ئازاد حاجي حمود
يعيش حزب العمال الكوردستاني بكك على أساس فكرة أنه يقود الشعب الكوردي وأن الشعب الكوردي متعلّق به ويتشوّق إلى تصريحاته ويخضع لها، دون أن يسال نفسه: من ينتظر تصريحاتي؟! كونه أعلن عن جمهورية وهمية خيالية في أودية بإقليم كوردستان، وفي هذه الجمهورية الخيالية، حيث هم أصحاب القرار وهم الشعب أنفسهم، يحكم على هذه الوديان والسهول بسلطة صارمة، يختطفون ويهرّبون أعداداً كبيرة من أطفال الكورد إلى المناطق والأقاليم المختلفة من جمهوريتهم الوهمية الخيالية، يقتلونهم هناك ويخبرون عوائلهم أنهم قضوا حياتهم خلال المعارك!
على مرّ 30 عامًا الماضية، ظلّ العمال الكوردستاني بكك يصدر تصريحات ضدّ إقليم كوردستان وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، متهمًا إياهم بالتواطؤ والتعاون مع تركيا، وفي خطابه الأخير كرّر ذلك مرة أخرى، ولكن إذا وضعنا جانباً قادة العمال الكوردستاني بكك الذين يعيشون أوهامهم وخيالهم، فإن شعوب جمهورياته الوهمية الخيالية ستفهم أيضاً، باستثناء أولئك الذين أجبروا وأكرهوا على الحضور وعبيد هذه الجمهوريتين أو الثلاث جمهوريات التي أعلنوها في وديان كوردستان، ومن يتبنّى شعار (عدوّ عدوّي… صديقي) فلا أحد يصدقها، كما لا يمكن لأحد أن يستمع إلى هذه التصريحات.
والآن يجب أن نتساءل: لماذا يتواجد العمال الكوردستاني بكك في إقليم كوردستان؟ وبأي حقّ يتحدّث عن إقليم كوردستان ويتدخل في شؤونه؟ وللإجابة على هذا السؤال، فمن يقرأ كتاب جميل بايك عن تأريخ البكك سيجد الإجابة الوافية، فهذا الكتاب سيقول لك لماذا يقتلون الناس؟ ولماذا جرّوا جيوش الاحتلال التركي إلى إقليم كوردستان؟!
يفكّر العمال الكوردستاني أن هذه التصريحات التي يصدرها منذ أكثر من 30 عاماً هي معطيات ومعلومات جديدة، لكنّ التمر الذي يأكله قادة البكك… نواه في جيب الشعب الكوردي- يضرب هذا المثل للرجل الذي يعـلم بما يضمره له عدوه من كـيد، وما يحـمل له من حقـد-، فالبكك يرى العلاقات الدبلوماسية القائمة بين إقليم كوردستان وتركيا من ضمن الممارسات الخيانية والعمالة! ويهاجم الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) لكن حكومة إقليم كردستان لديها أجندتها الخاصة ووفقاً لها فإن الصداقة والعلاقات مع الجيران مطلب هام لأن الحكومة تعتبر سلام واستقرار الوطن وأمن الشعب من أسمى واجباتها، بينما يعمل حزب العمال الكوردستاني بكك على تدمير هذا السلام والاستقرار.
خلال الأيام الماضية، تمّ تحريف وتزييف عمل إعلامي لصحيفة “خبات” لأبعد الحدود، وأصدر حزب العمال الكوردستاني مؤخّراً أيضاً بياناً قال فيه: “القضية التي ناقشتها صحيفة خبات هي قضية تجسس!” والسؤال هنا هو: لماذا وصف العمال الكوردستاني بكك مقال خبات بهذا الوصف؟ علماً أن المقال بمجمله كان حديثاً واعترافات للقيادي السابق في حزب العمال الكوردستاني بكك “عبد الكريم ويسي” ولم يكن تعبيراً عن رؤية الصحيفة على الإطلاق!
القيادي السابق في بكك في قنديل، بعد فهمه للسياسات الخاطئة والمعوجّة لبكك انشقّ عن صفوفه، وقال في مقابلة مع وكالة (باسنيوز) نشرتها بعدها صحيفة خبات لاحقاً، قال: “العمال الكوردستاني بكك يهاجم إقليم كوردستان بخيانة خارجية ودعم من أعداء الكورد وكوردستان من الداخل والخارج، وعندما علمنا أنهم يخونون اضطررنا إلى الانشقاق عنهم، ولكن أي انشقاق؟ فالبكك ولغاية اليوم تسعى وراء المنشقين عن صفوفه واغتيالهم عن طريق قوة تجسّيسة سرية، لأن اسرار البكك كثيرة فالتنظيم مليء بالأسرار، والبكك نفسه سبب وجود تركيا في إقليم كوردستان”.
فعندما يصدر العمال الكوردستاني بكك التصريحات فلماذا يخفي هذا الأمر؟ ويأتي قيادي سابق في صفوفها يكشف هذه الأشياء! فغاية البكك وهدفه هو إخفاء مضمون القضية، وإظهار شيء آخر مغاير تماماً، وجلب الأنظار والتفكير نحو شيء آخر، وكلّ هذا فقط من أجل خلق الفوضى والاضطرابات.