ألقى الرئيس المشارك للاتّحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، كلمة له خلال تجمّع انتخابي لحزبه، فكان يتحرّك خلال كلمته ويتجوّل على المنصة كمغفّل تافه أبله… خلا مضمون خطابه من أية برنامج أو مشاريع تنموية أو اجتماعية أو اقتصادية للاتحاد الوطني، وكانت القوة الوحيدة التي استهدفها بافل طالباني خلال خطابه هي الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK)، كما كان الوعد الوحيد الذي قطعه وكرّره أكثر من مرّة هو “الإطاحة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
فكرة مشروع “الإطاحة بالحزب الديمقراطي الكوردستاني والقضاء عليه” ليست فكرة بافل طالباني. ففي هذا المشروع بالغ القدم، كان جده إبراهيم أحمد قد قدّم نفس الوعد للحكومة العراقية والحكومة الإيرانية بل وحتى بريطانيا العظمى، لكنه بالطبع لم ينجح. هذه المعضلة التأريخية لا طائل تحتها، ولا حاجة إلى إطالة الحديث عنها، فـ بافل طالباني قدّم أقواله أمام أقدام العمال الكوردستاني بكك كبعض مغفّلي وأغبياء وحمقى التيك توك وكـ ثور هائج يرفس ويناطح هذا وذاك…
من جانبها، لم تتأخر صحافة حزب العمال الكوردستاني بكك أبدًا، فنشرت صحيفة (يني ياشام) التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك والتي تصدر في تركيا، والمسؤولة فقط عن الدعاية الكاذبة ضدّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فتلقّفت عبارات بافل طالباني بحقّ الديمقراطي الكوردستاني على وجه السرعة، وجعلت منها عنواناً رئيسياً على صفحاتها “سنطيح ببائعي الوطن!” وتلقّفت عبارات بافل طالباني بحفاوة وفرح… لكن، هناك ما يسمّى بالوقاحة وهي موجودة أيضاً في السياسة، هناك مثل فرنسي يقول: “إذا لم تسمي اللصّ لصاً، فإنه سيأتي ويعلمك دروساً أخلاقية” وبالفعل، ينطبق هذا المثل على حزب العمال الكوردستاني والاتّحاد الوطني الكوردستاني، فجبهة الحزبين (العمال الكوردستاني والاتّحاد الوطني) هي الجبهة “البائعة للأرض والوطن، البائعة للشعب، البائعة للذات” ويزدادان وقاحة وتعجرفاً يوم بعد يوم، وذلك لعدم وجود من يقف في وجههم ويبصق عليهم قائلاً لهم: أنتم خونة أنتم بائعو الوطن والشعب وكلّ ما هو مقدّس…
كلتا القوتين تبيعان الأرض والوطن والشعب بل وحتى نفسيهما، وتساومان على كلّ شيء وتتاجران به، ولا نقول هذا بسبب رفسات الثور الهائج الأحمق الآن، بل نقول ذلك بأدلة ووثائق تاريخية لا تُنكر، فلا يوجد شبر أرض باعه الحزب الديمقراطي الكوردستاني للعدو، وكلّ ما تمّ بيعه من أراضي إقليم كوردستان تمّ بيعه إمّا من قِبل الاتّحاد الوطني الكوردستاني أو حزب العمال الكوردستاني بكك، ففي قضية بيع كركوك كان الاتّحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني متورطين في بيع كركوك، بل من باع كركوك هو بافل الطالباني نفسه، فعندما بيعت كركوك خرج بافل على شاشة التلفزيون وقال بلا خجل: “لست أنا وحدي، بل كافة قيادة الاتّحاد الوطني الكوردستاني وقّعت على وثيقة بيع كركوك”. كما قام بافل بتسليم كرميان وخانقين سرّا وخفية إلى إيران والحشد الشعبي.
أمّا بالحديث عن بيع الأرض والوطن بالنسبة لحزب العمال الكوردستاني بكك، فحدّث ولا حرج، فإن قائمة أسماء الجبال والوديان والأراضي التي باعها الحزب ستمتد من هذا الكمبيوتر الذي أكتب عليه هذا المقال إلى جزيرة إمرالي، فحزب العمال الكوردستاني بكك كان وراء احتلال كافة المناطق المحتلة من أراضي إقليم كوردستان من قبل الأتراك، ولم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني متواجداً في أي منطقة احتلتها تركيا من إقليم كوردستان بتاتاً، بل حاول الديمقراطي الكوردستاني منع سقوط قمة متينا في أيدي الأتراك بالروح والدم، لكن حزب العمال الكوردستاني أوقع 5 شهداء في صفوف بيشمركة كوردستان وسلّم المنطقة للأتراك. والآن لم يعد هناك قمة بيد الكورد سوى القمم التي صانها بيشمركة كوردستان وحماها بدمائهم، فباع العمال الكوردستاني إقليم كوردستان لتركيا بثمن بخس على حساب دماء وأرواح شباب الكورد، باع بكك منطقة نيروه-ريكان لتركيا، باع منطقة برواري بالا للأتراك، باع متينا كما باع حفتنين، خانتور، زاب، زاكروس، آفاشين وخواكورك…
حزب العمال الكوردستاني بكك باع روجآفا كوردستان، تمّ بيع عفرين وسري كانيه وكري سبي من قبل حزب العمال الكوردستاني بكك بناءً على تعليمات إمرالي. في عام 1992، أعلن المرحوم وكيل مصطفاييف عن جمهورية كوردستان الحمراء، لكن أوجلان باعها أيضاً للأرمن، فتحدّث مصطفاييف للصحافة عن قصة بيع أوجلان لكوردستان الحمراء بعيون مليئة بالدموع …
نعم، لو أردتم الحديث عن بيع الوطن، فيجب عليكم مثلنا أن تأتوا بدليل تلو الآخر، من ناحية أخرى، فإن الناشطين الإعلاميين لحزب العمال الكوردستاني بكك الموجودين في أوروبا ولا يمكنهم العيش يوماً في كوردستان، العاملين في الصحافة المشتركة لحزب العمال الكوردستاني بكك والمخابرات التركية أمثال محرّر (يني ياشام) تصريحات وعبارات بافل وهذيانه ليس دليلاً على اتّهام الديمقراطي الكوردستاني بخيانة وبيع الوطن، فهل تعرف ما هو معنى بيع الأرض والوطن؟! إذا لم تكن تعرف فقد تحدّثنا عنه أعلاه بالأدلة.
