قنديل يدعم كيليجدار أوغلو… ولكن لماذا يحارب الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟!

قنديل يدعم كيليجدار أوغلو... ولكن لماذا يحارب الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟!

كما هو معلوم، منذ اتّخاذ قرار الانتخابات، كان حزب الشعوب الديمقراطي HDP في نقاش حتى هذه اللحظة، ففي البداية، أظهر حزب الشعوب الديمقراطي أنهم يعملون على إيجاد مرشّح رئاسي فيما بينهم، لغاية زيارة وفد حزب الشعوب الديمقراطي لصلاح الدين دميرتاش في سجنه، حيث عرض عليه الوفد أن يكون مرشحاً لهم في الانتخابات التركية، لكن دميرتاش رفض هذا العرض، ولم يقبل الترشّح، فتظاهر حزب الشعوب الديمقراطي برغبته في ترشيح امرأة، غير أنّ كلّ ما مرّ كانت بمثابة لعبة سياسية.

لأنه في اليوم الأول الذي تمّ فيه اتّخاذ قرار الانتخابات، أبرم قنديل اتفاقية مع حزب الشعب الجمهوري بصدد الانتخابات التركية، ومن المحتمل أن الرؤساء المشتركون لحزب الشعوب الديمقراطي لم يكونوا على علم بهذه الاتفاقية وفحواها، فزمام الأمور بيد قنديل بشكل تامّ، وهذا ما تسبّب باستياء الكورد من بين أنصار حزب الشعوب الديمقراطي.

وحتى الآن، لم يتمّ الكشف عن الاتفاقية المبرمة بين حزب الشعب الجمهوري وقنديل، بل ولن يتمكّن أبدًا من الكشف عنها، فإذا فاز كيليجدار أوغلو، فمن المؤكّد أنه سيشارك حزب الشعوب الديمقراطي في السلطة، ولكن في هذه المرة لن يكون ممثلو قنديل في السلطة من الكورد، بل سيكونوا أمثال حسن جمال وجنكيز جاندار وأمثال سري سريا… أي أنهم سيكونون شخصيات كمالية.

وقد أعرب حزب الشعوب الديمقراطي وبوضوح عن دعمه لكيليجدار أوغلو من خلال اتّحاد (العمل والحرية) ولم يتحدّثوا في البيان عن الكورد إطلاقاً، فقال اتّحاد العمل والحرية في بيانه: (كما هو معروف اجتمع الثوار والديمقراطيون والمضطهدون من الشعوب التركية تحت اسم اتّحاد العمل والديمقراطية… وقد قرّرنا عدم ترشيح أي مرشحين في الانتخابات الرئاسية والمشاركة في الانتخابات النيابية تحت مظلة هذا التحالف، في هذه العملية السياسية الحاسمة لسياسة تركيا، قرّرنا الوفاء بمسؤوليتنا ومهمتنا التأريخية ومستقبل الأجيال الجديدة، في هذا السياق، قرّرنا دعم كمال كيليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية في 14 مايو 2023 ، ونعلن عن قرارنا هذا للرأي العام في تركيا).

وقال الاتحاد الذي يتألف من حزب الشعوب الديمقراطي والجماعات اليسارية التركية: (ندعوكم للتصويت لاتّحاد العمل والحرية في الانتخابات البرلمانية، والتصويت لكمال كيليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية).

فسياسة البكك واضحة، وستحارب من اليوم فصاعداً الحزب الديمقراطي الكوردستاني على وسائل إعلامها، وستتّهم الديمقراطي الكوردستاني بدعم الفاشية متمثّلة في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

فتتمّ كتابة المقالات اليومية بناءً على أكاذيب… وتتّهم البكك الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) وتنشر هذه المقالات في وكالتها الرسمية (ليكولين- Lêkolin)، فقد نشرت هذه الوكالة مقالاً جاء فيه:

“لماذا يتصرف الحزب الديمقراطي الكوردستاني تجاه هذه الانتخابات كما في السابق؟! ويظهر موقفه كما كان من قبل؟ الكتّاب والرسامون والمتعاطفون وبعض البيروقراطيين يفعلون ذلك بشكل علني وبوقاحة… وكأنّه موقف كوردايتي ووطني؟! ويصفون حزب الشعوب الديمقراطي بأنه حزب عنصري تركي! ولكن تحالف PDK-AKP، هو تعاون وشراكة… وكلّ ما تريد قوله، وليس هناك شيء جديد، أو وضع جديد. ففي الماضي أيضاً، قدّم الحزب الديمقراطي الكوردستاني دعمًا كبيرًا لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية بعدة طرق، لا سيما في شمال كوردستان، وكان يعمل من أجل ذلك. فتحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العدالة والتنمية والتعاون بينهما ليس فقط ضدّ گريلا جنوب كوردستان، بل هو ضدّ كل من يعارض حزب العدالة والتنمية”.

فالبكك تحارب الديمقراطي الكوردستاني من أجل إخفاء علاقاتها مع الدولة العميقة في تركيا وحماية هذه الدولة، فليس للحزب الديمقراطي الكردستاني أية علاقة مباشرة بالانتخابات التركية وشمالي كوردستان، فالعديد من الدول والأمم تعبر عن آرائها حول الانتخابات التركية، وسلطات إقليم كوردستان لها أصدقاء وحلفاء وعلاقات، وهي تسير على نهج الكوردايتي وتعمل دوماً ما هو في مصلحة شعب كوردستان وكذلك ما يحفظ منجزات كوردستان.

فالبكك تعادي حكومة إقليم كوردستان بشتّى الطرق والوسائل على غرار العملاء والجواسيس للدول المحتلّة لكوردستان، وتشهر بطاقة مسلّحيها الگريلا كتهديد مستمر ضدّ سلطات إقليم كوردستان.

كما تخفي البكك الآن أيضاً تحالفها وتعاونها مع حزب الشعب الجمهوري وتحالف الأمة، وتعمل كلّ شيء من أجل إخفاء هذا التحالف والتعاون، في حين يصرّح مرشّحو حزب الشعب الجمهوري علناً أن حزب العمال الكوردستاني بكك سيتخلى عن أسلحته، وسنبني ديمقراطية جديدة ويتحدّثون عن “سلام” جديد…

فالبكك في طريقها نحو الفشل والانهيار، فلا كيليجدار أوغلو ولا حزب الجيد التركي (IYI) يستطيعان إنقاذها من الانهيار، فالبكك حجزت مقعداً على الطاولة السداسية فأصبحت طاولة سباعية، ولكن نظراً لسياساتها المتّسمة بفقدان الشخصية والجبن… لا يمكنها الكشف عن ذلك! ولكن من أجل إخفاء قذراتها تقوم بمهاجمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومحاربته على الدوام…

روژەڤا کورد

مقالات ذات صلة