تناقضات قره يلان في النصر، المقاومة وروح النضال…

تناقضات قره يلان في النصر، المقاومة وروح النضال...

أدلى عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني، مراد قره يلان، بتقييمات وتصريحات غاية في التناقض ومتضاربة على أبعد الحدود اثناء آخر مقابلة له مع إذاعة صوت الشعب (Dengê Gel) التابعة لحزبه، حول حالة الحرب والانتصارات الوهمية الزائفة والمقاومة الشكلية لتنظيمه ضدّ الاستعمار والاحتلال، تلك المقاومة التي إلتهمت وما زالت تلتهم مئات أرواح شباب الكورد وأبنائهم بشكل شبه يومي.

فمنذ شهر أيار/ مايو، كثّف جيش الدولة التركية وصعّد من هجماته ضدّ حزب العمال الكوردستاني (PKK) على جميع الجبهات في باكور كوردستان وخاصة في إقليم كوردستان، هذه الهجمات أسفرت عن إلحاق خسائر بشرية فادحة برفوف مقاتلي بكك بشكل لا يعدّ ولا يحصى، من جانبه دأب العمال الكوردستاني بكك على التستر على الخسائر البشرية في رفوف مقاتليه وقادته ولا يذكر منهم إلا القليل النزر، أمّا جحافل وقوافل أبناء الكورد الذين يضحّي بهم الحزب التركي الدخيل على يد وحشية وفاشية دولة الاحتلال التركي فيظلّون منسيين في صفحات التأريخ المظلم لهذا التنظيم…

الاعتراف بخسائر فادحة

في بداية حديثه، قال يعترف قره يلان: “لقد كانت مثل هذه الاستشهادات المتتالية خلال هذه الفترة مؤلمة بالنسبة لنا، ولقد حصلت استشهادات لرفاقنا ورفيقاتنا الذين كنا نتأمل منهم الكثير بشكل خاص، والذين قدموا خدمات عظيمة لشعب كوردستان حتى الآن والذين كانوا سيواصلون تقديم المزيد من الخدمات”.

كلام قره يلان هذا اعتراف صريح بأنهم تلقوا ضربات مؤلمة خلال الفترة الأخيرة، وأن أعداد القتلى في رفوف الگريلا ارتفع بشكل كبير خلال الشهرين الأخيرين.

التناقض الواضح في هذا التصريح لقره يلان بل وعموم قادة بكك، هو أنهم يكرّرون في كلّ حدث ومناسبة الحديث عن الانتصارات الوهمية الزائفة، لكن الحقيقة هي أنه لا وجود لأي انتصار على الساحة، نعم هناك الهزائم والانتكاسات والخسائر والضحايا… ولكن لا يوجد هناك انتصار قطعاً، فخلال أسبوع واحد فقط بلغ عديد الخسائر البشرية في رفوف مقاتلي وقادة بكك المئات، وخسر العديد من الجبهات والمناطق والأراضي الخاضعة لسيطرته واحتلالها من قبل العساكر الأتراك.

هل آبو هو الحلّ أم الدمار؟

خلال المقابلة التي نشرت وكالة فرات البككية للأنباء (ANF) القسم الأول منها، ربط قره يلان من جديد كلّ شيء بآبو، وكرّر أكثر من مئة مرة بأنهم يقاومون ويقاتلون بالروح الفدائية لآبو! وأن الدولة التركية ستُهزم أيضاً بنفس الروح الفدائية!

التناقض الصريح والواضح في حديث قره يلان هنا هو أن آبو يملك كلّ شيء إلا روح المقاومة والفداء، فهناك على الساحة آبو منهزم ومستسلم ورجل المخابرات التركية (MIT) ولا وجود لآبو مقاوم وثوري، نعم هناك آبو معترف ومخبر وخادم للدولة التركية، ولا وجود لآبو قائد وفدائي.

