قصة البيشمركة الـ 9 الذين اغتالتهم البكك وسلّمت جثامينهم لصدّام!

إن أية دولة أو قوة تريد الهيمنة على كوردستان واحتلالها، وتقويض مطلب الحرية للكورد، تشرع في بداية مخطّطها بصناعة حركة أو تنظيم بين الكورد، فمنذ القدم كان العدو الأكبر للكورد هو الكورد، وبإمكاننا فهم حقيقة حزب العمال الكوردستاني بكك وتفسيرها في إطار هذه الحقيقة التأريخية، لكن حزب العمال الكوردستاني بكك يختلف عن الحركات التي استخدمت ضدّ الكورد عبر التاريخ، فلم يتم استخدام حزب العمال الكوردستاني بكك من قبل مستعمر واحد فحسب، بل استخدم من قبل جميع دول الاحتلال الأربع ضدّ الحركات الكوردية في الأجزاء الأربعة من كوردستان.

البكك القوة شبه عسكرية في أيدي محتلّي كوردستان

هذه حقيقة مرئية عن العمال الكوردستاني بكك، يمكن رؤيتها من قبل أي شخص ينظر بشكل محايد إلى التاريخ بشكل عام، وهذا سبب وجود الحزب منذ 50 عاماً في أجزاء كوردستان الأربعة، فلم يكن الحزب-العمال الكوردستاني بكك- يسمح للحركات والأحزاب الكوردية بالتوجّه والتواجد في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا بناءً على أوامر وتعليمات نظام الأسد في سوريا، ويهاجم الحركات والأحزاب في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران بناءً على أوامر الدولة الإيرانية، كما قام بتصفية جميع الحركات الكوردية في تركيا وفق مخطّط الدولة، وبعد عام 1988، هاجم البيشمركة الكوردستانية وفق أوامر نظام صدام حسين في العراق، فالبكك باتت كحرّاس الحدود لصدام، واليوم تلتجأ وتعوّل على النظام الشيعي الجديد في بغداد وتهاجم إقليم كوردستان!

البكك لم تبني وجودها على تدمير العدو واستقطاع جزء من أراضيه، بل على النقيض تماماً، صُنعت لتدمير الكورد والقضاء على إنجازات الحركات التحرّرية الكوردية وتدميرها، وأفضل تعريف للبكك هو أن: حزب العمال الكوردستاني بكك قوة شبه عسكرية يستخدمها محتلّي كوردستان ومستعمريها.

ولإخفاء هذه الحقيقة وانطلاقاً من مبدأ (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع) دأبت البكك على تخوين عموم الكورد ووصفهم بالجواسيس والعملاء، باستثناء ذاتها، ولهذا أصبح تأريخ البكك تاريخاً للحرب الخاصة للمستعمرين المحتلّين ضدّ الكورد وكوردستان.

لإثبات نفسها أمام صدام… البكك سلّمت جثث البيشمركة الشهداء

عام 1988، وبالتزامن مع انطلاق حملات الأنفال السيئة الصيت، لجأ شعب إقليم كوردستان إلى باكور وروجهلات كوردستان للنجاة بحياته، بدأت حملات أنفال بهدينان في 25 آب/ أغسطس، حُرّقت القرى وهجّر الشعب وانسحب البيشمركة مع نزوح الشعب، ومن أيلول عام 1988 ولغاية آذار 1989 كان هناك تواجد محدود لبيشمركة كوردستان في خطّ حفتنين وبرواري بالا وزاب-أفاشين أي منطقة بهدينان.

بدأت قوات صدام بإجراء مفاوضات مع حزب العمال الكوردستاني بكك لمنع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبيشمركة كوردستان من العودة إلى المنطقة، وحتى ذلك الحين، كانت هناك قوات مرتزقة النظام (الجاش) التابعة لصدام في المنطقة وكانت لها صلات وثيقة بالبكك، وعقدت هذه المرة اجتماعات بين أعضاء المخابرات المركزية لصدام وضباط جيش صدام في المنطقة، عقدت البكك بعض هذه الاجتماعات في قرية دركاري بمنطقة حفتنين، كما وعقدت بعض الاجتماعات في فندق سولاف في منتجع سولاف بآميديي-العمادية.