وخاصة أعضاء وأذيال حزب العمال الكوردستاني بكك… الذين حطموا الأرقام القياسية في الوقاحة والجهل. فلو كان لديهم أدنى خجل، لنظروا إلى صور أوجلان عندما يبحثون عن خائن أو يتحدّثوا عنه، لأنه خلال المائة عام الأخيرة من تاريخ الكورد، لم يحدث أن قال رئيس أو زعيم كوردي لأعدائه المستعمرين: “أنا خادمكم من كلّ قلبي وروحي، وأمي تركية!!”. فعندما تمّ القبض عليه، تاجر بكلّ ما لديه: الأرض والوطن، الأم، الگريلا، الشهداء والوطنيين المخلصين… وساوم عليهم وباعهم بثمن بخس، وتحوّل إلى قومي تركي حتّى النخاع، فـ أوجلان ليس سوى خائناً صنعه المستعمرون ومجدّوه وعظّموه في أعين الكورد منذ سبعينيات القرن الماضي.
فالاتّحاد الوطني والعمال الكوردستاني بكك تنظيمان واصلا خيانتهما من القرن العشرين لغاية اليوم من القرن الحادي والعشرين. بل أصبحت الخيانة سمة هذين الحزبيين، طوال تاريخهما، وعامل بقائهما، لم يبق الحزبان أبداً بدون دعم المستعمرين الغزاة. الحزبان ليسا فقط بائعي الأرض والوطن وبائعي الشعب بل هما قتلة الكورد أيضاً، فخلال تأريخه المخزي، لم يقتل الاتّحاد الوطني من الأعداء ربع ما قتله من الكورد من أعضاء الأحزاب الكوردية بدءاً من حزب كادحي كوردستان وانتهاءاً بأحزاب وحركات روجهلات كوردستان-كوردستان إيران وإقليم كوردستان، كان الاتّحاد غارقاً في الاقتتال الأخوي والحرب الداخلية منذ نشأته وتأسيسه، بل وصل الأمر إلى قيامه بتمزيق أجساد أعضاء حزب كادحي كوردستان في جبال قنديل بالفؤوس والمناجل. بينما لم يقتل حزب العمال الكوردستاني بكك طوال تأريخه الحافل بالخزي والعار أي كادر أو بيروقراطي للدولة التركية، بخلاف الكورد، فقد قتل الآلاف من أعضاء المنظمات والقادة الكورد أمثال فريد أوزون. وقُتل داخل التنظيم الآلاف من القادة والمقاتلين مثل سمير ناصر ومحمد شنر وگولان وفائق كما قتل الآلاف من أطفال الكورد الأبرياء.
الخطأ الوحيد للحزب الديمقراطي الكوردستاني هو: “ليكن الإحسان من جانبي، لا ينبغي أن يتشتت الكورد، وينقسموا أكثر”. هكذا، لن يتمّ الردّ على هذين التنظيمين والحزبين الخائنين، ولا يتمّ فضح سجّلهما الخياني القذر، كما أنّ هذا ما جعل هذين الحزبين المرتزقين الوقحين يتّحدان ويواجهان الديمقراطي الكوردستاني ويتطاولان عليه بتهم الخيانة وبيع الأرض والوطن! لكن كان لزاماً علينا أن نكتب ” Wanted-مطلوب” على صور هؤلاء الأشخاص والأحزاب وتعليقها على الجدران. كان ينبغي أن نكتب على صورهم “خونة-بائعي الأرض والوطن-بائعي الشعب”، على صورة أوجلان الذي قال: “أريد أن أخدم دولتي” أن نكتب “باع نفسه ووطنه وحزبه”، على صورة بسي هوزات والتي قالت إن شنگال-سنجار جزء لا يتجزّأ من الدولة العراقية أن نكتب “بائعة الوطن”، على صورة جميل بايك الذي قال بأنهم السبب في بقاء إيران ونظام الأسد في سوريا أن نكتب (بائع الوطن)، على صورة مصطفى قارسو الذي قال بأن قتال البيشمركة ليس اقتتالاً أخوياً أن نكتب “بائع الوطن وقاتل الكورد” كما باستطاعتنا كتابة عبارة (خونة الوطن وبائعي الأرض والوطن) على صور معلمات بافل طالباني ومربياته “شاناز إبراهيم أحمد” وأمثالها.
هذا التحالف لبائعي الأرض والوطن وبائعي الشعب وبائعي الذات يتلاعبون بقدر الأجزاء الأربعة من كوردستان، يساومون عليها، يريدون بيع دهوك وأربيل والمدن الكوردستانية الأخرى للعرب كما باعوا كركوك، ينبغي الإطاحة بتجار الأرض والوطن والشرف هؤلاء في صناديق الاقتراع ودحرهم وإذلالهم، آنذاك، فهذا لن يكون سبباً لتحرّر إقليم كوردستان فحسب، بل سيكون سبباً لتحرير كوردستان بأكملها.