قبل يومين، أصدرت وزارة الداخلية في الحكومة الاتّحادية وإقليم كوردستان، بياناً مشتركاً حول أن القوة التي تقف وراء الحرائق التي التهمت أسواق أربيل ودهوك وكركوك هي حزب العمال الكوردستاني بكك، وبحسب البيان، فقد كُلفت هذه الشبكة بحرق أنابيب النفط والمحلات والمراكز التجارية والعديد من الأماكن الأخرى. وفي الوقت نفسه، أشعلوا هذه الحرائق بمهارة كبيرة باستخدام مواد كيمياوية دون ترك أي آثار، فعلى سبيل المثال، كانوا يستخدمون مادة كيمياوية يضعونها في مكان ما وبعد بضع ساعات تشتعل تلقائياً وتتسبّب باندلاع حريق! ومن المؤكّد أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الحصول على هذه المواد الكيمياوية بمفردهم، نعم، فقد زوّدهم حزب العمال الكوردستاني بكك بهذه المواد ودرّبهم على آلية استخدامها كما قام بتدريبهم لشهور.
الغاية تبرّر الوسيلة… العمال الكوردستاني بكك يرى كلّ الطرق مشروعة لتحقيق أهدافه
لا يمكن لأي طرف أو جهة أن يغيّر من حقيقة هذا الحدث على الإطلاق، على سبيل المثال تحريفه أو تأويله أو إيجاد أي مبرّرات له، وأما النقاش والجدل الدائر حول ما إذا كان حزب العمال الكوردستاني بكك قد ارتكب هذه الأعمال ونفّذ هذه الحرائق… نقاش وجدل لا معنى له، فالمتّهمون المتورّطون اعترفوا بكلّ شيء، وأدلوا بكافة المعلومات… ومن غير المجدي أن تأتي لجنة العلاقات الخارجية لحزب العمال الكوردستاني بكك ومنظومة المجتمع الكوردستاني KCK وتزعم بأنهم لم يمارسوا هذه الأعمال وأنّهم لم يحرقوا هذه الأسواق، فهذا لا معنى له، وبالتأكيد، لا يتوقع أحد أن يظهر حزب العمال الكوردستاني بكك ويقول ويعترف بأنه ارتكب هذه الجريمة! فمن يعرف حزب العمال الكوردستاني بكك جيداً يعرف أنه تنظيم كما يقول المثل الكوردي: “يأكل مع الذئب وينبح مع الكلب ويبكي مع الراعي”. فالعمال الكوردستاني بكك هو بنفسه افتعل هذه الحرائق، ثمّ نشر بعد ذلك أخباراً محزنة مؤلمة أبدى من خلالها تعاطفه وحزنه المزيف لأصحاب المتاجر… لكنّ الحقيقة هي أن حزب العمال الكوردستاني لا يكترث لأصحاب المتاجر البؤساء والمتضرّرين الباكين على هذه المصيبة المفجعة التي ألمّت بهم، كما أن التنظيم ليس نادماً أو حزيناً بل لا يكترث على الإطلاق لعدم قدرة هؤلاء من الحصول على كسرة خبز لعوائلهم…
أنظروا إلى تاريخ العمال الكوردستاني بكك، “بكك” هو تنظيم يمكنه التضحية بمؤسّسيه، وأبناء الأمة الكوردية، بقرى ومدن كوردستان… وكلّ شيء من أجل التنظيم، إن العمال الكوردستاني بكك لا يهمّه ولا يكترث لدموع أحد وهو غير مهتمّ في الأساس وغير ملتزم بأي قيم أخلاقية، لذلك فهو يضحّي بكل شيء من أجل مصالحه التنظيمية الضيقة، فكان العمال الكوردستاني بكك جزءاً من المؤامرة الإقليمية هذه المرة أيضاً. وقد نفّذ ما يقع على عاتقه ضمن هذه المؤامرة دون تردّد. فكان حرق أسواق إقليم كوردستان مهمّة البكك ضمن هذه المؤامرة وقد أوفى بواجبه وأتمّه على أكمل وجه…
إحاكة مؤامرة ضدّ التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان ورئيس الوزراء مسرور بارزاني
بمشاركة القوى الإقليمية وبعض الشخصيات الدولية تمت إحاكة مؤامرة على النحو التالي: في شخص التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، ومن أجل مصادرة إرادة أربيل، أحيكت مؤامرة خلق الياس والإحباط، لكن موقف الكابينة الحكومية التاسعة كان كما يلي: بعد خيانة كركوك عام 2017 ضدّ إقليم كوردستان، تمّ فرض سياسة الإقصاء والتهميش والحصار على إقليم كوردستان. فتولّت حكومة الإقليم المسؤولية الكاملة في فترة عصيبة كهذه، وقام ببناء الحكومة ورفع وإبعاد الحصار المفروض على إقليم كوردستان، وبالطيع، حقّقت التشكيلة التاسعة لحكومة كوردستان ورئيس الوزراء مسرور بارزاني حقّقوا هذا النصر من خلال السير على نهج البارزاني والمسيرة السياسية للحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK)، لكنّ اسم مسرور بارزاني، كحكومة وكشخصية، بات هدفاً للسياسة “المعادية للكورد وكوردستان” وأحيكت ضدّه أبشع وأعظم مؤامرة.
