لم يبق أية قيم أو رموز وطنية بين الكورد لم يعاديها ويهاجمها حزب العمال الكوردستاني بكك أو لم يسئ إليها، فقد هاجم وعادى وما زال يعادي علم كوردستان أكثر من المستعمرين، كما يعادي النشيد الوطني الكوردي والدين والثقافة والتاريخ وقادة الانتفاضات والثورات والحركات والأحزاب الكوردية… هذه العداوة وهذا الهجوم ما زال مستمراً طيلة 40 عامًا، بينما يصبح حزب العمال الكوردستاني أكثر وقاحة يوماً بعد يوم، وخاصة زمرة الكتّاب والرسامين والطابعين والصحفيين هذه الذين يمكنهم الحصول على قلم، حيث ينبحون كالكلاب المسعورة ويهاجمون بشكل متزايد على مسيرة بارزاني السياسية عموماً في شخص البارزاني وعائلته.
ومؤخراً، نُشر مقال في جريدة “خوبون” البككية والتي تصدر في دياربكر بتركيا، عن الرئيس بارزاني، بعنوان “إبليس وبعد 6 سنوات يزور بغداد!” وبعد ردود الأفعال الغاضبة… قامت تلك الهيئة-المؤسّسة “خوبون” العديمة الشرف والأخلاق بتغيير عنوان مقالها، وأزالت كلمة “إبليس”، لكن هذا لا يغيّر شيئاً من هويتها الحقيقية المعدومة الشرف والأخلاق، فرغم أن اسم الجريدة “خوبون” أي (ولادة الذات) لكن ما تقوم به الجريدة هو التجارة بالذات وبيع الذات… ومنذ عام 1987، تدير الدولة التركية كافة وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك عن طريق أشخاص أمثال يالجين كوجوك وغيرهم…
في بعض الأحيان لا يعرف المرء ماذا يقول. فيتذكّر على الفور كلمات الشاعر التركي ترك جان يوجل، يُقال إنه كثير السبّ والشتم، فقال في ردّه: “يقولون لي لا تسبّ ولا تشتم في قصائدك، فهذا ظلم… وكيف لي أن أكتب عن بعض أولاد العاهرا… بلا شتائم؟!”.
لا يمكن للمرء وصف قذارة ودناءة وارتزاق حزب العمال الكوردستاني بكك بالمصطلحات والمفاهيم السياسية والفلسفية والأيديولوجية، فهذا الأسلوب عديم الأب، الوقح، عديم الشرف، عديم الأخلاق، والخائن… وبالطبع، يرتبط هذا الموقف الصحفي لحزب العمال الكوردستاني بكك بالخطّ السياسي لحزب العمال الكوردستاني وعبد الله أوجلان، فتأريخ حزب العمال الكوردستاني بكك الطويل والمليء بالشبهات والشكوك والخيانة والارتزاق… فمنذ البداية بدأ تأسيس بكك بشكل مظلم وبدعم من جهاز المخابرات التركية (MIT)، وبعد ذلك عودة أوجلان المشبوهة إلى حضن تركيا، ووعده “بخدمة الدولة التركية”، فحزب العمال الكوردستاني ومنذ تأسيسه أحدث العديد من الجروح والآلام في سوسيولوجية الكورد، ويمكن رؤية بعض هذه الجروح على النحو التالي: القضاء على وحدة الكورد، تحريف وتزوير التأريخ الكوردي… وما إلى ذلك. وهذه الحقيقة مستمرة منذ تأسيس حزب العمال الكوردستاني بكك وإلى يومنا هذا.
كما أن هناك أيضًا آثار نفسية عميقة وراء عداء وحقد ولا أخلاقية حزب العمال الكوردستاني بكك تجاه البارزاني. وهناك شعور بحقد وضغينة وكراهية بالغة.
في الـ 4 من تموز، زار الزعيم الكوردي، مسعود بارزاني بغداد، استُقبل الزعيم الكوردي كما يُستقبل رؤساء الدول حين نزل من طائرته الخاصة في مطار بغداد الدولي، فُرشت له السجادة الحمراء وكان في استقباله كبار الشخصيات من الوزراء والقادة وكبار رجال السلطة في بغداد، تمّ الترحيب به بحفاوة، وأكمل زيارته بإجراء لقاءات مع سفراء الولايات المتحدة والصين وروسيا وإيطاليا وبريطانيا وسفراء عدد من الدول العربية في بغداد، بالإضافة إلى السفيرين الإيراني والتركي لدى العراق.
وقد مرت أربعة أيام ولا زالت الصحافة العراقية والعربية تتحدّث عن أجواء هذه الزيارة التأريخية، وحول ما ستحقّقه الزيارة من نتائج هامة.
