مَمَت ميرديني
ولدت أكذوبة قذرة منذ 45 عاماً دمّرت البيت الكوردي، خلال هذه السنوات الـ 45، تسبّبت هذه الأكذوبة في مقتل الآلاف من الوطنيين المخلصين، وتدمير العشرات من المنظمات والحركات الكوردستانية، وأصبحت السبب الرئيسي في تعميق الهوة والفجوة بين الكورد، هذه الأكذوبة أصبحت سبباً في عدم تمييز بعض الكورد بين أصدقائهم وأعدائهم، كما أصبحت سبباً ليس فقط في باكور كوردستان ولكن أيضاً في باقي أجزاء كوردستان. بما في ذلك الجزء الحرّ الوحيد من كوردستان-إقليم كوردستان، أن تكون معرّضة لخطر الاحتلال من قبل الدولة التركية، اسم وعنوان هذه الأكذوبة هو بكك.
فحزب العمال الكوردستاني بكك ومنذ يوم نشأته 1978/11/27، ولغاية اليوم، أصبح وبالاً على الكورد ومحنة لكوردستان، قبل تأسيس حزب العمال الكوردستاني بكك في باكور كوردستان، كلّما قامت هناك انتفاضة ومقاومة وثورة من أجل الحرية والاستقلال، كان هناك زعماء قبائل وأثرياء كورد يقفون مع المحتل المستعمر، ويساعدونهم في تدمير تلك الانتفاضة والمقاومة من أجل كوردستان حرة ومستقلة، ولكن لاحقًا، أخذ حزب العمال الكوردستاني مكان هؤلاء الزعماء القبليين الكورد الخونة. وغيّر حزب العمال الكوردستاني وبشكل ممنهج خيانة هؤلاء الزعماء القبليين الخونة، والآن، يقوم بمهامهم، بل يقوم حتّى بما لم يستطع زعماء العشائر الخونة هؤلاء من تحقيقه، فتقوم به تحت ستار الوطنية وباسم الكوردايتي، ولكن من أجل الدولة التركية المحتلة.
كان تأثير زعماء العشائر الخونة محصوراً فقط على باكور كوردستان، فعندما كانت تندلع ثورة أو مقاومة أو انتفاضة كوردية، كان هؤلاء الخونة يهاجمون الثوار إلى جانب الجيش التركي، وكان هذا واضحاً ومعروفاً لدى الجميع، لهذا كان باستطاعة الشعب تمييز الوطنيين المخلصين من الخونة، ولكن الآن، خلط حزب العمال الكوردستاني كلّ شيء، فيخون باسم الكورد وكوردستان والمقاومة والشهداء… إلخ، ويمهّد الطريق أمام الدولة التركية المحتلة لاحتلال المزيد من كوردستان، كما جعل العمال الكوردستاني بكك دماء الشباب الكورد ستاراً للتستّر على هذه الخيانة وإخفائها.
حزب العمال الكوردستاني بكك، والذي كان يّدعي ويُظهر على أنه تأسس من أجل تحرير كافة أجزاء كوردستان الأربعة، شنّ صراعاً مسلّحاً في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، أي بعد ست سنوات من تأسيسه، وهذه الحرب مستمرة منذ 40 عاماً. لكن الحرب المسلّحة التي بدت في باكور كوردستان لم تبق هناك، بل انتقلت وانتشرت في روجآفا كوردستان وداخل إقليم كوردستان، بينما صعّد الجيش التركي من تدخلاته ضدّ هذين الجزءين من كوردستان بذريعة وحجة هذه الحرب بشكل يومي، ولم يبق مكان في باكور كوردستان الذي هو مركز ولادة العمال الكوردستاني بكك بيده، ولا يستطيع مقاتلو حزب العمال الكوردستاني بكك (الگريلا) التحرك داخل باكور كوردستان في فرق تزيد عن 2-3 مقاتلاً، لم يبق لديهم مقرّ أو منطقة محدّدة في باكور كوردستان، بكك الذي يمثّل خطّ الخيانة لم يكتفي بذلك فحسب، بل جرّ جيش الاحتلال التركي إلى عمق إقليم كوردستان دون أي مقاومة، وبذريعة أنفاق الموت لبكك والتي ترك شباب الكورد فيها يواجهون مصيرهم المحتوم قام بكك بتسليم أكثر من 45 كم من أراضي إقليم كوردستان لتركيا.
