الكورد، وحزب العمال الكوردستاني بكك وسياسة الوجهين!

الكورد، وحزب العمال الكوردستاني بكك وسياسة الوجهين!

كثيراً ما يكشف بعض السياسيين الكورد حقيقة البكك ويتحدّثون عنها، ولو نظرنا إلى الحقيقة، فهي، أن كلّ من زاول السياسة في باكور كوردستان-كوردستان تركيا من الأحزاب والحركات الكوردية منذ عام 1957، والمفكّرين والمثقّفين والكتّاب والفنانين الذين يتحدّثون عن حقيقة البكك يعرفون هذه الحقيقة جيداً، ويعرفون كنه البكك، وهناك اختلاف وحيد بين الذين يعرفون البكك جيداً ويكشفون حقيقة هذه التنظيمات في أطر الحركة التحرّرية الكوردية، ويواجهون الحقيقة ويعترفون بأخطائهم، ومن يعرف هذه التنظيمات جيداً إلّا أنهم يتّبعون سياساتها ونهجها من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، ويطبّلون للبكك مع معرفتهم الكاملة بحقيقتها، فهؤلاء يمارسون الخيانة بحق الشعب الكوردي والأمة الكوردية عن قصد أو من غير قصد.

فقبل أيام، ظهر رأس البكك وقياديّها الأول، جميل بايك، على شاشة إحدى قنوات البكك، وقال: “يوجد نهجان في كردستان، أحدهما نهج الحرية والآخر نهج الخيانة والتواطؤ، لا يوجد نهج آخر”.

وعندما قال بايك هذا الكلام، تعقّبه على الفور باتّهامه الحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK بأنه يمثّل “خط الخيانة” وكما قلنا سابقاً، أن كلّ من مارس السياسة في كوردستان تركيا-باكور كوردستان، ويعرف حقيقة البكك، يعرف جيداً ما قاله زعيم البكك أوجلان وما لم يقله، فعبد الله أوجلان قال ويقول علناً للدولة التركية “لو تتيحون لي الفرصة فلن أدع البارزاني يتنفّس!”.

والحق أن هناك نهجان في كوردستان لا ثالث لهما، الأول خط الوطنية والقومية الكوردستانية، والثاني خط الخيانة ونهج العداوة والقضاء على المكتسبات الوطنية الكوردستانية، كما أن الحقيقة الواضحة الأخرى للكلّ هي أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK يمثّل خطّاً، والبكك وحلفاؤها وشركاؤها يمثّلون الخطّ الآخر، ومن الواضح جداً ماذا يمثّلون!

والخطر السياسي حالياً، لا يكمن في البكك وسياستها العميلة والخيانية والمناوئة لكوردستان وتأسيس دولة كوردية واستقلال الكورد بوطنهم، بقدر الخطر العظيم الذي يمثّله من يضرب الحدوة مرة ويضرب المسمار مرّة (حدوة الحصان، وهذه العبارة كناية عمّن لا يستقرّ على موقف ثابت) فالخطر الكامن فيمن لا لون ولا طعم له، فهؤلاء على أهبّة الاستعداد لبيع الذات والشخصية -إن كانوا يمتلكون أية شخصية- والمتاجرة بها في بازارات سياسية من أجل الحصول على مقعد برلماني أو الحصول على منصب رئاسة بلدية، وأيّاً كانت الأسباب، فالأطراف التي انتقدت البكك وإصداراتها ونسخها منذ أعوام أشدّ ضروب الانتقاد، حتّى وصل الأمر إلى اّتهامها بالخيانة والعمالة وغيرها من الأوصاف… اليوم، يمارسون السياسة في ظلّ صور عبد الله أوجلان ورموز البكك… فهؤلاء أشدّ أخطر على الحركة التحرّرية الكوردستانية من البكك بأشواط…

جلّ من لا يخطأ في السياسة، فالكلّ لهم أخطاء وسلبيات في المجال السياسي، فللحزب الديمقراطي الكوردستاني أخطاؤه أيضاً، فعندما يكوّن علاقات مع الأطراف السياسية في باقي أجزاء كوردستان، أو الشخصيات والفنانين والكتّاب والمثقّفين… إلخ، ينبغي أن تكون هذه العلاقات مبنية على أسس ومعايير، وإلّا فقد يهوي الإنسان في خانة خدمة الأعداء دون أن يدري.

مقالات ذات صلة