ومن أجل كسب ثقة صدام والتمركز في منطقة بهدينان بمساعدته، كانت البكك ترسل المعلومات حول بيشمركة كوردستان لنظام صدام باستمرار، ومن ناحية أخرى، تآمرت البكك مع نظام صدام وتحالفت معه لتصفية قوات البيشمركة التي أرادت العودة إلى المنطقة والنضال والقتال ضدّ صدام، فغدرت بهم واغتالتهم وسلّمت جثثهم إلى جحوش وجيش صدام لإثبات ارتكابها هذه الجريمة، وكسب ثقة صدام.

البكك وبمخطّط غادر اغتالت وحدة الشهيد أحمد كادر وحصلت على أسلحتهم كمكافأة!

يُذكر أنه تمّ استشهاد العديد من عناصر البيشمركة على يد البكك بين عامي 1988 و1981.

وبالأخص قوات البيشمركة التي انسحبت في عمليات الأنفال عام 1988 وبدأت بعدها بالعودة إلى جبهات القتال في ربيع عام 1989، حيث بدأت وحدات صغيرة لقوات البيشمركة بالعبور جنوبًا على طول خط جلي وألكي وقلباني صوب إقليم كوردستان، فقامت البكك بمهمات استخباراتية حول هذه الوحدات وتقديم المعلومات حولها من أجل كسب ثقة صدام، واستشهد البعض من هذه الوحدات وتمّ تسليم جثثهم للجيش العراقي.

في آذار/ مارس 1989، كانت قوة من البيشمركة مكونة من ستة عناصر، جاءت إلى المنطقة من أجل رفع وتيرة الكفاح والنضال، وانتقلت إلى جبهاتها السابقة، كانت هناك قوات حزب العمال الكوردستاني بكك، ولأن البيشمركة كانوا يقدّمون الخبز للآبوجيين طيلة سنوات، وكونوا صداقات معهم، لم يعتقد البيشمركة أن يلحق أي ضرر بهم من هؤلاء، كانوا يبقون معاً في نفس المكان ليلاً، ينامون معاً، كانت وحدة البيشمركة قد قدمت من بعيد، وقطعت مسافة طويلة، وفي اليوم التالي أرادوا الاستحمام وغسل رؤوسهم وملابسهم، فقال لهم مسلّحو البكك: “سنحرسكم” وبينما كان البيشمركة يستحمون ويغسلون رؤوسهم وملابسهم، قامت البكك باستشهاد البيشمركة الستة جميعاً.

بعدها أرسلوا معلومات للجحوش، فقاموا بنقل جثامين البيشمركة الـ 6، فقام مسؤولو الجيش العراقي بتقديم أسلحة شهداء البيشمركة لمسلّحي البكك كمكافأة!

أسماء هؤلاء البيشمركة الشهداء:

إدريس جرجيس (أحمد كادر) من مواليد 1953 من قرية (بربيري) التابعة لمنطقة شيخان.

سعد الله آفدل سعدو-من مواليد 1954 من قرية (غلبيش) التابعة لناحية بامرني.

نزار محمد سليمان-من مواليد 1966 من قرية (خرابيا) التابعة لناحية زاويته.

محمد حمدي-من مواليد 1949 من قرية (ورميلي) التابعة لناحية بامرني.

نزمي أحمد جولي-من مواليد 1969 من قرية (ورميلي) التابعة لناحية بامرني.

خالد آدم حسين-من مواليد 1966 من قرية (ورميلي) التابعة لناحية بامرني.