فالحرب المفروضة خوضها في باكور كوردستان تدور رحاها اليوم على أراضي إقليم كوردستان، ولكن أية حرب؟ حرب منسقة وتكتيكية، يقوم حزب العمال الكوردستاني بكك بتسليم أي منطقة تريد تركيا احتلالها دون قتال، ثم يقوم بعدها بقتل بعض الشباب الكورد حتى يتمكّن من القيام بالدعاية الوطنية على وسائل إعلامها، نعم، هذه الأكذوبة المستمرة لـ 45 عاماً أصبحت بلاءً ووباء لجميع الكورد في كافة أجزاء كوردستان الأربعة…
على مرّ تاريخه، لم يعترف حزب العمال الكوردستاني بكك أبدًا بالهزيمة، ورغم زعمه كلّ عام أن هذا العام سيكون (عام الانتصار، عام انهيار الفاشية وانتصار مقاومة الگريلا…) ولكن كلّما ازدادت هزائمه وانتكاساته ازداد تسليم المزيد من تربة واراضي كوردستان المقدسة للمحتلين، وازدادت خيانة بكك، لم يحقّق العمال الكوردستاني أي نصر طوال تأريخه، ولم يحرّر لا قرية ولا مدينة من يد الدولة التركية فحسب، بل سلّم أيضاً مئات القرى والمدن المحرّرة في روجآفا وإقليم كوردستان إلى تركيا، فالعمال الكوردستاني بكك والذي كان يُفترض به اليوم أن يفتخر بتحرير كوردستان، ها هو يفتخر بدماء الشهداء من شباب الكورد الذين قدّمهم قرابين على مذابح الدولة التركية في حرب بالوكالة ومنسّقة وعبثية…
المعيار الأساسي للنصر في الحروب، هو حماية الأرض وتحرير الأراضي المحتلة، لكن بالنسبة لحزب العمال الكوردستاني بكك فإن المعيار الأساسي للنصر هو قتل المزيد من شباب الكورد، لم يتمكّن بكك من الصمود والمقاومة في أي منطقة أو أي مكان، ولن يكون بمقدوره أبدا، سلّم عموم باكور كوردستان لتركيا، سلّم عفرين وسري كانيه-رأس العين، كما سلّم مسافة 45 كيلومتراً من أراضي إقليم كوردستان لدولة الاحتلال التركي، ورغم كلّ ذلك يردّدون (انتصرنا، نبدي مقاومة تأريخية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني سبب احتلال الجنوب-إقليم كوردستان…!!
يجب على الشعب الكوردي أن يعرف أكذوبة الـ 45 عاماً معرفة جيداً، يجب عليهم أن يعلموا أنهم لطالما اجتمعوا واحتشدوا حول هذه الأكذوبة فلن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم أو حرية، بل على العكس تماماً، سيخسرون وطنهم يوماً بعد يوم، وسيعانون العبودية والاضطهاد والاستبداد يوماً بعد يوماً، بحيث لن يكون بمقدورهم التحدّث بلغتهم الكوردية حتّى في بيوتهم وبين أولادهم، فعليه، أدعو المثقفين والفنانين والعلماء الكورد والكتّاب لإبداء موقف وطني وقومي من أجل شعبهم ووطنهم، وإدانة وشجب حزب العمال الكوردستاني بكك الذي يمثّل خط الخيانة في جميع أجزاء كوردستان الأربعة…