انتهت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا وشمالي كوردستان، وكما هو معلوم جرت نقاشات كثيرة حول العملية الانتخابية، وأن معظم الدعاية الانتخابية جرت على أساس التضليل والأكاذيب، حيث كان همّ كلّ طرف وهدفه الوحيد شقّ طريقه للفوز فيها.
وفي النهاية، فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم وأردوغان وتحالفه (تحالف الجمهور) في هذه الانتخابات، وأصبح أردوغان رئيساً لتركيا من جديد، وفاز تحالف الجمهور بالأغلبية الساحقة في البرلمان التركي، وكانت هناك نقطة مهمّة للغاية تمثّلت في دخول هدى-بار إلى البرلمان التركي بـ 4 مقاعد برلمانية ضمن قائمة تحالف حزب العدالة والتنمية، فدخول هدى-بار إلى البرلمان التركي مهم للغاية بالنسبة للقضية الكوردية، وسيتّضح لاحقاً ما إذا كان دخول هدى-بار إلى البرلمان التركي سيؤثر على المسألة الكوردية.
تسبب انتصار أردوغان وتحالف الجمهور في إحداث مشكلة عويصة لتحالف الأمة المعارض، وكذلك بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي HDP.
تفكّك تحالف الأمة، وتأزمت أوضاع حزب الشعب الجمهوري، واستقال جميع قادة الحزب الشعب الجمهوري وجميع أعضاء إدارة الحزب، وسيعقد الحزب مؤتمره قريباً، وتعمل العديد من الأطراف والكتل بالفعل من أجل قيادة حزب الشعب الجمهوري وإدارته إدارة جديدة.
من ناحية أخرى، ولأول مرة، يناقش حزب الشعوب الديمقراطي بشكل علني نتائج الانتخابات وخاصة بعد فشله هذا الفشل الذريع، وفي الجانب الآخر، ينتقد دميرتاش معبود -متألّه- حزب الشعوب الديمقراطي إدارة الحزب علنًا، وصرّح بتركه السياسة النشطة جانباً، أما قنديل الداعم الرئيسي بكلّ قدراته لكمال كليجدار أوغلو، فمن جانبه هو أيضاً التزم الصمت ولا يدري ما يقول! أمّا غير هؤلاء من أطراف المعارضة (تحالف الأمة) وأعضاء حزب الشعب الجمهوري فينسبون فشل المعارضة لمواقف قنديل ودعمه العلني شكلاً لكليجدار أوغلو.
الصمت سيّد الموقف من جانب الكورد، وهنا ينبغي على الكورد أن يفهموا جيداً أن حزب الشعوب الديمقراطي HDP يبتعد يوماً بعد يوم بشكل أكبر عن القضية الكوردية، وأن الوقت كفيل بتحويله لحزب هامشي لليسار التركي في المستقبل القريب، من ناحية أخرى، فإن مصير صلاح الدين دميرتاش يسير في طريق مشابه لمصير ليلى زانا وعثمان بايدمير والعديد من الشخصيات الكوردية الأخرى، غير أن الأمل ما زال معقوداً حول الأشخاص المتواجدين داخل حزب الشعوب الديمقراطي وأنهم كورد بالفعل ويدافعون عن القضية الكوردية، وأن يتّضح لهم حقيقة حزب الشعوب الديمقراطي/حزب العمال الكوردستاني وسياسات التتريك التي يمارسونها، واختيار طريقٍ لهم نحو الخطّ الوطني القومي الكوردي.
إن فشل تجربة حزب الشعوب الديمقراطي وكسر نفوذ حزب العمال الكوردستاني على الكورد سيفتحان أفاقاً جديدة أمام الكورد، وسيكون بمقدور الكورد أكثر المطالبة بقيمهم ومبادئهم الوطنية والقومية، حيث إنّ حزب العمال الكوردستاني -بكك- وجميع المنظمات والأطراف المتعلقة بهذه السياسة تشكّل عقبة في طريق الحقوق القومية للكورد.
ROJEVA KURD