البكك قاتلت من أجل صدام… اغتيال 3 بيشمركة آخرين من باكور كوردستان-كوردستان تركيا

بموجب اتفاق مبرم مع صدام، كانت البكك تراقب وحدات البيشمركة التي قدمت إلى المنطقة وتقضي عليها، إحدى الوحدات التي دمّرتها البكك كانت عبارة عن ثلاثة من بيشمركة كوردستان من أهالي بلدة جلي في باكور كوردستان، في أواخر عام 1989، رأت البكك ثلاثة من بيشمركة حزب الديمقراطي الكوردستاني على ضفاف نهر الزاب بمنطقة هلوه، البيشمركة الثلاثة كانوا من منطقة جلي بباكور كوردستان-كوردستان تركيا، كانوا قد انضمّوا لرفوف البيشمركة عام 1984، بعدها وخلال عمليات الأنفال عام 1988 توجّهوا لإيران، وبعد أشهر عادوا إلى إقليم كوردستان، قضت البكك على هذه الوحدة لبيشمركة كوردستان أيضاً كما غدرت بالوحدة الأخرى، واستشهد هؤلاء مثل رفاقهم الستة السابقين، وقامت البكك بتسليم جثث البيشمركة الثلاثة في منطقة ما في الزاب إلى جحوش صدام، وأسماء البيشمركة الثلاثة هي:

  • أحمد جلي

  • حسين بيادر (قرية نارل)

  • صمد بيادر

هذا والأدلة والوثائق حول وجود علاقات ومعاهدات بين حزب العمال الكوردستاني بكك مع نظام صدام متوفرة، ومن أجل العداء للديمقراطي الكوردستاني ومحاربته أنشأ حزب العمال الكوردستاني علاقات رفيعة المستوى مع جيش صدام، كما وتلقّى دعماً عسكرياً ولوجستياً ومادياً منه.

حزب العمال الكوردستاني بكك “The Gorkha-الكوركا” كلّ المستعمرين المحتلّين (البكك كوركا المحتلّين)

فيما يتعلق بحرب الكويت عام 1991، وعندما حرّر الكورد أراضيهم، قال زعيم البكك عبد الله أوجلان في عام 1993: “إنهم يريدون تقويض نظام صدام على يدي هذين الحزبين الكورديين (الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني)” فأوجلان فسّر نضال الكورد من أجل الحرية بشكل سيء.

خلال حرب العراق عام 2003، أطلقت البكك جماهيرها ومؤيديها إلى الشوارع في أوروبا مردّدين شعار “لا للحرب-لا نريد الحرب” فـ “صدام” كان قوة دعم للبكك، والبكك لم تكن تريد انهيار هذه القوة وخسارتها، وخسارة الوضع الذي مكّنها من التمركز، فبالنسبة لحزب العمال الكوردستاني بكك، لا أهمية للأرض ولا لحرية وتحرير كوردستان، بل المهم هو مصالحها لا غير.

فالبكك تقاتل ضدّ الكورد إلى جانب المحتلّين الغزاة، وتغيّر لونها مثل “الحرباء” فجأة، انهار نظام صدام، واليوم هناك نظام شيعي في بغداد، وهذا النظام الشيعي مناهض للكورد بقدر نظام صدام إن لم يكن أشرس منه، واليوم تقدّم البكك نفس الخدمات للنظام الشيعي في العراق، فبالنسبة للبكك من غادر كان سيداً ومن أقبل هو ملك سيد كذلك، وكما حصلوا على مساعدات من نظام صدام من أجل القضاء على البيشمركة في بهدينان، فكذلك يتلقون اليوم مساعدات من العراق من أجل عدم عودة البيشمركة إلى شنگال-سنجار.

لكن البكك وفي خضمّ اضطهاد الكورد وبؤسهم ارتقى لأعلى المستويات، وأصبح شعار الحشد الشعبي الآن على أكتاف مقاتلي البكك.

ويتعيّن على البكك التي تصف الكلّ بالخيانة والعمالة أن تنظر إلى الشعار الذي وضعته على أكتاف مقاتليها.

فالبكك هي ” The Gorkha-الكوركا” لكلّ المستعمرين المحتلّين وتقاتل بإخلاص من أجل أعداء الكورد.

مقالات ذات صلة