أيار واحد وآب واحد، ولكن…..!

أيار واحد وآب واحد، ولكن.....!

سمكو عبد العزيزي

أكرّر وأقول: الوعي والفكر الخاطئ يكون سبباً لخلق غاية خاطئة وهدف خاطئ، وهذه الغاية أو الهدف الخاطئ يتسبّب بسلوكيات وممارسات خاطئة…

بعد عدة ثورات قادها البارزانيون ضدّ غزاة ومحتلّي كوردستان، وضحوا بعدد الجبال من أبناء وفدائيي الوطن من أجل حرية هذا الوطن، كانت الفكرة تقوم على تأسيس حزب كوردي على أسس الوطنية والقومية، يضمّ كافة شرائح وأطياف المجتمع الكوردستاني، بعد النقاشات والاستماع إلى الآراء المختلفة تقرّر تأسيس حزب باسم (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) تأسّس هذا الحزب في 16 آب 1946 بزعامة المرحوم بارزاني الخالد.

بمرور الزمن، أصبح يوم 16 آب يومًا مباركاً في جميع أجزاء كوردستان الأربعة، ووجد مكانته في قلوب عموم الكوردستانيين الوطنيين المخلصين، عندما قرّر الحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK إطلاق شرارة ثورة أيلول المجيدة في 11 أيلول، في إقليم كوردستان-جنوب كوردستان ضدّ الغزاة المحتلّين ومن أجل حرية كوردستان، شارك عموم الكورد في جميع أجزاء كوردستان الأربعة في هذه الثورة، انتصرت الثورة وحقّقت إنجازاتها، ونتيجة لذلك تمّ التوقيع على اتفاقية 11 آذار/ مارس، وبتوقيع هذه الاتفاقية حكم الكورد أنفسهم والمناطق الكوردية حكماً ذاتياً لمدة 4 أعوام، لكن وباتفاقية دولية بمشاركة الدول الأربع (العراق وإيران وتركيا وسوريا) وبدعم من القوى العظمى العالمية، تّم إلغاء هذه الاتفاقية في 6 آذار/ مارس 1975، وتعرّض الكورد للكوارث والويلات والمآسي…

لكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يشعر باليأس والإحباط، بل على العكس، أطلق شرارة ثورة ثانية عقبها مباشرة عام 1976، ثورة گولان التقدمية، بقيادة إدريس ومسعود بارزاني، واستشهد في اليوم الأول للثورة في 26 آب 1976، أول بيشمركة باسم (سيد عبد الله حاج عمران).

قد يسأل أحدهم: أيا تُرى ما الذي يريد الكاتب قوله؟!

ليس غرضي من هذا المقال الخوض في هاتين الثورتين العظيمتين وذكرهما بعدة عناوين وأسماء، إذ لا يمكن لعشرات الكتب أن تستوعب هاتين الثورتين العظيمتين.

لكنّني أردت التركيز على يومين مهمين فقط، يوم 16 آب ويوم 26 أيار.

أصبح هذان اليومان من الأيام المباركة لدى الشعب الكوردي، وغالبًا ما كانا يتنافسان مع يوم 21 نوروز.

استشاط حزب العمال الكوردستاني بكك وشخص عبد الله أوجلان غضباً وسخطاً من هذين اليومين، كانوا يفكرون في تقديس العديد من الأيام لدى الكورد حتى ينسى الكورد هذين اليومين، كانوا متيقّنين أنه ما دام هذان اليومان مباركين لدى الكورد فلن يكون بمقدورهم فرض أيديولوجيتهم الاشتراكية على الشعب الكوردي، النتيجة كانت أن يضعوا برنامجًا واستمروا في برنامجهم لغاية اليوم، وكانت هذه بعض نقاط برنامجهم:

– توجيه مجمل صحافتهم وإعلامهم لمهاجمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) والبارزانيين وتشويه تاريخ البارزانيين من خلال أكاذيبهم المسمومة ولا أخلاقياتهم.

– أعلنوا يوماً لشهدائهم، كان هذا اليوم هو 18 أيار لكي يحلّ محل 26 أيار، لأن اليومين يقعان في الشهر ذاته وقريبان من بعضهما البعض، حتى يقوموا بمسح ذكرى 26 أيار من ذاكرة الشعب الكوردي وإمحائها بالفعاليات والأنشطة التي يقيمونها في 18 أيار!

– كما أعلن حزب العمال الكوردستاني بكك يوم 15 أغسطس/ آب يوم إعلان الحرب المسلّحة، وهو كذلك لنفس الغرض السابق لكي يحلّ محلّ 16 آب، كما فعل نظام البعث في العراق عندما أنشأ أحزاباً كرتونية أطلق عليها اسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعيّن يوم 16 آب كذكرى تأسيس لهم.

باختصار، أود أن أقول لحزب العمال الكوردستاني بكك “كلّ جوز مدعبل-كروي، ولكن ليس كل مدعبل-كروي جوز” لذلك فإن 18 أيار لن يحلّ محلّ 26 أيار كما أن 15 آب لن يحلّ محلّ 16 آب.

* للموقع: كلّ جوز مدعبل-كروي، ولكن ليس كل مدعبل-كروي جوز… مثل يضرب في النصح والإرشاد، المدعبل: هو الشكل الكروي وقد أخذت تسميته من الكرات الزجاجية الملونة (الدعبل) وبما أن الجوز شكله كروي (مدعبل) اعتبر مضرباً للمثل… ومعناه أنه ليس كل شيء كروي الشكل (مدعبل) هو مادة الجوز ذات المذاق الطيب في الاكل لتقوم بالأكل منه، ويقال عندما يرتكب أحد ما خطأ فادحاً بعد قيامه بعمل لم يخطّط له جيداً ربما بسبب الجهل أو الاستعجال وربما الاستهانة به ويتعرّض من خلاله إلى أذى كبير، يقال له لو أنك سلكت السبل السليمة وحسبت لكل شيء حسابه لما تعرّضت لمثل هذا الأذى لأنه لا تأتي الأمور بحسب ما تراه أنت وإنما لكل شيء مميزاته ومقوماته وليس كل ما تراه مدعبل تحسبه جوزاً طيب المذاق سهل الاكل… فعليك بالتفكر والتخطيط السليم.

مقالات ذات صلة