عاد قره يلان اليوم مرة أخرى لتسويق فكر ورؤى ومعاني زعيمه الذي قال “أعطوني الفرصة لخدمة الدولة التركية… ووالدتي تركية” كدستور إلهي والحلّ الأساسي الأوحد ليس فقط للقضية الكوردية، ولكن لكلّ شيء في كوردستان وتركيا والشرق الأوسط، فيقول:

“الأفكار والآراء التي طرحها القائد أوجلان، وكذلك نموذج القائد أوجلان، هي نور جديد، وخط جديد، وبديل جديد، ويمثّل القائد أوجلان الحداثة الديمقراطية في مواجهة الاستعمار والحداثة الرأسمالية وطور نموذجها، ولهذا السبب، فإن كل من ممثّلي الحداثة الرأسمالية العالمية وكذلك الدولة التركية يخافون منها، وفي الواقع… فهم قلقون لأنهم خائفون من هذا الفكر الجديد، ولذلك، فإن السياسة التي يجري تنفيذها في إمرالي ضد الشعب الكوردي في شخص القائد أوجلان هي سياسة عالمية، ولا بد من قراءة هذا بشكل صحيح”

الخدمة خلف ستار التجريد والعزلة!

التناقض في هذا التصريح هو أن كلّ كوردي يعلم أنه منذ تأسيس حزب العمال الكوردستاني بكك ولغاية اليوم، وضع آبو هذا التنظيم في خدمة الدولة التركية، ويمكن للدولة أن تفعل ما تشاء ضدّ الكورد بذريعة هذا التنظيم، بل وفعلت كلّ ما تريده بالكورد باستخدام آبو وتنظيمه بكك، وبعد مسلسل اعتقال آبو في نيروبي وعودته لحضن الأم في تركيا في 1999، طلب بكلّ وقاحة وصراحة من الدولة أن تستخدمه كمقاول-وكيل لتنفيذ خططها ضدّ الكورد، وما زال آبو ينفّذ وعوده للدولة إلى يومنا هذا ويخدم الدولة التركية، ويخفي عمالته وخدمته هذه تحت ستار العزلة والتجريد الكاذب.

يقول قره يلان: “نقاتل في جبال كوردستان بروح التضحية والفدائية الابوجية-لآبو، نقاوم ضدّ دولة الاحتلال والإبادة الجماعية الجديدة…”.

التناقض الصريح في تصريح قره يلان هنا هو أن آبو لم يطأ قدماه تربة جبال كوردستان أبداً، بل لم ير جبال كوردستان ولو من بعيد، فبأي روح ثورية وجبلية لآبو يقاتل قره يلان؟!!

تنظيم الجحوش والمرتزقة ووظيفة المقاول

في ختام حديثه، يقول قره يلان: “يمكن للدولة التركية أن تتخلى عن سياستها الحالية في نقطتين، أولاً، يمكنهم التخلّي عن سياسة الإبادة هذه إذا هزمناها، ثانياً، إذا فهموا أنهم لا يستطيعون هزيمتنا، أي إذا فهموا أننا، كشعب كردي وحركة الحرية، لا نقهر وسنقاوم دائماً، فيمكنهم المغادرة…”.

التناقض في قول قره يلان هذا هو أن العمال الكوردستاني بكك الموجود حالياً أثبت أنه لن تتغير أبدًا سياسة الدولة التركية، 40 عامًا من الحرب بين بكك وتركيا لم تسفر عن أي نتائج أو إنجازات للكورد، بل على العكس من ذلك، لم تتمخّض سوى عن تقوية الدولة التركية وتعزيزها وإضعاف الكورد ودمارهم، أمّا بالنسبة لحقيقة هزيمة حزب العمال الكوردستاني بكك فالتناقض هو أن التنظيم يتحرّك وفق إيعازات إيمرالي وإملاءات المخابرات التركية، ويلعب الحزب دور الوكيل والمقاول للدولة التركية في جرّها لكوردستان وتسليم أراضي كوردستان لها، وهذا السبب وراء عدم هزيمة بكك وانهياره بشكل نهائي وعدم تغيير الدولة التركية لسياستها، فممّا لا شكّ فيه أن الخدمات التي يقدّمها آبو والعمال الكوردستاني بكك لدولة الاحتلال التركي لا تقدّر بثمن! بل لم تصل إليها حتى الخدمات التي قدّمها أتاتورك نفسه لتركيا، ومقولة آبو عندما قال: بأن “حزب العمال الكوردستاني محلّ ثقة تركيا في شمال العراق…” هو خير دليل على الخدمات الكبيرة والعظيمة التي يقدّمها العمال الكوردستاني بكك لتركيا.

مقالات ذات صلة