ولكن، قام أحد كوادر حزب العمال الكوردستاني بكك، يدعى آرام بكر، بوصف الرئيس بارزاني بأنه “إبليس” وقال بأنه ذهب إلى بغداد للتوصل إلى اتّفاق ضدّ حزب العمال الكوردستاني بكك!! لا يهم من هو آرام بكر أو أي نجاسة هو… فهؤلاء جميعاً أقلام مأجورة لحزب العمال الكوردستاني بكك، فجميع كوادر حزب العمال الكوردستاني بكك هم صدى أوجلان وجميل بايك وانعكاسهما، حسدهم العظيم وكراهيتهم الدفينة لم ولن تنتهي… فمنذ عام 1992، يشنّون هجمة شعواء نشطة ضدّ البارزانيين للقضاء عليهم، أعطوا وعودات القضاء على البارزانيين وإنهائهم… للدولة الإيرانية كما وقبّلوا أيدي وأرجل مخابراتها (اطّلاعات) كما لعقوا قدمي صدام من قبل للسماح لهم بمحاربة البارزانيين، ولم يدّخروا جهداً لغاية عام 2000 ولكن دون جدوى وباءت محاولاتهم القذرة بالفشل، عام 2000، توسّل أوجلان للدولة التركية بتكليفه بمثل هذه المهام القذرة والدنيئة الغادرة عندما كان جالساً بجوار مرحاض في إمرالي متوسّلاً لضابط تركي، قائلاً: “أعطوني فرصة، سأقضي على البارزانيين، سوف يؤسّسون الدولة الكوردية، ولن أسمح لهم ببناء دولة كوردية، لا تعدموني، سأكون المقاول الخاص والمخلص لكم، تعالوا معي فلنحاصر أربيل معًا…”.
وعلى مدى الأعوام الاثنين والثلاثين الماضية، لم تبق هناك قوة في الشرق الأوسط لم يطأطأ حزب العمال الكوردستاني بكك رأسه له ولم يعطه وعوداً بمحاربة البارزانيين والقضاء عليهم، لكّنهم لم يقدروا على فعل شيء بالبارزانيين، واليوم، أصبحوا أذيالاً للحشد الشعبي، داعش الشيعية. لا يخجلون من اجتياح الأسد والدولة التركية لروجآفا كوردستان واحتلالهم لها، بينما يخشون بل ويرتعدون خوفاً من عودة هيمنة بارزاني على روجآفا كوردستان! قتلوا العشرات من الأشخاص وشردوا الآلاف لمنع انتشار مسيرة ونهج البارزانيين في روجآفا، نعم فقط لمنع نهج بارزاني من التأثير على روجآفا!
نعم، يئن حزب العمال الكوردستاني بكك ويعاني من جرح البارزانيين منذ 32 عاماً. لكن البارزاني يسمو ويعلو يوماً بعد يوم، لم يبق مستعمر محتل لم يغازله العمال الكوردستاني بكك، بحيث أصبح راقصة سياسية على خشبة مسرح المستعمرين المحتلين، ولكن سياسة الشرق الأوسط بما في ذلك المستعمرون، يعرفون جيداً أن بارزاني سياسي واعي ومحنك وفطن، ومعروف بإصراره الشديد على مواقفه وآرائه، وسطي معتدل، نعم عندما يرى البككيون ذلك يجنّ جنونهم!
لم يجن جنون آرام بكر صاحب المقال وحده، بل مصطفى قاره سو أيضاً جنّ جنونه وهاج، يقول قاره سو: كيف يمكن أن يكون بارزاني بهذا القدر والشأن؟! ويقول: بارزاني ليس يسارياً ولا علوياً، بل هو كوردي فقط بل حتّى لا يتحدث اللغة التركية؟! بينما أنا أكتب وأتحدّث باللغة التركية كالبلبل! فلماذا لا أستطيع مجاراة بارزاني وتجاوزه؟! ولشنّ هجمة إساءة أكبر يأمر ويوجّه الإعلام الذي يديره بمهاجمة البارزاني أكثر!
لم يجنّ آرام بكر وحده، بل جنّ جنون جميل بايك أيضاً وخبل، يقول جميل بايك: كيف لا يمكننا الإساءة إلى اسم بارزاني وشهرته؟! فمنذ 32 نقيم ونعيش على حسابهم في إقليم وباكور كوردستان، بعدها خنناهم وأحرقنا قراهم وقتلنا أهلهم، توجّهنا 40 مرة إلى أورميه وطهران ووعدنا إيران بأننا سنقضي على البارزاني هذه المرة وندمره، نظّمنا جميع كوادرنا ووجّهنا عموم إعلامنا لمحاربة البارزاني ومعادته، حصلنا على الأسلحة وتلقّينا أموالاً ضخمة كما وهبونا مخيمات ومعسكرات لهذا الغرض… لكنّنا لم نتمكن من القضاء على البارزاني وتدميره! فجنّ جنون بايك تجاه هذا الشيء وهاج.
