دلوفان علي
سياسة الحرق وتسليم الجبال والتلال
في الآونة الأخيرة، نشرت وسائل إعلام تابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك مقطع فيديو يظهر القوات التركية وهي تنتشر وتتجوّل في محيط قرية كيسته بإقليم كوردستان، مقطع الفيديو هذا أثار الكثير من ردود الأفعال الغاضبة، لكن لم يفسّر أحد مضمون القضية بشكل كامل ويوضّحه، بل اتّهموا حكومة إقليم كوردستان من منطلق لا يتّسم العقلانية ويخلو من الوجدان، ورغم أن هذا ليس موضوعاً جديداً وقضية جديدة بل حدثت مثل هذه المواقف مرات عدة، ولكن عندما يقع حزب العمال الكوردستاني بكك في معضلة ومشكلة عويصة فقد دأب على جذب انتباه الناس وخداعهم وتضليل الرأي العام بهذه القضايا.
فحزب العمال الكوردستاني بكك وطيلة 45 عاماً الماضية، يقوم بتسليم مدن وقرى وجبال ووديان إقليم كوردستان إلى الغزاة المحتلّين دون قتال، فأينما حلّ وتواجد حزب العمال الكوردستاني بكك، فإن الدولة التركية تحتله دون إطلاق رصاصة، فالعمال الكوردستاني بكك بهذا الموقف الضعيف والهش إنّما يلعب دور الحارس الحامي لمعاهدتي سايكس بيكو ولوزان.
نعم، قام حزب العمال الكوردستاني بكك بواجبه تجاه اسياده على أكمل وجه وبإخلاص، لكن أولئك الذين يغضّون الطرف عن الحقيقة يختلقون الأعذار ويبرّرون إرهاب حزب العمال الكوردستاني بكك.
كيف وصل الجنود الأتراك لـ كيسته؟
في عام 2020، طلبت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان، رسميًا من حزب العمال الكوردستاني بكك تسليم قمة كيسته إلى قوات البيشمركة الكوردستانية، كونها منطقة استراتيجية، ولأنه إذا لم تتموضع وتتمركز قوات البيشمركة في المنطقة فإن الدولة التركية ستحتلها، لكن إرهابيي حزب العمال الكوردستاني رفضوا طلب وزارة البيشمركة هذا، وقالوا إنهم لن يسلّموا المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرتهم لأي شخص وسيحمونها، مهدّدين البيشمركة من الاقتراب للمنطقة بحدوث مواجهات وقتال.
وبعد عام، وفي عام 2021، عندما أطلقت الدولة التركية عملية “المخلب-القفل” قام إرهابيو حزب العمال الكوردستاني بكك بتسليم العديد من المناطق الإستراتيجية لدولة الاحتلال التركي دون مقاومة أو إطلاق رصاصة واحدة، وكانت قرية كيسته إحدى تلك المناطق التي سلّمها العمال الكوردستاني بكك إلى الدولة التركية دون قتال.
هذا ولا يقوم حزب العمال الكوردستاني بكك بتسليم المناطق الطبيعية العادية للمحتلين الغزاة، بل يسلّم فقط للمناطق الحدودية العسكرية ذات الاستراتيجية الهامة، وبالطبع، يتمّ ذلك وفق خطّة قذرة مدروسة ومنسقة، حيث يقوم بنشر قواته في هذه المناطق وفق تعليمات أنقرة.
خلال السنوات الخمس الأخيرة، سيطر حزب العمال الكوردستاني بكك على العديد من المناطق الاستراتيجية وتمركز فيها، كـ (متينا، كورزار-كوري جهرو، برواري بالا، تلة آميديي، بنافي وكيسته) وغيرها من المناطق، وجميعها الآن أصبحت في أيدي الدولة التركية وتحت سيطرتها.
