شيخو عفريني
منذ سنوات تعاني مدن الجزء الغربي من كوردستان المحلق بسوريا، الخاضعة لسيطرة إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية، من ظاهرة خطيرة ألا وهي اختطاف الأطفال الكورد، بهدف تجنيدهم وإخضاعهم لدورات تدريبية وإشراكهم في النزاعات المسلّحة، تدفع الأهالي إلى الهجرة أو الانتقال إلى أماكن أكثر أمناً، حفاظاً على أطفالهم وضياع مستقبلهم وحرمانهم من أبسط الحقوق كالدراسة والعيش ضمن الأسرة وغيرها.
إن هذه الظاهرة تستفحل، دون أن تلقي آذانا صاغياً، فمئات الأطفال مختطفون ومجهولو المصير، اختطفوا من قبل جهات وأطراف تابعة للإدارة، كالشبيبة الثورية ووحدات حماية المرأة، في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب وقامشلو وكوباني وديرك ومخيمات مهجّري عفرين في الشهباء بريف حلب.
استغرب من قواتٍ يقودها عابرون آتون من الجبال، تدعي أنها تمتلك “جيشاً” عرمرماً، قوامه أكثر من مئة ألف مسلّح، ثم تستهدف هذه القوات، الأطفال دون غيرهم! إذاً ما الحاجة إلى الأطفال وسلب طفولتهم بهدف تجنيدهم إجبارياً، والزج بهم في المعارك التي تخضوها بالوكالة؟ وما يحزّ في القلب أن الظاهرة موجودة فقط في المناطق الكوردية، علماً أن الرقة وديرالزور ومنبج خاضعة أيضاً لسيطرة تلك القوات، لكن لم تشهد حالات الاختطاف المتكرّرة للأطفال العرب، وإن وجدت فهي حالات نادرة وليست ظاهرة مستفحلة.
أطفال قصّر في الثالثة عشر من أعمارهم، سُلبت منهم الطفولة وباتوا ضحايا سياسة غسيل الأدمغة، منهم من نقل إلى جبال قنديل، ومنهم من نقل إلى أماكن ومراكز خاصة بهم. والنتائج بدون أدنى شكّ كارثية على المجتمع الكوردي، وصل إلى مستوى من بات ينكر أصله ويدحض والديه، بسبب إجبارهم على تجرع أدوية مخدرة لإنكار ذويهم والتكلم حسب الرغبة، كالطفلتين ميراف عدنان خاشو، 15 عاماً وسيميل زيدان إسماعيل المختطفتين من قبل وحدات حماية المرأة في قامشلو.
إن الأطراف والجهات السياسية ومنظمات المجتمع المدني عاجزة، عن وضع حدّ لهذه المهزلة، حتى أن الأهالي عندما يتجرؤون للتنديد، لم يجدوا بجانبهم جهة داعمة أو تقف وراءها، كذوي مختطفة، خرجوا وحيدين يجولون شوارع مدينة كوباني يطالبون بإعادة ابنتهم ولكن للأسف لا مجيب، واللامبالاة واللااكتراث سيدا الموقف.
هذه الظاهرة الخطيرة جعلت من المناطق الكوردية تشهد هجرة غير مسبوقة، وبالتالي عرضة للتغيير الديمغرافي، وإسكان العوائل الوافدة من المناطق العربية، وإن استمرت، فالنتائج ستكون وخيمة، ولا يحمد عقباها.
يترتب على كافة الجهات السياسية والإعلامية والناشطين ومؤسّسات المجتمع المدني إدانة هذه الظاهرة الخطيرة، والعمل على إنهائها ووضع حدّ لها، بالأخص الجالية الكوردية في المهجر وأبناؤها المحامون والقانونيون، فهي الوحيدة التي من الممكن أن تحدث تغييراً وتلتمس نتائج إيجابية عن طريق العمل الدبلوماسي وفتح ملفات المختطفين في المحاكم الدولية، وإيصال صوت ذويهم إلى الجهات المعنية والمنظمات العالمية.
وعلى مظلوم كوباني كونه قائد قوات سوريا الديمقراطية، الاعتذار لذوي المختطفين والاعتراف بعجزه، أو الامتثال لبنود معاهدة خطة العمل الموقعة عام 2019 مع الأمم المتحدة من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم في الأعمال العسكرية، والحدّ منها وإعادة كافة المختطفين إلى مقاعد الدراسة وأحضان ذويهم، وإلا فنحن مقبلون على زمن الرقّ والعبودية.
ونختتم مقالنا بعرض الأسماء التي اختطفت بداية شهر تشرين الأول من هذا العام:
– الطفلة الوحيدة سالين إياد محمود 14 عاماً، اختطفت في السابع من تشرين الأول.
– الطفلة سولين إبراهيم، 15 عاماً، اختطفت منتصف شهر تشرين الأول.
– القاصرتان ميراف عدنان خاشو، 15 عاماً وسيميل زيدان إسماعيل، 14 عاماً بتاريخ 17 من تشرين الأول، والقاصرات الأربعة اختطفن في مدينة قامشلو.
* المختطفون في حيّ الشيخ مقصود بحلب:
– الطفل عز الدين بكري نعسان 12 عاماً، بتاريخ 20 تشرين الأول.
– الطفلة أستير أحمد 14 عاماً من ناحية راجو بعفرين، 16 تشرين الثاني.
– الطفل عمر مصطفى حسن 13 عاماً من قرية رمضانا التابعة لمدينة جنديرس بريف عفرين، بتاريخ 21 تشرين الثاني…
والقائمة تطول وللحديث بقية…