تمّ افتتاح المنفذ الحدودي الجديد بـناحية “روباروك” بجولميرك، افتتح المنفذ الحدودي الجديد في قرية “زێتێ” الحدودية بين تركيا وإقليم كوردستان الفدرالي، مع افتتاح هذه البوابة، تم تسهيل التنقّل بين جولميرك وأربيل، بعد منفذ سرزير الجمركي-جلي، يتم فتح المنفذ الحدودي الثاني بين جولميرك وإقليم كوردستان الفدرالي، المنفذ الجديد من شأنه أن يحدث تغييرات جدية في الحياة التجارية والاجتماعية للمنطقة وتحقيق التنمية.
لم شملّ إمارتي سوران وجولميرك من جديد
منفذ زيت الحدودي في منطقة الگرديين من شأنه أن يوحّد جغرافية جولميرك وميركسور وسوران ورواندوز، لمّ شمل إمارتي سوران وجولميرك اللتان حكمتا المنطقة لمئات السنين، فالحدود المصطنعة التي رسمتها معاهدة أنقرة عام 1926 قضت على النسيج الاجتماعي للمنطقة-سوسيولوجية المنطقة، وأحكمت على سكانها تهجير ديارهم وقراهم الحدودية والحنين إليها، والعيش على طرفي حدود دولتين محتلّتين، قسّمت هذه المعاهدة القبائل والقرى والأحياء والعوائل بل حتّى المراعي… أصبحت الصخور الأسمنتية الحدودية كشواهد على مقابر شعب زاگروس أولئك الزاگروسيون الذين لم يسمحوا لأي غزاة باحتلال أرضهم على مرّ التاريخ.
بعد انتفاضة السيد عبد الله حفيد الشيخ عبيد الله نهري عام 1925، انقسمت عائلة النهري التي كانت جذور القومية الكوردية، ولم يعد مصير هذه الجغرافيا العريقة بيد أحفاد الشيخ عبيد الله أو أحفاد ميرێ كور-الأمير الأعور- لراوندز. ولم يتمكّن آخر قائمقام لراوندوز المنحدر من عائلة النهريين، سيد طه، من الإفلات من عقاب عائلته، ومع ذلك، فإن شعوب المنطقة لم تعترف أبدًا بهذه الحدود المصطنعة القسرية، حافظ شعب إقليم كوردستان على هويته الاجتماعية والثقافية رغم كلّ المصاعب والعراقيل، كان لمدرسة كلات التاريخية (النهري) تأثير كبير على العالم الفكري ومعتقدات أهل المنطقة، وفي الوقت نفسه، لعبت مسيرة تكية بارزان دور الدولة نفسها في المجالات السياسية والاجتماعية والإدارية، لذلك قامت بارزان والتي كانت نتاج ذات المصادر الاجتماعية والثقافية، وقادت طريق الوطنية والكوردايتي وجعلت منها قوة سلطوية قومية وشعبية.
البارزانيون ورثة المقاومة وهذه الجغرافيا رفعوا علم كوردستان رسمياً شامخاً في المناطق الحدودية
كحقيقة أو واقع تاريخي؛ عام 1932، قاوم الشيخ أحمد وشقيقه الملا مصطفى البارزاني والثوار المحليين هجمات سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) والجيش العراقي في سهل زێت، كما أرادت السلطات التركية في قرية رزێ-گرانا (گەردی) نزع سلاح مريديه وأتباعه، لكن اليوم رفع حفيد الخالد ملا مصطفى البارزاني والمسمّى باسمه (بابو) رفع علم كوردستان في نفس القرية ونفس المكان، في مراسيم رسمية في حفل افتتاح المنفذ، وسط وقوف المسؤولين الأتراك أمام النشيد الوطني “أي رقيب”.
إن افتتاح منفذ زيت، اليوم، لم يضف سوى رسمية على الطابع الرسمي للإقليم، مع التأكيد على أن هناك تطورات هامة تشقّ طريقها إلى كوردستان.
مقاومة الگرديين أفشلت المخطّط التدميري للبكك
إن افتتاح هذا المنفذ الجمركي يثبت حقيقة أخرى أيضاً، وهي أن البكك التي كانت تنشط في المنطقة بشكل فعّال ومؤثّر للغاية منذ عام 1982، خسرت نفوذها وهيمنتها على المنطقة، (شمزينان) المكان الذي نفّذت فيها البكك أولى عملياتها القتالية المسلّحة وأطلقت أولى رصاصاتها فيه، ومن الناحية الرمزية، تمّت هزيمة البكك عسكرياً في الجغرافيا التي بدأت فيها كفاحها المسلح والعسكري، فالبكك التي في صراعات مع عشائر المنطقة وعلى وجه الخصوص الگرديين، بافتتاح هذا المنفذ تمّ إعلان انتصار الگرديين.
أصبحت عشيرة الگردي أكبر عقبة أمام تكتيك البكك المتمثّل في ربط خط آفاشين-زاب بخواكورك، وتحويل المنطقة إلى ساحة حرب، إن ولاء الگرديين لأرضهم ووطنهم جعلهم يتغلبون على البكك وينتصرون عليه، حارب الگرديون ضدّ مخطّط البكك لاحتلال أراضيهم دون انقطاع، بحيث وصل الأمر إلى أن يقول گريلا البكك في تسعينيات القرن الماضي “حتّى دجاج الگرديين يحملن السلاح ويقاتلن أيضاً”.
انتصر الگرديون وانهزمت البكك…
كان مخطّط البكك في فتح ممرّ حرب من هذه المنطقة وصولاً إلى بوتان، قائماً على تفكيك عشيرة الگرديين، أدّى هذا التكتيك الذي لا معنى له للبكك إلى إخلاء مئات القرى الواقعة على خط بوتان وجولميرك، في إطار هذه الخطة التكتيكية، كان الهدف الرئيسي للبكك هو محاصرة الگرديين، بين عامي 1988 و1999، كان الهدف الرئيسي لقوات أيالة زاگروس هو توحيد جبل گۆڤند وگۆستێ-مع خواکورك، هذا الوضع كان يستحيل إنشاؤه إلا عن طريق تهجير الگرديين وترحيلهم، صرفت البكك كافة قوتها العسكرية وتجربتها وخبرتها القتالية على تحقيق هذه الخطوة الإستراتيجية، لكنها هُزمت في النهاية وانتصر الگرديون، قدّمت عشيرة الگردي في هذه الحرب اللاأخلاقية للبكك منذ سنوات، عشرات الشهداء من الأطفال والنساء.
واليوم نرى البكك التي كانت تزعم قائلة أنها ستربط الگردي بخواكورك، اضطرت لترك خواكورك أيضاً للجيش التركي، ولو تمّ اليوم فتح المنفذ الجمركي الدولي من شيروانێ عبر سهل زيت ووادي هوبێ، فسيكون أعظم برهان على فشل البكك وهزيمتها عسكرياً، لأن المنطقة التي نتحدّث عنها كانت أكثر المناطق استراتيجية في ظلّ سيطرة البكك منذ 40 عامًا دون انقطاع، فقد كان مثلث سهل زيت ووادي هوبئ ونهر حجي بك أحد أهم المعاقل الرئيسية للقيادة المركزية للبكك، والآن، أصبح هذا المكان الطريق الرئيسي لمنفذ زيت الدولي بين تركيا وإقليم كوردستان الفدرالي، وهذا دليل على هزيمة البكك وانتصار الگرديين، حيث يُعدّ افتتاح هذا المنفذ الجمركي مؤشّراً على انهيار البكك وانتصار شعبنا على طرفي الحدود.