لماذا يدعم حزب العمال الكوردستاني الاتّحاد الوطني الكوردستاني؟
في خضم المعترك الانتخابي الذي يشهده إقليم كوردستان في انتخابات برلمان كوردستان، يدعم حزب العمال الكوردستاني بكك بكافة الأشكال الاتّحاد الوطني الكوردستاني. ولا شكّ أن هناك أسباباً كثيرة تقف وراء هذا الدعم اللامحدود كما يحتاج للعديد من التقييمات والتفسيرات، ولكن غالبية المرات فإن كلمة واحدة تكشف الأهداف السياسية أكثر من كتابة عشرات الصفحات.
أعّدت العديد من الألاعيب لهذه الانتخابات. حيث أسند الاتّحاد الوطني الكوردستاني وعوّل على بغداد وحاول بشتّى الوسائل وكافة الأساليب قطع طريق الانتصار والعظمة أمام الحزب الديمقراطي الكوردستاني، جديرٌ بالذكر، أجريت العديد من التغييرات على قانون الانتخابات بناءً على شكاوى الاتّحاد الوطني الكوردستاني. وعلى رأسها انتهاك حقوق الأقليات وتقليل مقاعدها النيابية في برلمان كوردستان.
دعونا نعود إلى التاريخ، قد يساعدنا الماضي على فهم بعض الأشياء بشكل أفضل اليوم. لنأخذ على سبيل المثال نائبة حزب الشعوب الديمقراطي من ئامد-ديار بكر والتي ظلّت تحت قبة البرلمان التركي لما يقرب من 15 عامًا كبرلمانية على حساب حزب كوردي اسماً، المدعوة (نورسال أيدوغان) وهي ليست كوردية، بل متزوجة من شخص كوردي. كانت وما زالت نورسال شخصية ذات تأثير ونفوذ واسعين ومؤثّرين للغاية داخل حزب العمال الكوردستاني بكك والأحزاب والكيانات التابعة له. أي باختصار، أنها كانت ممثلة للدولة العميقة في تركيا داخل حزب العمال الكوردستاني بكك.
تقول نورسال خلال مقابلتها هذه: “الكورد هناك “في إشارة إلى إقليم كوردستان” يريدون إقامة دولة كوردية، إنهم يحاولون توحيد الكورد في الأجزاء الأربعة من البلاد وإقامة دولة كوردية. صدّقوني أن العائق الأول والعقبة الرئيسية أمام قيام الدولة الكوردية هو السيد عبد الله أوجلان. يريد أوجلان حلّ القضية الكوردية داخل حدود تركيا، أي ضمن حدود المعاهدة الوطنية (ميثاق مللي) أي أن الحلّ يجب أن يكون في إطار الحفاظ على وحدة أراضي تركيا. وصدقوني، أن حزب العمال الكوردستاني بكك تخلّى اليوم عن هذه الفكرة (أي غقامة دولة كوردية)، ولدى الولايات المتحدة وبريطانيا حلمهما في بناء كوردستان الكبرى. والقوة التي ظهرت قبل تأسيس كوردستان الكبرى هي الحركة التي أسّسها أوجلان.
نعم، هذا هو السبب الأساسي والرئيسي وراء دعم حزب العمال الكوردستاني بكك للاتّحاد الوطني الكوردستاني في هذه الانتخابات اليوم. أي أن السبب هو نيل الحقوق الكوردية. والسبب هو منع قيام الدولة الكوردية. والسبب هو قطع الطريق أمام تعزيز مكانة إقليم كوردستان.
لذلك، إذا كانت القضية هي الكورد وكوردستان، إذا كان الهدف هو الوطنية والإخلاص، إذا كانت حماية كيان إقليم كوردستان والدفاع عنه هو الأساس، فيجب على الجميع رؤية ومعرفة هذه الحقيقة، وكونوا على علم أن الكثير من المخلصين والوطنيين الكورد لا يقبلون هذه الأفكار والرؤى لحزب العمال الكوردستاني ولا يقبلون بأي شكل هذه التصريحات المعادية ضدّ الدولة الكوردية.