كانت تركيا تستعد لشنّ عملية عسكرية في جبل كورزار-كوري جهرو في عام 2022، لكن حكومة إقليم كوردستان رفضت السماح بذلك قائلة إنه لا يوجد أي أعضاء لحزب العمال الكوردستاني بكك هناك، ولكن بعد فترة، نقل إرهابيو حزب العمال الكوردستاني قواتهم إلى كورزار وتمركزوا هناك. وفي العام الماضي، سيطر الجيش التركي على قمة كورزار دون إطلاق رصاصة، وكان العمال الكوردستاني بكك على علم بهذه الخطة منذ البداية، وعندما لم تر تركيا أي ذريعة لدخول المنطقة، توجّه إرهابيو حزب العمال الكوردستاني بكك إلى كورزار وجرّ تركيا إلى المنطقة، وقمة كورزار-كوري جهرو هي منطقة ذات أهمية استراتيجية وجغرافية كبيرة.
فمن يوجّهون اللوم لحكومة إقليم كوردستان على حادثة كيسته ويتّهمونها بها، لم يقوموا بأي تحقيق ومتابعة في ماهية الحادثة وكيف ولماذا حدثت؟ بل رأوا الوضع من منظور آخر وقيّموه كجزء من الحرب الإعلامية بين إرهابيي حزب العمال الكوردستاني بكك والطابور الخامس للدولة التركية. وباعوا ضميرهم ووجدانهم رغم معرفتهم أكثر من أي شخص آخر أن الدولة التركية يمكنها احتلال أي مكان تريده بمساعدة وتعاون حزب العمال الكوردستاني بكك.
من ينظمون هذه الحملة السوداء ضدّ حكومة إقليم كوردستان هم، باختصار، أذيال دوران كالكان وهيلين أوميت غير المسلّحين، هم وإرهابيو قنديل من نفس الطينة.
وعلى من ما زالوا ينكرون الحقائق ويقدّمون الذرائع والحجج لحزب العمال الكوردستاني بكك أن يجيبوا على الأسئلة التالية:
– من سلّم 4500 قرية في باكور كوردستان للدولة التركية؟
– من سلّم جبال جودي وأورمار وگابار وفرشين وهركول وئاگري وباكوك وأنگيزكي وجبل رشكئ وماوا وبستا وساسون وجبل جيلو إلى الدولة التركية؟
– من سلّم تلة جاسوسان تلك المنطقة البالغة الاستراتيجية في قنديل لإيران؟
– من سلّم جبل كورمانج ومدينة عفرين وسري كانيه لمرتزقة وميليشيات الدولة التركية؟
هنا يجب أن نتذكّر مرّة أخرى، تصريح الأمين العام السابق للجنة الأمن القومي التركية الجنرال تونجر كلج: “الصراع ضدّ حزب العمال الكوردستاني بكك ليس مهمًا جدًا بالنسبة لنا لأننا نخوض حربًا موجّهة متحكمة بها ضدّ حزب العمال الكوردستاني. المهم بالنسبة لنا هو منع قيام دولة في جنوب كوردستان-إقليم كوردستان، وعلينا أن نظهر بارزاني الذي يريد تحقيق هذا الهدف-قيام الدولة الكوردية، بصورة سيئة في أعين الكورد في تركيا، وهذا هو المهم بالنسبة لنا…” وهذا التصريح هو أوضح إجابة على جميع الأسئلة…
تاريخ المعاهدات الأمنية بين تركيا والعراق
لسنوات عديدة، ظّلت وسائل الإعلام لإرهابيي حزب العمال الكوردستاني بكك تضلّل الرأي العام وتحرّف الحقائق بتصريحات افترائية كاذبة، ويتاجر بهذه الأكاذيب ويتمّ تسويقها من قبل مَن يعرّفون أنفسهم كصحفيين وسياسيين ومثقفين…
وهنا سأحاول عدّ الاتفاقيات الأمنية التي أبرمت بين تركيا والعراق على مرّ السنين، وكذلك العمليات العسكرية التركية على الأراضي العراقية:
– في مطلع عام 1983، تمّ توقيع أول معاهدة بين الحكومتين العراقية والتركية بين صدام حسين وكنعان إفرين (رئيس تركيا السبق)، وبموجب الاتفاقية، تسمح الحكومة العراقية للجيش التركي باجتياز مسافة 10 كيلومترات داخل حدود الأراضي العراقية للقيام بعمليات عسكرية.
– في آذار/ مارس 1983، تمّ توقيع اتفاقية التعاون الأمني بين العراق وتركيا، بموجبها، يسمح العراق للقوات التركية بعبور مسافة 30 كيلومتراً داخل العراق هذه المرة، لملاحقة ومهاجمة معاقل حزب العمال الكوردستاني بكك، خاصة في منطقة لولان.
