دعا القيادي الأبرز في حزب العمال الكوردستاني بكك، دوران كالكان، شبيبة الكورد إلى تنظيم صفوفهم على أساس العنف والتوقف عن الدراسة والتحوّل إلى الرجعية والتخلف…
خلال مقابلة خاصة، أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني، دوران كالكان، على أسئلة قناة مديا خبر (Medya Haber TV) البككية، خلال المقابلة أجرى دوران كالكان جملة تقييمات حول الأحداث والتطورات، كالحرب العبثية بين العمال الكوردستاني بكك والدولة التركية، والعلاقات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والدولة العراقية، وما ينبغي على الشبيبة الكوردية القيام به في المراحل القادمة والمستقبل…
ودعا كالكان في جزء من كلمته شباب الكورد إلى نبذ طريق السلام والحوار والأنشطة المدنية وتنظيم أنفسهم على أساس العنف، فقال: “لأن السلمية تمهد الطريق أمام الفاشية، ومثل هذه المواقف السلمية والليبرالية والضعيفة والمحدودة فتحت الطريق أمام فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية”.
أزمة نقص وانعدام المقاتلين ومحاولات خداع شباب الكورد
منذ أبريل/ نيسان 2024، تسبّب حزب العمال الكوردستاني بكك في قتل الآلاف من شباب الكورد والفتيات الكورديات على يد دولة الاحتلال التركي والعساكر الأتراك المتوحشين، ما جعل حزب العمال التركي يعاني أزمة مقاتلين في رفوفه، ولهذا يعتمد الحزب التركي الدخيل على اختطاف الأطفال الصغار وصناعة مقاتلين صغار، وبالأخص من روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا الخاضعة لنفوذ وهيمنة حزب العمال التركي، حيث تتصاعد وتيرة الاختطافات هناك بشكل لافت، في حين يظهر قادة العمال الكوردستاني أمثال قره يلان وبايك وكالكان على وسائل الإعلام لإخفاء هذه الهزائم والانتكاسات والتخلّص من جريمة نزف الدماء الكوردية الشابة وإراقة دماء المئات من هؤلاء الشباب والصغار الأبرياء بدعوة شباب الكورد أن يصبحوا متطرفين وجهلة وراديكاليين!
في تقييمه، يصوّر كالكان وكأن حزبه انتصر ودمّر الجيش التركي وأفشل العملية العسكرية الموسومة بـ (المخلب-القفل) وحاول إمالة الشباب الكوردي وجذبهم نحو الجبال وإلى رفوف التنظيم عبر شعارات رنّانة فارغة من أجل التضحية بهم كقرابين على منصّة أخوة الشعوب ودمقرطة دولة الاحتلال التركي.
ودعا كالكان شباب الكورد في باكور كوردستان إلى التوقف عن الدراسة وتركها والالتحاق بصفوف التنظيم ورفوف المقاتلين، قائلاً: “ما الذي ستفعله بعد حصولك على الشهادة من مدارس الدولة التركية؟ يكفي أن يعرف الإنسان كيفية القراءة والكتابة بلغته الخاصة، الأشياء الأخرى لا تضيف أي شيء عليك، ما الذي قاله القائد أوجلان قبل 40 عاماً؟ قال: “ذهبتُ إلى أفضل المدارس، ولكنني نسيتُ ما كنتُ أعرفه” حسناً، ما الذي يبحث عنه الشبيبة الكرد في تلك المدارس؟ ما الذي يحاولون العثور عليه؟ هل يمكنهم العثور على أي شيء؟ فإذا كان القائد أوجلان لم يعثر عما كان يبحث عنه، أهم سوف يعثرون عليه؟ لن يتمكنوا من العثور عليه‼”.
يكفي أن يعرف الإنسان كيفية القراءة والكتابة!
بهذا القول، وبّخ كالكان الشبيبة الكوردية، ودعاهم إلى ترك التدريس والالتحاق بصفوف تنظيمه والانخراط في رفوف مقاتليه في الجبال! حتى يتمكّن من تقديمهم كقرابين وضحايا أمام دولة الاحتلال التركي، حتّى يهبهم للموت المحتوم في أنفاق الموت وعلى أنغام المقاومة الكاذبة والحرب العقيمة والعبثية!
وفي جزء آخر من كلمته حاول قيادي بكك، دوران كالكان خداع شباب الكورد باسم كوردستان ومقاومة وتدمير الفاشية، فقال لهم وبلغته التركية إنهم اليوم في أمسّ الحاجة إلى بناء تنظيمهم على أساس التطرف والعنف من أجل التحرير! وأنه يكفيهم أن يعرفوا كيفية القراءة والكتابة بلغتهم الخاصة فقط إذ يتحتّم عليهم اليوم وفي هذه المرحلة الحساسة تخويف وترهيب العدو وتدميره!
شباب الكورد لن يسيروا على خطى حزب خائن وزعماء خونة…
يحاول حزب العمال الكوردستاني بكك وكالكان أن يجعل من الشبيبة الكوردية جهلة بشكل منهجي ومنظّم حتّى يكون بمقدور كالكان وحزبه بناء جيل عنيف ومتطرف يتناسب مع رؤى واهداف وغايات حزبه الدخيل على الكوردايتي، بل حتّى تتمكّن دول الاحتلال أيضاً من استخدامهم لمصالحها الخاصة وأجنداتها المظلمة، فلو كان الشباب الكوردي واعين متعلمين ومثقفين ويعرفون تراثهم وتأريخهم بشكل جيد فلن يسيروا على خطى حزبٍ خائن وزعيمه الذي قال عشرات المرات إنه مستعد لخدمة الدولة التركية!
باختصار، مطلب حزب العمال الكوردستاني بكك هذا هو نفس مطلب دول الاحتلال لإبعاد شباب الكورد عن العلم والمعرفة والثقافة… في عصر العلوم والتكنولوجيا والتطور… وأحد أسباب اضطهاد الكورد واستعبادهم هو أن الجهلة والراديكاليين أمثال كالكان محسوبون على الأمة الكوردية بل يُعتبرون قادة لدى البعض ويتحدّثون باسم الكورد‼