كركوك تحترق، جعل الشباب الكورد من صدورهم دروعاً أمام هجمات العنصريين الشوفينيين العرب، واستشهد 4 شبان، أصدرت حكومة إقليم كوردستان إدانات واستنكارات شديدة اللهجة تجاه أحداث كركوك، وكشفت موقفها المعارض تجاه ما يجري في كركوك من أوضاع سيئة ومأساوية، وبكلّ وضوح، ما يدلّ على أن الكورد قادرون على حماية إنجازاتهم ومكتسباتهم والوحدة والتكاتف تجاه ما يهدّدهم.
غطّت وسائل الإعلام الكوردية أحداث كركوك خطوة بخطوة، مسؤولو الأحزاب والتنظيمات والحركات الكوردية أدلوا بالعديد من البيانات، العديد من المثقّفين والكتّاب الكورد قالوا بصوت واحد “كركوك كوردية” ويجب حمايتها والدفاع عنها، ولكن للأسف الشديد، سلّمت بعض القوى والأطراف الكوردية هذه المدينة الكوردستانية العريقة إلى الحكومة العراقية عقب استفتاء استقلال كوردستان وأحداث أكتوبر الخيانية عام 2017، نعم، أهدوها للحكومة العراقية ولمن يقوم بقتل الكورد الآن في محاولة منهم لتطهير كركوك من سكانها الأصليين الكورد… وما يحدث اليوم من فوضى واضطرابات وقتل واضطهاد بحقّ الشعب الكوردي في كركوك إنّما هو نتيجة موقف تلك القوى والأطراف الكوردية الخائنة.
ومع اقتراب موعد انتخابات إقليم كوردستان، وعودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك، دبّ الرعب والخوف في قلوب العنصريين الشوفينيين، وهذا ما دفعهم إلى ممارسة الاستفزازات وخلق الفوضى والاضطرابات في محاولة منهم للقضاء على استقرار وأمن كركوك.
وبحسب بيان السلطات الكوردية في إقليم كوردستان، فإن لعبة العنصريين الشوفينيين العرب باءت بالفشل، وأنه بمقدور الكورد الدفاع عن أنفسهم وقت الضرورة، وأنّ هذه إرادة الكورد في إقليم كوردستان.
والجدير بالذكر، لفت رئيس إقليم كوردستان، انتباه رئيس الوزراء العراقي علناً وبشكل رسمي، كما تمّ الإعلان بوضوح عن القرار الكوردستاني تجاه هذه الأحداث.
هناك شيء مثير جدّاً للاهتمام في هذه الأحداث، ألا وهو أنه حتى الآن لا توجد أخبار عن أحداث كركوك في وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك، ذلك الإعلام الذي لا يغيب عنه شيء مهما حقر وصغر، فحتّى عندما تطير ذبابة يمكن لهذا الإعلام صناعة ونشر آلاف الأخبار ومئات الأكاذيب والافتراءات، لكنّه بقياً صمّاً بكماً تجاه أحداث كركوك، ومن الواضح جدًا أن حزب العمال الكوردستاني إنّما يواصل موقفه المغزي بعد استفتاء عام 2017 بتسليم كركوك للحكومة العراقية.
أي، أن حزب العمال الكوردستاني بكك قادر على الوقوف مرّة أخرى بقواته في وجه القوات الكوردستانية في كركوك إلى جانب القوات العراقية والحشد الشعبي.
يجب على كل حزب سياسي يدعم كركوك ويقول بأن “كركوك كوردستانية” أن يرى التهديد الذي يشكّله حزب العمال الكوردستاني على كركوك، وأن يتخذ موقفاً جدّياً تجاهه، وإلا فلا يمكن الدفاع عن كركوك بالشعارات الفارغة دون الاستناد إلى مواقف جدّية وصارمة.
فـ “كركوك كوردستان” بل “كركوك قلب كوردستان” ومن المؤكّد أن الكورد يمتلكون الإرادة والقوة للدفاع عن كركوك، وعند الضرورة، سيتمّ ذلك بالطرق المشروعة.
ROJEVAKURD
ترجمة: موقع “داركا مازي” بتصرّف