معضلة انتخابات كوردستان، قرارات المحكمة الاتّحادية، وجرائم الحرائق هذه هي جزء من هذا المشروع العدواني…
كانت انتخابات إقليم كوردستان بمثابة ورقة ضغط مهمة أراد العديد من المعارضين المناوئين استخدامها كذريعة في هذه المؤامرة، كما أصدرت المحكمة الاتّحادية العراقية العليا جملة قرارات في محاولة لإلغاء رسمية وشرعية إقليم كوردستان، تزامن معه منع حكومة بغداد بيع نفط كوردستان، كما ومنعت الإيرادات المحلية ولم ترسل حصة إقليم كوردستان من الميزانية. لم يتمّ صرف الرواتب لعدة سنوات. ولم يتمكّن المثقفون الكورد من تفسير ذلك على أنه مؤامرة. وفي الوقت نفسه، وانطلقت لوبيات تحمل ذات الهدف ضدّ حركة بارزاني في الولايات المتّحدة من قبل قتلة مأجورين أمثال (شينيار أنور ومكي أميدي) وفتح بعض الملفات والقضايا، وتزامنت جرائم الحريق هذه ايضاً نفس التوقيت، وأرادوا خلق حالة من عدم الرضا والإغضاب من خلال هذه المؤامرة.
ومن المؤكّد أنه إذا كانت هناك مؤامرة ضدّ حكومة أو حركة أو مسيرة سياسية ما، فمن المؤكد أن استياء الشعب سيتغير، وكما هو معلوم، اضطرت حكومة مصدق الإيرانية، التي لم تسلّم مصالح الشعب لشركات النفط، ولأن الشعب لم يفهم حقيقة هذه اللعبة، اضطرّت الحكومة إلى الاستقالة إثر الاحتجاجات الشعبية العارمة، وكذلك أراد المتآمرون إثارة السخط الجماهيري في كوردستان وحلّ الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان وانهيارها مثل حكومة مصدق، نعم، والحقّ أنه مورست كلّ السبل والطرق وكافة الوسائل لإثارة استياء الجماهير والشعب الكوردستاني على حكومة كوردستان، وكانت الحرائق أيضاً جزءاً من هذا المشروع.
وقد بدأ حزب العمال الكوردستاني بكك بافتعال الحرائق في أسواق مدن كوردستان عندما كانت كوردستان في قمّة أزمتها الاقتصادية، وأدار الحزب التركي حرباً نفسية قذرة تجاه الشعب الكوردي، ساد اعتقاد لدى الجميع بأنهم سيخسرون كلّ شيء من كافة النواحي، والحقّ أنه من خلال قوانين الانتخابات الجديدة والتلاعب بنفسية الكورد… أرادوا وبالتنسيق مع حكومة بغداد أن تصل الحكومة التي حدّدوها واختاروها إلى السلطة في كوردستان، نعم فالوضع بهذا القدر من الوضوح.
حزب العمال الكوردستاني بكك يريد حرق كوردستان بأكملها
يتساءل البعض، هل حزب العمال الكوردستاني بكك سيء إلى هذا الحدّ؟ وهذا يعني أن من يسأل مثل هذا التساؤل لا يعرف حقيقة وتاريخ وممارسات العمال الكوردستاني بكك وأفعاله، ليت هدف حزب العمال الكوردستاني بكك كان فقط حرق أسواق أربيل ودهوك. فالحقّ أن العمال الكوردستاني بكك يريد حرق إقليم كوردستان بأكمله، فالعمال الكوردستاني الذي يقول إن شنگال-سنجار ليست كوردستان، من الاعتيادي بنظره حرق أسواق كوردستان، بكك الذي يقتل بيشمركة كوردستان في آميديي سيحرق سوق دهوك بسهولة، العمال الكوردستاني بكك الذي يعرف حقّ اليقين أنه لا يستطيع حماية زاب وحفتنين، سوف يحرق الأسواق والمحلات التجارية، لندع خداعنا لأنفسنا جانباً، العمال الكوردستاني بكك لا يريد حرق الأسواق فحسب، بل يريد حرق كوردستان بأكملها أيضًا.
ولهذا السبب، صرخ قره سو وجميل بايك بملء حناجرهما على شاشات التلفزيون مراراً وتكراراً أن النضال والقتال ضدّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليس حرباً أهلية أو اقتتال أخوة!
من هو الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)؟ الديمقراطي الكوردستاني هو حركة سياسية وهو البذر الأساس والرئيسي لتأسيس كوردستان وحمايتها والدفاع عنها، لذلك فإن الهجوم على الديمقراطي الكوردستاني (PDK) هو هجوم على كوردستان بأكملها.
الهدف الرئيسي لحزب العمال الكوردستاني بكك هو تحويل كوردستان بأكملها إلى ساحة حرب ومعارك وحرقها بأكملها.