– في عام 1984، تمّ توقيع اتفاقية أخرى بين وزير الخارجية العراقي طارق عزيز ووزير الخارجية التركي وحيد مليح هاليف أوغلو، وبموجب الاتفاقية، سيبني الجيش التركي قواعد عسكرية على مسافة خمس كيلومترات من الأراضي العراقية بموافقة الحكومة العراقية.
– في عام 1995، وقّع صدام حسين معاهدة أخرى تسمح للقوات التركية بعبور المناطق الحدودية في إقليم كوردستان ومحاربة حزب العمال الكوردستاني بكك.
– بعد سقوط نظام البعث، تمّ تحديث الاتفاقية-المعاهدة عام 2007 بمشاركة وزير الداخلية التركي بشير أتالاي ووزير الداخلية العراقي جواد البولاني. بموجبها، يمكن لتركيا أن تجتاز الحدود العراقية لمسافة تصل إلى 30 كيلومترا لمحاربة الإرهاب.
– في عام 2009، تمّ توقيع 49 اتفاقية استراتيجية وأمنية جديدة بين الحكومتين التركية والعراقية بمشاركة رجب طيب أردوغان ونوري المالكي.
و “نوقشت العديد من القضايا السياسية مع أردوغان، وتمّ التأكيد على قضايا التعاون ومواصلة مكافحة الإرهاب وبالأخص مكافحة إرهاب حزب العمال الكوردستاني بكك، واجتثاث حزب البعث وكافة التنظيمات التي تهدّد وتزعزع السلام في المنطقة، “وفق بيان صدر من مكتب رئيس الوزراء العراقي المنسّق للقاء آنذاك”.
– في عام 2024، تمّ توقيع 26 اتفاقية أمنية واستراتيجية جديدة بين تركيا والعراق، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء العراق الاتّحادي، محمد شياع السوداني، وبموجب هذه الاتفاقيات يُسمح لتركيا اجتياز الحدود العراقية لمحاربة الإرهاب وحماية حدوده، وأن العراق ستعمل بالتنسيق مع الدولة التركية لهذا الغرض.
وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، قال في بيان رسمي قبل أيام، إن العمليات العسكرية التركية تتمّ بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
هذه جميع المعاهدات والاتّفاقيات العلنية التي أبرمت بين تركيا والعراق، وربما تكون هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات الأخرى السرية والتي تمّ التوقيع عليها في السرّ، فما ذكرناها هي معاهدات علنية وشفافة.
ومن يريد إضفاء الشرعية على إرهاب إرهابيي حزب العمال الكوردستاني بكك ضد الأمة الكوردية من خلال اتّهام حكومة إقليم كوردستان، يجب عليهم قراءة التاريخ مرة أخرى وفتح أعينهم ورمي نظّاراتهم المزيّفة، فلا أحد يستطيع خداع الناس بالمعلومات المغلوطة مدى الحياة…
سياسة حرق القرى وصولاً إلى الأسواق والمحلات التجارية
خلال الستة أشهر الأخيرة، تمّ حرق سبعة أسواق كبيرة في أربيل ودهوك وكركوك، أثارت الحرائق التي التهمت هذه الأسواق الكثير من الجدل، في غضون هذه الحرائق، أعلن تنظيم يُطلق على نفسه تسمية “العهد الوطني-عهدي ملي” مسؤوليته عن حرق هذه الأسواق عبر موقع إلكتروني مشبوه، ولكن بعد التحقيق من عنوان IP الخاص بالموقع، تبين أن الموقع موجود في مدينة الحسكة في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، والخاضعة اليوم للسيطرة الكلية والتامّة لحزب العمال الكوردستاني بكك، بينما أولئك الذين يسوقون ويتاجرون بشعار الوحدة الوطنية-القومية، والحماة الملثمين لحزب العمال الكوردستاني، سرعان ما حاولوا صناعة ذرائع وحجج واهية لتبرئة حزب العمال الكوردستاني بكك وتبييض صورته وتجميلها.
خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة داخليتي حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتّحادية، الأسبوع الماضي، حول إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص بتهمة حرق سبعة أسواق في أربيل ودهوك وكركوك، كان اثنان من هؤلاء الثلاثة منتسبين وكوادر في الأجهزة الأمنية التابعة للاتّحاد الوطني الكوردستاني، وكان الثالث عضوًا في حزب العمال الكوردستاني الإرهابي، هؤلاء الأشخاص كانوا قد ارتكبوا هذه الجرائم بتعليمات وأوامر قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك وتلقوا الأوامر والتعليمات من قنديل.
ورغم أنه كان واضحاً منذ البداية أن هذا التخريب من عمل حزب العمال الكوردستاني وجرمه، إلّا أن تصريحات حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية الاتّحادية نفت كافة التبريرات والذرائع المشرعنة لهذه الأعمال الإرهابية، جديرٌ بالذكر، أنه قبل انعقاد المؤتمر الصحفي حول هذا الموضوع، تمّ إصدار بيانات رسمية من قبل الاتّحاد الوطني الكوردستاني، حيث أوعز قوباد طالباني وجتو صالح إلى الحكومة العراقية رضاهم وموافقتهم على الكشف عن أسماء مرتكبي ومفتعلي هذه الحرائق حتى لو كانوا أعضاء في الاتّحاد الوطني الكوردستاني.
وسيتم الكشف عن العديد من الحقائق الأخرى حول هذه القضية في المستقبل، وقد تمّ القبض على العديد من الأشخاص في هذه القضية واعترفوا، وسيتمّ بثّ نصّ اعترافات المسؤولين الرئيسيين عن حرق أسواق كوردستان وعلى الهواء مباشرة قريباً.
اتّخذت الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان العديد من الخطوات الجيدة والجريئة منذ تشكيلها. لكنّ الكثير من الناس ناصبوها العداء وحاولوا إيقافها وقطع الطريق أمامها، وخاصة أعداء الأمة الكوردية ومرتزقتهم وعصاباتهم.
وفي السنوات الأخيرة، حاولت عصابات ومرتزقة حزب العمال الكوردستاني استهداف الموارد الاقتصادية للشعب الكوردي بشكل منهجي ومنظّم، بدءاً من تفجير خط أنابيب النفط الكوردستاني إلى حرق أسواق إقليم كوردستان، حاول حزب العمال الكوردستاني بكك بشكل منهجي ومخطّط تدمير البنية التحتية الاقتصادية لكوردستان والقضاء عليها، ولا يمكن إطلاق تسمية أخرى على أعمال وممارسات حزب العمال الكوردستاني بكك هذه سوى تسمية الإرهاب، لأن الإرهابيين يحاولون النجاح في مخطّطاتهم الإرهابية بأي شكل من الأشكال، وحزب العمال الكوردستاني بكك يدور في هذه الدوامة.
في تسعينيات القرن الماضي، أحرق حزب العمال الكوردستاني بكك العديد من المنازل في قرى إقليم كوردستان، وخاصة في منطقة بهدينان، ففي عام 1996، أحرقوا منزلاً في منطقة بارزان احترق فيه طفل لا يتعدّى عمره ستة أشهر! فما يفعله حزب العمال الكوردستاني بكك هو سياسة مستمرة، لكن أعمالهم الإرهابية هذه المرة تجاوزت حرق القرى إلى حرق المدن والأسواق.
الخطأ الأكبر الذي ارتكبته حكومة إقليم كوردستان هو أنها لم تدرج حزب العمال الكوردستاني بكك رسمياً وقانونياً على لائحة المنظمات الإرهابية وعدّه منظمة إرهابية، فكان ينبغي أن يتمّ ذلك قبل سنوات، يجب أن نضع جانباً الحلم الكلاسيكي الذي يريد بعض الناس تصوير حزب العمال الكوردستاني بكك بالوحدة الوطنية على أنه حزب كوردي، فلا تختلف ممارسات وأعمال العمال الكوردستاني بكك عن ممارسات وجرائم داعش، بل هو امتداد واستمرار لتنظيم داعش ضد الأمة الكوردية.
ماذا تفعل التنظيمات الإرهابية اليسارية التركية في جبال إقليم كوردستان؟
تقيم التنظيمات الإرهابية اليسارية التركية في جبال إقليم كوردستان منذ سنوات بأسماء مختلفة، منها تنظيمات: (MLKP, TKP-ML, DKP-BÖG, MKP, THKP-C, Navenda Devrimci, TIKKO).
