مساعي للعمال الكوردستاني لوساطة عراقية بينه وبين الدولة التركية!

مساعي للعمال الكوردستاني لوساطة عراقية بينه وبين الدولة التركية!

أصبحت زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى بغداد وعاصمة إقليم كوردستان/ أربيل، الموضوع الرئيسي للأجندات السياسة الإقليمية لهذه الفترة، ومن المتوقّع أن تظهر خلال الأيام المقبلة بشكل أكثر وضوحاً، نتائج زيارة فيدان التي جرت في إطار أهم ثلاث قضايا رئيسية، هي قضايا النفط والمشاكل الحدودية والمياه.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية عراقية أن حزب العمال الكوردستاني بكك يأمل أن تقوم الدولة العراقية بدور الوسيط بينه وبين تركيا، وبحسب التقارير والمعلومات الواردة بهذا الصدد، فقد نقل حزب العمال الكوردستاني هذا الطلب إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية العراقية عبد الطيف رشيد.

أفادت تقارير أن وسائل الإعلام الشيعية العراقية وعدت رئيس وزراء العراقي السوداني، بأنها ستردع هجمات حزب العمال الكوردستاني على تركيا، كما ذكرت أيضًا أن السوداني قال إن أفضل طريقة لتجنب وتحييد حزب العمال الكوردستاني هي إعلان هدنة وقف إطلاق النار، وعرض الوساطة في هذا الإطار، وتقول مصادر مقرّبة من السوداني إن هذا العرض قدّمه حزب العمال الكوردستاني بكك.

وادّعت هذه المصادر أن وفداً من الاتحاد الوطني الكوردستاني سيجتمع مع مستشار رئيس الوزراء العراقي لهذا الغرض، وأن الاتّحاد الوطني طلب من السوداني أن يجري وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لقاءً مع قوباد طالباني في مساعي من الأخير لفتح مطار السليمانية الدولي، وأن الوفد قبل توجّهه لبغداد طلب من لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكوردستاني عمّا إذا كانت لديها أية مطالب أو دعوات تتعلّق بوقف إطلاق النار، وأن الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكوردستاني KCK، التمس من الرئيس العراقي لطيف رشيد أن يقوم بدور الوسيط بينهم وبين تركيا أسوة بما كان يفعله الراحل جلال طالباني، كما قدّمت المنظومة نفس الطلب للسوداني.

كما أفادت التقارير أن البكك أكّدت للطيف رشيد والسوداني أنه “في حال توقفت العمليات الجوية والبرية في المناطق الجبلية والمدن، فإنها ستفرض حالة انعدام الأنشطة كما فعلت في السابق”.

ولم يُعرف مدى استجابة هاكان فيدان لهذه المطالب، وكيف كان ردّه، لكنّ مصادر عربية أشارت إلى أن “حزب العمال الكوردستاني تكبّد خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه وأصبح عاجزًا للغاية وأنّه مني بفشل كبير في الانتخابات التركية، لذلك لا يوجد أيّ سبب لإعلان تركيا وقف إطلاق النار ضدّ حزب العمال الكوردستاني والذي يعاني هذا الضعف الشديد”.

مصادر مقرّبة من حزب العمال الكوردستاني بكك: اللقاءات بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني لم تتوقف يوماً

ويرى مراقبون سياسيون محلّيون، أنه عمّا إذا كان هناك طلب من حزب العمال الكوردستاني بهذا الصدد أم لا، فهو مجرّد طلب للتضليل على الرأي العام، وذلك بسبب العلاقة الدائمة بين حزب العمال الكوردستاني وإمرالي من جانب، والدولة التركية من جانب آخر، وأنّ هذه العلاقات ما زالت مستمرة ولم تنقطع يوماً ما، وعلى وجه الخصوص، هناك اتّصالات مستمرة حول مركز بروكسل، كما أفاد المراقبون السياسيون في العراق أن الحكومة العراقية لم تطلب قطّ من حزب العمال الكوردستاني إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار ضدّ تركيا، وذكرت هذه المصادر أنه “عندما تتوقف الحرب بين حزب العمال الكوردستاني بكك والدولة التركية، فإن الدولة الإيرانية ستهاجم حزب العمال الكوردستاني” لأن ذلك سيؤثر على الوضع في سوريا والعراق، وأضافت “لقد أبرم حزب العمال الكوردستاني اتفاقاً مع إيران وعليه مهاجمة تركيا وإقليم كردستان على حدّ سواء حسب بنود هذه الاتفاقية”.

لكنّ المصادر تشير إلى إن مطلب الرئيس العراقي لطيف رشيد وقف إطلاق النار يعتبر إيجابياً، لأن الاتّحاد الوطني الكوردستاني يمرّ في أسوأ ظروفه، لذا فإن أية هدنة لوقف إطلاق النار ستكون بمثابة أخذ قسطٍ من الراحة وترتيب الأولويات بالنسبة للاتحاد الوطني الكوردستاني.

بيان KCK: ملتزمون بوحدة العراق

في خضمّ كلّ ما يحدث، أصدرت ما تسمّى بلجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكوردستاني بيانًا أيضًا، وفي البيان، ركّزت منظومة KCK مراراً وتكراراً على وحدة العراق، وقال بيان منظومة البكك، إن: “الشرط الأول والحاسم لوحدة أراضي العراق وسيادته هو إنهاء الاحتلال التركي على أراضي العراق” وممّا لا شكّ فيه أن كلمة “وحدة أراضي العراق” تمّ اختيارها بدقّة وعناية لا متناهية في بيان (KCK) وبهذه الكلمات، أرسل حزب العمال الكوردستاني رسالة مفادها أنهم سيتصرفون وفقًا لمصالح الدولة العراقية وسيحمون النظام السياسي في العراق بكلّ قوته.

ومنذ عام 2014، يقاتل حزب العمال الكوردستاني ضدّ الكورد ويحاربهم على أمل أن يصبح جناحًا لميليشيات الحشد الشعبي الشيعي في العراق والمدعوم إيرانياً، وقام بتأسيس ميليشيا مسلّحة تابعة لها تحت اسم (وحدات حماية شنگال- YBŞ) في شنگال تحت خيمة ميليشيات الحشد الشعبي.

مقالات ذات صلة