ما هو مشروع أخوة الشعوب؟! ومن أين أتى؟
تمّ الشروع في تنفيذ وتطبيق مشروع أخوة الشعوب في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، عقب وعودات عبد الله أوجلان للدولة التركية بتقديم خدامته للدولة والعمل على تحقيق كافة أجندتها وهو ما زال على متن الطائرة التي نقلته إلى تركيا بعد استسلامه في كينيا وقراره بالعودة لحضن تركيا الأم-بالنسبة له-.
فخلال أولى لحظات تواجده على متن الطائرة، أكّد أوجلان -وبدون تردّد- للضابط التركي، استعداده التام لخدمة تركيا عندما قال (أنا على أتمّ الاستعداد لخدمة تركيا!) فهناك ومنذ تلك اللحظة، قطع أوجلان على نفسه أغلظ الوعود للدولة التركية بإذابة الكورد في بوتقة تركيا والتتريك، نعم، وعد الدولة التركية بنزع سلاح مقاتليه وإعادة توجيه مسيرة الكفاح المسلّح لحزبه (حزب العمال الكوردستاني بكك) بما يخدم مصالح الدولة التركية وأجندتها.
وبالفعل، ففي عام 2013، وافق أجلان على تنفيذ مشروع (أخوة الشعوب) ولكون هذا المشروع يحقّق السلام الداخلي لتركيا، أصدر أوجلان تعليماته لحزب العمال الكوردستاني بكك بإلقاء السلاح، كما أمر مقاتليه بمغادرة تركيا، كما دعا أيضًا (30.000.000) ثلاثين مليون كوردي في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا إلى التخلي عن حقوقهم القومية والوطنية والاندماج بل والانصهار في بوتقة الدولة التركية والإذابة في ثنايا المجتمع التركي ضمن مشروع أخوة الشعوب!
وهذا ما تحقّق بالفعل، فقد سحبت تنظيمات حزب العمال الكوردستاني بكك ما نسبته 90% من قواتها ومسلّحيها من شمالي كوردستان، ووجّهتهم صوب إقليم كوردستان-جنوب كوردستان وغربي كوردستان-كوردستان سوريا، من أجل دعم أنظمة العراق وسوريا ولتحقيق هذا المشروع في هذين الجزءين من كوردستان أيضاً!
السؤال المطروح هنا هو: ما هو مشروع أخوة الشعوب؟!
مشروع (أخوة الشعوب) هو مشروع مخابراتي قذر، أعدّته أجهزة الاستخبارات التركية بالتعاون والتنسيق مع النظامين السوري والإيراني، ويتوافق تمامًا مع مطالب الأنظمة المحتلّة لكافة أجزاء كوردستان الأربعة، حيث يطالب المشروع الشعبَ الكوردي بالتخلي عن حقوقه القومية والوطنية المشروعة ونبذها، وتقبّل الانصهار في بوتقة هذه الدول والإذابة فيها مع شعوبها.
والحقيقة الساطعة التي يعرفها جميعنا، هي أن هذه الأنظمة تدعي دومًا بأنها أنظمة ديموقراطية وتزعم أنها لا تُفرّق بين مكونات شعبها، فمشروع أخوة الشعوب يتجسّد تمامًا فيما تريده هذه الأنظمة المحتلّة لكوردستان من الشعب الكوردي، بعبارة أخرى، مشروع أخوة الشعوب يطالب الكورد بالتخلّي عن آماله وأحلامه والانصهار والإذابة في بوتقة الدول المحتلّة لكوردستان، والعيش في مجتمعاتها بعيداً عن أية مطالب قومية أو وطنية!
ومشروع أخوة الشعوب الذي تحاول تنظيمات حزب العمال الكوردستاني بكك وأدواته وأذياله وأذنابه أمثال حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD) والإدارة الذاتية وغيرها تطبيقه على الشعب الكوردي بقوة السلاح والإرهاب والبروباغندا والدعاية الإعلامية، هو أكبر خديعة يتعرّض لها الكورد عبر تاريخهم، حيث يهدف المشروع القذر إلى إبعاد الكورد عن هدفهم الأساس والمتمثّل في التحرّر من الظلم وإقامة دولة كوردية كحق طبيعي إنساني مشروع لهم، ويهدف أيضًا إلى القضاء على القضية الكوردية في كافة أجزاء كوردستان الربعة، وإبقائهم تحت نير احتلال هذه الأنظمة إلى يوم القيامة، ولذلك ينبغي على الكورد التيقظ لما يحاك لهم من مؤامرات ودسائس، والتصدي بكل إمكانياتهم وطاقاتهم لهذا المشروع الخبيث والنتن الذي يستهدف وجودهم وكيانهم كشعب وأمة عريقة لها جذورها العميقة في تاريخ وجغرافيا المنطقة… وذلك قبل فوات الأوان.