تقع مقرّات هذه التنظيمات بالأخص في جبل گاره بإقليم كوردستان، وباعتبارها أذرع وأجنحة عسكرية، يتم تدريب هذه التنظيمات على يد قادة قوات الدفاع الشعبي (HPG) وتتلقى الأسلحة والإمدادات العسكرية من قوات الدفاع الشعبي (HPG). ويتولى دوران كالكان سياسياً مسؤولية تثقيف وتدريب مقاتلي هذه التنظيمات اليسارية، يشرف دوران كالكان على دوراتهم التدريبية والسياسية. كما قاموا مؤخّرًا بنقل بعض مقراتهم إلى شاربازير وآسوس وبينجوين وماوت في حدود محافظة السليمانية، ولذلك، تطورت حالة عدم الاستقرار في هذه المناطق، وتقوم تركيا بقصف هذه المناطق بالطائرات المسيّرة-بدون طيار بشكل يومي، أهالي هذه المناطق منزعجون مستاؤون جداً عن هذا الوضع ويتعرّضون لخسائر فادحة. ولكن، نظرًا لتمتّع إرهابيي حزب العمال الكوردستاني بعلاقات جيدة مع حزب الاتّحاد الوطني الكوردستاني ووجود تنسيق عال بينهم، فإن الاتّحاد الوطني يراقب عن كثب هذه التحركات ويفتح الطريق أمام تواجد إرهابيي حزب العمال الكوردستاني والإرهابيين اليساريين الأتراك في هذه المناطق، وهذا السبب وراء تفضيل الأهالي للصمت.
تتمركز وتنتشر هذه التنظيمات في هذه المناطق بفضل إرهابيي العمال الكوردستاني بكك، وتستهدف حكومة إقليم كوردستان إعلامياً وعسكرياً.
بينما في روجآفا كوردستان، توجد أيضًا قوات عسكرية لهذه التنظيمات، وتقوم بقمع الكورد واضطهادهم في روجآفا إلى جانب قوات حزب العمال الكوردستاني ووحدات حماية الشعب (YPG).
التنظيمات اليسارية التركية، أشبال الكمالية، تعارض القومية الكوردية وأي محاولة لبناء كوردستان مستقلة في سياساتها وبياناتها، وتواجدهم في هذه المناطق يأتي في إطار مخطّط توسيع خارطة الحدود الواردة في الميثاق الوطني (ميساقا ملي) الذي هو حلم قديم طال أمد تحقيقه للدولة التركية.
قبل عامين من الآن، قُتل إبراهيم جيجك، والذي يعدّ من كبار مسؤولي تنظيم (MLKP) الإرهابي، في غارة جوية تركية بطائرة بدون طيار في شاربازير بالسليمانية.
تستهدف الدولة التركية المدنيين والقرى في إقليم كوردستان يومياً، وتتذرّع بوجود هؤلاء الإرهابيين هناك، فهل بإمكان مدّعي الوحدة الوطنية الكاذبة والزائفة الإجابة على الأسئلة التالية:
ماذا يفعل اليساريون الأتراك في جبال إقليم كوردستان؟
س: من مهّد الطريق لهؤلاء الإرهابيين بالإقامة والتمركز هناك وجرّ الدولة التركية إلى إقليم كوردستان؟
س: هل جبهة وساحة التنظيمات اليسارية التركية ضدّ الكورد هي جبال تركيا أم جبال كوردستان؟
في وقت ما، كانت هذه الجبال والوديان مكاناً لقصص بطولات قوات البيشمركة وأبناء الأمة الكوردية الأبطال، استشهد العشرات من شباب هذه الأمة الأبطال في هذه الجبال وضحّوا بحياتهم من أجل حرية كوردستان، لكنّ اليوم، وبفضل إرهابيي حزب العمال الكوردستاني بكك، يقوم اليسار التركي ببناء مقاره ومعاقله في جبال كوردستان ويتسبّب في تدمير الأمة الكوردية وانهيارها.
ترجمة: موقع “داركا مازي”.
جميع الآراء المطروحة في المقال تمثّل رأي الكاتب، ولا تمثّل بالضرورة رؤية موقع “داركا مازي”.