في إطار تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق، وبعد تهديدات الدولة الإيرانية بالقيام بعمل عسكري على الحدود ومهاجمة مقار ومعسكرات وقواعد الأحزاب الكوردية في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، غادرت قوات البيشمركة التابعة لهذه الأحزاب معسكراتها وتوجّهت إلى مناطقة مجهولة، وبتاريخ 2023/9/13، توجّهت قوات حرس الحدود العراقية وبيشمركة كوردستان للتمركز في مقار ومعسكرات قوات البيشمركة لهذه الأحزاب لإنهاء التهديدات الإيرانية بإطلاق أية عملية عسكرية، وكذلك كي تتولّى قيادة المنطقة وحمايتها، فقامت قوات حزب العمال الكوردستاني بكك بمهاجمة قوات بيشمركة كوردستان التي توجّهت إلى المنطقة من أجل منع أي عمل عسكري من جانب الدولة الإيرانية، وقيادة مناطق ومعسكرات بيشمركة أحزاب روجهلات كوردستان.
فالبكك تحاول احتلال مقار ومعسكرات ومناطق بيشمركة أحزاب روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، ولهذا ومنذ ذلك اليوم، قامت بالعديد من الأعمال والممارسات الاستفزازية ضدّ قوات حرس الحدود العراقية وقوات بيشمركة كوردستان.
وفي الجانب الآخر، تواصل وسائل إعلام البكك وماكيناتها الدعائية نشر أخبار كاذبة لتبرير احتلالها لهذه المناطق، فتقوم بتصوير تواجد حرس الحدود وقوات بيشمركة كوردستان في المناطق الحدودية على أنه هجوم ضدّ حزب العمال الكوردستاني!
ما الذي حدث؟
في وقت سابق، أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها ستنفذ عملية عسكرية برّية على الحدود ضدّ قوات روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، وبعد اجتماعات جرت بين السلطات العراقية وقادة إقليم كوردستان مع قوات بيشمركة أحزاب روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، انسحبت الأخيرة من بعض المناطق الحدودية، حيث أمهلت إيران هذه القوات حتى 19 سبتمبر/ أيلول الجاري لمغادرة المنطقة، وبالفعل، غادرت قوات بيشمركة روجهلات كوردستان المنطقة وانسحبت منها في 11 أيلول/ سبتمبر.
وبعد هذا الانسحاب لقوات روجهلات كوردستان، زار وفد من الحكومة العراقية طهران وأكّد للسلطات الإيرانية أن قوات بيشمركة روجهلات كوردستان في تلك المنطقة قد غادرتها، وبالتالي لم يعد هناك سبب وجيه لأي هجوم أو عمل عدواني من جانب إيران.
بينما من ناحية أخرى، كانت البكك تتحيّن الفرص لاستغلالها واستثمارها والتمركز والتموضع في أماكن ومقار ومعسكرات أحزاب روجهلات كوردستان.
لماذا هدّدت إيران فقط بيشمركة روجهلات كوردستان دون توجيه أي تهديد لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك؟
لم تهدّد إيران حزب العمال الكوردستاني بكك وقواته والكيانات المرتبطة به بمغادرة المناطق الحدودية بين إقليم كوردستان وإيران، بل هدّدت فقط حكومة إقليم كوردستان وبيشمركة أحزاب روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، ولغاية اليوم، لم يغادر حتّى مقاتل أو مسلّح واحد تابع للبكك أية مقار أو قواعد أو معسكرات لها، ولن يغادروا قطّ، فالأمر واضح، فالدولة الإيرانية تعتبر البكك وقواتها والكيانات المرتبطة بها بمثابة حرّاس حدود لها، ما يثبت ويبرهن أن هناك اتّفاقاً سرياً بينهم.
من جانبها، تعاملت قوات بيشمركة أحزاب روجهلات كوردستان بمسؤولية وطنية تجاه هذا الأمر، ولتفادي التهديد الإيراني على كيان إقليم كوردستان وإنهاء التحذيرات والتهديدات الإيرانية لهذه البقعة الوحيدة المحرّرة من كوردستان؛ انسحبت بيشمركة هذه الأحزاب من قواعدها ومعسكراتها الواقعة ضمن أراضي إقليم كوردستان بمحاذاة إيران، على عكس ممارسات البكك التي تحرّكت على وجه السرعة لاحتلال هذه المناطق والتمركز فيها لتحقيق مصالح حزبية ضيّقة وتنفيذ أجندات دولة واسعة على حساب الكورد شعباً ووطناً.
مع العلم أن التنظيمات والكيانات التابعة للبكك في ناحية سيدكان لم تبدِ أية ردود أفعال ولو بسيطة تجاه احتلال إيران لمقار وقواعد ومعسكرات أحزاب روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، من جانبها أيضاً، فالدولة الإيرانية تثق بحزب العمال الكوردستاني بكك والكيانات والتنظيمات التابعة لها أكثر من ثقتها بحرس الحدود العراقي، ولهذا لم تطلب إيران يوماً من قوات حزب العمال الكوردستاني بكك-حزب الحياة الحرّة الكوردستاني (PJAK) بمغادرة المناطق الحدودية والانسحاب منها، فجلّ مخاوف الدولة الإيرانية هو فقط من الأحزاب الكوردستانية وقوات بيشمركة روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، أما البكك فقد باتت اليوم كميليشيات الحشد الشعبي العراقي تحت نفوذ إيران بالكامل وتتلقّى الأوامر منها…