علاقة طردية تجمع بين عنف حزب العمال الكوردستاني بكك وانهياره وإخفاقاته، فكلّما زادت الهزائم زاد العنف والحدة، بحيث بات يستخدم جميع وسائل الإعلام الخاصة به لمهاجمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين لإلقاء اللوم عليه وإيجاد سبب لهذه الهزائم والانتكاسات المتلاحقة.
وكسابق عهده، نشر موقع (ليكولين) مقالاً باسم فرهاد شاهين، المقال كان عبارة عن صب جام غضب البكك وحقده وكراهيته ولعناته على الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين، وكثيراً ما كُتب حول تزييف إعلام البكك وأكاذيبه وافتراءاته وعدم وجود أي معايير أخلاقية محدّدة، وإطلاق آلاف الافتراءات والأكاذيب جزافاً وبلا خجل ما يكشف موقفه المخزي في خدمة أعداء كوردستان.
وجاء في مقال (ليكولين) “يُذكر أنه وعندما وصل أردوغان إلى أنقرة، أظهرت قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني موقفاً قتالياً معادياً بحكم الأمر الواقع ضدّ حزب العمال الكوردستاني بكك، وحرّك قواته مع جيش الاحتلال التركي باتّجاه مناطق گاره ومتينا وخواكورك، وقطع الطريق أمام گريلا حرية كوردستان ومنعهم من المرور”.
منذ فترة، تتكرّر هذه الأكذوبة، علماً أن المناطق التي يتحدثون عنها هي مناطق من إقليم كوردستان تمركز فيها جيش الاحتلال التركي بذريعة تواجد العمال الكوردستاني بكك فيها، وهناك تنسيق كامل بين الدولة التركية والعمال الكوردستاني بكك هناك في محاولة لتقليص عديد قوات البيشمركة الكوردستانية في المنطقة، بينما لم يحرّر حزب العمال الكوردستاني ولو شبراً من الأرض، ورغم هذا تمركز في إقليم كوردستان ويعادي قيام دولة كوردية، بل ويقاتلون ضدّ الإقليم، وينشطون في تلك المناطق كقوة من الجيش العراقي، كما أن من يقود جيش الاحتلال التركي ويجرّه لاحتلال إقليم كوردستان هو البكك فقط لا غير.
من ناحية أخرى، ينتقدون رفع العلم التركي على قلعة أربيل ويقولون “لن ننسى هذا” هنا تجدر الإشارة إلى أن لكلّ دولة لديها طريقتها الخاصة واسلوبها الخاص في الترحيب واستقبال رئيس زائر، ففي فرنسا، غالبًا ما يتمّ تزيين برج إيفل بأعلام العديد من الدول، وحدث الشيء نفسه في دبي، وفي كوردستان فعندما يزور رئيس دولة إقليم كوردستان يتمّ رفع علم تلك الدولة على قلعة أربيل، كما وسبق أن زار الرئيس الفرنسي وبابا الفاتيكان إقليم كوردستان فتمّ رفع أعلامهما على قلعة أربيل الاثرية.
عدا هذا، فإن تحدّث الكلّ عن العلم فلا ينبغي أن يتحدّث حزب العمال الكوردستاني بكك عنه، فصناع قرار البكك وكبار مسؤوليه يرون العلم التركي من القيم المشتركة لهم، فأوجلان نفسه فخور بهذا العلم. والآن لا ينبغي تسويق هذه القضية والمتاجرة بها لخداع الشعب وتضليله، فمثل هذه العقول انتقدوا أردوغان أيضاً عندما رفع علم كوردستان في مطاري إسطنبول وأنقرة.
وتابع فرهاد شاهين في مقاله “وعلى الرغم من أن قادة PDK حاولوا إزالة ردود الأفعال من الساحة بالقول “حسب البروتوكول” إلا أن هذه الصورة كانت بمثابة صورة الوهن والاستسلام للـ PDK. ألم يكن الخائن والعميل الكبير مسعود بارزاني هو الذي قال: “نريد أن نصبح كإقليم كوردستان ولاية تركية!!” ألم يأخذ المستسلمون الآخرون باسم مسرور ونيجيرفان بيدي أردوغان ورسموا خط “نحن لك، استخدمنا كما تريد”؟
من الواضح جدّاً أن الذهنية القائمة على اتّهام شخصية مثل الرئيس بارزاني بـ “الخيانة” ونيجيرفان ومسرور بارزاني بالاستسلام، فهو أولاً يخون نفسه والأمة الكوردية. ويتّهمون الأبطال بالخيانة لإخفاء خيانتهم.
الآن بات هذا الادّعاء مجرد أضحوكة للشخصيات السياسية والكوردستانية، فماذا يفهم حزب العمال الكوردستاني بكك عن البروتوكولات؟! كم عدد مسؤولي حزب العمال الكوردستاني بكك الذين زاروا منطقة ما أو استقبلوا البعض وفق بروتوكولات؟! أو أجروا لقاءات أو مقابلات؟! فهم يفهمون فقط بروتوكولات العمالة والتجسّس، ولا تخرج لقاءاتهم واجتماعاتهم مع المؤسّسات والأجهزة الاستخباراتية للدول المحتلّة والدول العميقة، من ناحية أخرى، وبضمير حيّ، نتساءل: هل رأى أحدٌ ما في أي مكان كان أن الزعيم مسعود بارزاني قال كما ادّعى المقال أنه قال “نحن كإقليم كوردستان نريد أن نصبح ولاية تركية؟!!” اكذبوا قدر ما تشاؤون ولكن ليكون كذبكم معقولاً!
تمّ توجيه العديد من الاتّهامات غير الأخلاقية، والحقيقة هي أن المرء يخجل من نفسه عندما يحاول الردّ على هذه الاتهامات القذرة.
ولكن هناك نقطة يجب على وسائل الإعلام -خاصة- في إقليم كوردستان الانتباه لها، ألا وهي متابعة حقيقة دعاية دميرتاش وتورك، ليروا حقيقتهم وليتحدثوا عن اتهامات العمال الكوردستاني بكك ويردّوا عليها بطريقة ما، لا ينبغي لهم أن يقوموا بشكل أعمى باحتضان شخصيات (DEM Partî) وإجراء المقابلات معهم، فالبكك يقوم بوظيفته ومهمّته على أكمل وجه، وهذه المهمة والوظيفة هي منع قيام الدولة الكوردية ونسيان القيم الوطنية الكوردية ومحوها، وما هجماتهم الحادة على الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين إلّا منطلقاً لتحقيق هذه الأهداف، بالمقابل ماذا يفعل الكورد الآخرون وإعلامهم؟ فهذا تساؤل ينبغي الإجابة عليه بضمير حيّ.
لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه بشأن العمال الكوردستاني بكك، فهو أكبر تهديد لإنجازات ومكتسبات إقليم كوردستان.
دمر العمال الكوردستاني بكك المجتمع الكوردي في باكور كوردستان ويحاول دمجهم وإذابتهم في الدولة التركية والكماليين.
غيّر العمال الكوردستاني بكك ديمغرافية روجآفا كوردستان، وجعل العرب هم الأغلبية بينما الكورد أقلية.
كما يتجسس العمال الكوردستاني بكك لصالح النظام الإيراني في روجهلات كوردستان.
روژڤا كورد