الجاف) أمام منزله، السيارة كانت تقلّ هاوكار وعائلته وأطفاله، قتل هاوكار خلال التفجير وأصيب أطفاله بجروح، التحقيقات كشفت أن العملية نُفذت من قبل فريق من مكافحة إرهاب السليمانية وبأمر مباشر من وهاب حلبجيي، وأن القتلة المجرمين كانوا مرتبطين ببافل طالباني!
تسريبات صوتية من أقرب المقربين من بافل طالباني، وأهم شخصيات الاتحاد الوطني، الملا بختيار، والتي انتشرت في شباط الماضي، حيث قال ملا بختيار فيها أن بافل وقباد طالباني استوليا على 11 مليون دولار خلال ليلة في معبر باشماخ الحدودي!
يواصل بافل طالباني تهديداته لأصحاب المعامل والمطاعم والمقاهي… في السليمانية، ويأخذ منه الضرائب والإتاوات بالقوة، ما دفع بالعديد منهم للهروب -ممّن يقدر على الهروب- من السليمانية للعاصمة أربيل…
هذه مجرّد بعض أفعال وممارسات بافل طالباني، وما خفي أعظم… بافل الذي تظهره وسائل إعلام البكك على أنه عاشق الوحدة الوطنية والبطل المنقذ… هذا عدا عمّا اقترفته يدا بافل من بيع قلب كوردستان “كركوك” خلال أحداث 16 أكتوبر الخيانية!!
القاتل في باشور كوردستان-إقليم كوردستان… والبطل المقاتل في روج آفا-كوردستان سوريا… وهاب حلبجيي
يمارس بافل وجماعته الإرهاب في إقليم كوردستان وخصوصاً في محافظة السليمانية، ويحاولون تطهير ذواتهم وتنظيف جرائمهم في كوردستان سوريا-غربي كوردستان!
وهاب حلبجيي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب والذي يستخدمه بافل طالباني لإرهاب معارضيه والشعب الكوردي في السليمانية، شارك في مراسيم تشييع جثامين ضحايا سقوط مروحية الاتحاد الوطني الكوردستاني-قوات سوريا الديمقراطية، وذرف الدموع وبالأخص لابن شقيق مظلوم عبدي (شرفان كوباني) غير أنه هو الشخص نفسه الذي زرع العبوات الناسفة والمتفجرات بسيارة العقيد هاوكار الجاف والتي كانت تقلّ طفلتين له إحداهما في الثامنة والأخرى ذات أربعة أعوام! فقتلة الأطفال في إقليم كوردستان يبدون رقة قلوبهم في غربي كوردستان! وهناك من يحاول إظهار قتلة الأطفال في إقليم كوردستان بمظهر البطولة والوطنيين المخلصين في كوردستان سوريا-غربي كوردستان…
كما قيّمت الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمعات الكوردستاني، بسي هوزات، في تصريحات لها في الأيام الماضية، رسالة بافل طالباني لنوروز ئامد، ووصفه بالشخصية الثورية والوطنية، وقيّمت رسالته بأنها ذات مغزى وهامة في هذا الإطار ونعتبرها موقفاً وطنياً… وإطراء بسي هوزات وتمجيدها للمافيا وقتلة الأطفال توضّح كذلك حقيقة بسي هوزات، كما تؤكّد أن البكك تنظيم حربائي قادر على فعل كلّ شيء من أجل مصالحها الحزبية الضيقة…
غروب عهد لاهور… وشروق شمس لاهور لدى البكك
في السابق، كان الحليف الأول والشريك الوحيد للبك في السليمانية هو لاهور جنكي، وعندما كان يحاول لاهور تقوية موقعه ومركزه في الاتحاد الوطني كانت صوره التي التقطها في غربي كوردستان تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي على أوسع نطاق، كانوا يتغنّون به، آنذاك، كانت البكك تتخندق في جبهة لاهور جنكي ضدّ بافل طالباني، وتسانده وتدعمه بكلّ الوسائل، وبعد ضياع السلطة من يدي لاهور غربت شمسه في أدبيات البكك، فغيّرت البكك وجهتها 180 درجة، وتحالفت مع بافل طالباني وطوبت صفحة لاهور، وهناك معلومات تفيد بأن حجم التحالف والشراكة الجديدة وصلت لحدّ أن بعضاً من مقاتلي القوات الخاصة للبكك ضمن حراس بافل طالباني ومرافقيه الشخصيين! فالبكك تنفخ عضلات بافل بتمجيداتها وإطراءاتها، وتستغّل شخصيته المضطربة وغير المستقرة، نعم تلك البكك التي كانت تتعامل قبل قليل بمثل هذا التعامل مع لاهور جنكي، ولكن البوم أصبح بافل محبوبها المفدّى…
الأجندات المكشوفة والفاضحة للبكك ولوزان
من ضمن مخطّطات البكك، أنها ستعقد اجتماعاً تحت شعار الوحدة الوطنية، فالبكك تتحرّك منذ فترة طويلة مع المكونات التي صنعتها والتي تحيط بها، وتتحضّر وتستعدّ لعقد اجتماع في السليمانية تحت شعار الوحدة الوطنية، وقد تمّ تحديد هذا الشعار الكبير (إلغاء لوزان والانتقام منها في مئويتها…) ويقولون بأنهم سيحقّقون هذا الأمر عن طريق بافل طالباني.