لم يجن آرام بكر وحده، بل صبري أوك وسوزدار آفيستا وعموم كوادر وقادة بكك الدنيئين جنّ جنونهم وفقدوا عقولهم حقداً، وإعلام البكك الوحشي دليل على الإدارة الوحشية الهمجية لبكك.
يقولون بأننا أعطينا أوجلان العديد من الأوصاف والالقاب مثل “زعيم الأمة الكوردية، زعيم العالم…” لكن بارزاني لا يريد أوصافاً وشعارات خاصة، لكنّه رغم هذا لا يزال مؤثّراً ومهماً، وبالطبع، تعرف قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك بأكملها جيداً كيف باع أوجلان “الگريلا والحركة الكوردية وجميع رفاقه” عندما ركب على متن الطائرة التركية، والكلّ يعلم أنه عندما صعد أوجلان إلى الطائرة قال: “والدتي تركية وأريد أن أخدم الدولة التركية” فهم يخفون الهزيمة التي يعيشونها في أعماقهم، كما يحاولون من خلال مهاجمة البارزاني إخفاء كلّ هذا، فهذا هو أساس نضالهم النفسي.
فحزب العمال الكوردستاني بكك يقتات ويكسب قوته في الإقليم من وراء معاداة البارزاني، كما يعلم كوادر بكك العاملين في (RojNews) بالسليمانية جيداً أن سبب إقامتهم وسكنهم في السليمانية هو “معاداة الحزب الديمقراطي الكوردستاني” ولذلك فهم يهاجمون البارزاني بإخلاص ككلاب هائجة ودون تردّد.
الجريدة الأسبوعية المسماة “خوبون” هي كذلك أيضًا، تخدم قنديل بإخلاص ككلب وفي ومخلص، وقد ظهرت على الساحة بحجة خدمة وتعزيز اللغة الكوردية، لكنها تعادي الكورد! يقيمون في آمد، ويتجوّلون وينتقلون بكلّ أريحية في السليمانية، ويزورون منظومة بكك (منظومة المجتمع الكوردستاني KCK) كلّ يوم، وبعلم الدولة التركية، لكنّ الدولة لا تحاسبهم لأنهم أعداء للبارزاني، فالدولة لا تحاسب أعداء البارزاني، بل هي سعيدة بل في غاية الفرح والسرور بمعاداة البارزاني ومحاربته.
لم يصدر خلال السنوات الخمس الماضية، أي بيان من وسائل إعلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدين حزب العمال الكوردستاني بكك، مع وجود أحداث وأدلة واضحة، بخلاف إعلام بكك، فشاهدوا وسائل إعلام بكك وانظروا إلى ما ينشرونه من قصص وأكاذيب وافتراءات ووحشية وهمجية… خوفهم وحقدهم كخوف صدام عندما دفن 8000 بارزاني وهم أحياء، خائفون هم لأنهم لا يستطيعون القضاء على بارزاني، يلعنونه يعادونه… لأن عداء بارزاني أصبح مصدر ربح لحزب العمال الكوردستاني كما ويخدعون كوادرهم وجماهيرهم بهذا، فإذا لم يعادي حزب العمال الكوردستاني بكك البارزاني ولم يحاربه فلن يتمكن من الحصول على لقمة العيش في المنطقة.
يبحثون عن خائن بشكل مستمر ومتواصل ودون انقطاع، ولكن ليس عليهم أن يذهب بصرهم بعيداً، فاستمعوا فقط إلى فيديوهات أوجلان في إمرالي وسترون عين الخيانة وحقيقتها، ستشاهدون الخائن الأكبر والأعظم بجواركم… سرد أوجلان للعدو السيرة الذاتية الكاملة لقادة وكوادر تنظيمه، أخبر الأتراك كافة المعلومات عن جميل بايك وقره يلان… فالعدو الوحيد والخائن الأعظم هو من تقولون له “القائد” أي أوجلان، وتردّدون شعار لا حياة بدون القائد، وبالفعل لا حياة لكم بدون خيانة…
لا تبحثوا عن الخونة، لا تذهبوا بعيداً، انظروا كلّ يوم إلى الرجل الذي تسمونه “القائد آبو” الذي اعتذر لعوائل القتلة الأتراك أمام المحكمة التركية، ولكن لم يكن لديه الضمير والشجاعة والجرأة للحديث عن شهيد كوردي، طأطأ وأنحنى رأسه للعدو.
هل تبحثون عن “إبليس”؟ لا تذهبوا بعيداً، شاهدوا فيديوهات أوجلان، فليس هناك شيطان وخائن أعظم من أوجلان الذي يقول للدولة التركية: “دعونا نصنع خطة سرية معاً، ادعمونا، سأجعل طالباني وبارزاني جروين أمام بابكم…” وليس هناك أكثر شيطنة من أوجلان كما لا يوجد تنظيم أو حزب أكثر خيانة من حزب العمال الكوردستاني بكك في كوردستان…