وبعد فضحنا لمواقف وممارسات بافل طالباني، وإزالتنا الغطاء عن حقيقته، بافل الذي لم يقدر لغاية اليوم من ترميم بيت الاتحاد الوطني الكوردستاني المتصدّع وجمع شتاته، والمعروف بقتل الأطفال الصغار، وفرض الضرائب والإتاوات على شعبه وأهله والاقتيات عليهم، الشخص الذي اعترف أمام الكاميرا ودون أدنى خجل بأنهم خانوا الكورد وباعوا كركوك للعراق والحشد الشعبي، الشخص الذي لزمته لعنة كركوك، أيا تُرى كيف سيستطيع شخص كهذا من تحقيق الوحدة الوطنية للكورد وتنظيم البيت الكوردي؟!!
البكك هو الضامن الوحيد لبقاء الحدود المصطنعة والمقسمّة لكوردستان
وفي الجانب الآخر، توجد معضلة ومشكلة كوردايتي وكوردستانية البكك، فهي أيضاً شيء مغاير تماماً، فقادة البكك وصنّاع قرارها استقرّوا في السليمانية بأوامر إيرانية ووفق تعليماتها، ويتنقلون إلى أورميه عن طريق المركبات والسيارات الخاصة بالاستخبارات الإيرانية (اطّلاعات) ومن هناك يسافرون جوّاً إلى دمشق بطائراتهم الخاصة! ويضعون أعلام الحشد الشعبي على أعناقهم وأكتافهم وأكتاف شباب الكورد، ويجنّدون للميليشيات الشيعية…
ويمجّدون في سوريا لأنفسهم ويفتخرون بنضالهم وتضحياتهم بالشعب الكوردي وأبناء الكورد من أجل بقاء نظام الأسد، وأن الفضل في بقاء الطغمة الحاكمة في سوريا يعود لهم وتنظيماتهم!
أما زعيمهم المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، فيقول بنفسه: (أنا على أتمّ الاستعداد لخدمة الدولة التركية!) مؤكّداً أنه لو سنحت له الفرصة فإنه لن يدّخر جهداً في التضحية بشباب الكورد من أجل دمقرطة تركيا!
وخلال حرب الخليج عام 1990، نظّمت البكك تظاهرات في أوروبا عن طريق أنصارها واذيالها من أجل بقاء نظام صدام حسين، فرفعوا صور صدام وأعلام العراق، واستنكروا وندّدوا بالتحالف ضدّ صدام، وفي حرب تحرير العراق عام 2003، كذلك نظّموا تظاهرات في لندن، ورفعوا صور أوجلان من أجل بقاء نظام صدام!
من لم يكن كوردستانياً لا يقدر على إلغاء لوزان والانتقام منها
البكك تسعى لتوسعة خارطة تركيا، البكك تريد تركيا قوية، لا تقبل أن تضعف تركيا وفق تعليمات واعترافات زعيمها المسجون، البكك تريد أن تقوم الدولة العراقية بالاستيلاء على نفط إقليم كوردستان وبيعه، البكك لا تريد ولا تقبل أن تهاجم أمريكا على إيران، البكك تناضل بل وتفتخر بنضالها وتضحيتها بالكورد من أجل بقاء بشار الأسد والنظام السوري، ولا وجود لأية عداوة في منهاج البكك أو استراتيجياتها تجاه القوى والدول المحتلة لكوردستان والتي أفرزتها معاهدة لوزان، تلك القوى والدول التي وجدت على فناء الكورد وترى بقاءها مرهوناً بزوال الكورد وفنائهم! بل على العكس، تفتخر البكك وتقول بأنه ليس من أخلاقياتها المطالبة بدولة كوردية! وتعد هذا المطلب تخلّفاً ورجعية، وتناضل من أجل بقاء هذه الدول قوية وفق حدودها المصطنعة والمقسّمة لكوردستان، فالعدو الوحيد للبكك من بين عموم دول الشرق الأوسط هو كوردستان لا غير!
فحكومة إقليم كوردستان قد أحدثت خرقاً في نظام معاهدة لوزان، وأكبر مخاوف البكك تتمثّل في أن يؤثّر هذا المكسب والإنجاز على باقي أجزاء كوردستان.
نعم، لا داعي للإطالة أكثر، فلبّ الحقيقة هو أن البكك لا تستطيع إلغاء لوزان أو الانتقام منها قطعاً، لأن البكك احتلّت موقعاً بارزاً في الجبهة المناوئة والمعادية لكوردستان وتمركزت في خندقها، وهي تتحرّك وفق أجندات القوى والدول التي تبذل كافة جهودها لإطالة عمر معاهدة لوزان، فالبكك هي الضامن الوحيد لبقاء الحدود المصطنعة المرسومة والمقسّمة لكوردستان خلال معاهدة لوزان.
ومؤتمر البكك الشكلي ضد لوزان، هو في حقيقته تأكيد وتحقيق لبنود لوزان، كون أطراف المؤتمر أنفسها تتخندق في كفة الجبهة المعادية لكوردستان، وطالما كانت إيران مهندسة علاقات الشراكة والتحالف بين البكك والاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة بافل طالباني فإن لوبي بعض الأطراف والدول الغربية الممتعض من ازدهار وانتعاش ونهضة كوردستان اقتصادياً ودبلوماسياً يتمّ دعمه باستمرار…
فالاجتماعات والمؤتمرات هذه تُعقد في ظلّ القوى التي لا تريد رؤية كوردستان مزدهرة وقوية، والبكك وبافل طالباني أيضاً يحاولان إطالة عمر لوزان تحت شعار مؤتمر إلغاء لوزان نفسه، فكيف بقوى وأطراف لا تطالب باستقلال أرض كوردستان وترسيم حدود كوردستان أن تقوم بإلغاء معاهدة لوزان أو الانتقام منها؟!