عن فهلوة عبد الله أوجلان بتحويل المسار المسلّح إلى السياسة

عن فهلوة عبد الله أوجلان بتحويل المسار المسلّح إلى السياسة

بقلم… ماهر حسن

أطلّ علينا السيد أوجلان مستبشراً بتحويل مسار حزبه من الكفاح المسلّح إلى السياسة والقانون، ووضعها على طاولة نقاش في الهواء الطلق، وفقاً لتصريحه الأخير، بعد أن كان هو وأتباعه من المتفزلكين يخونون كلّ الأطراف السياسية بفهلوة والرقص على السلالم، ولا حلّ دونما السلاح، بل صاروا حتى في أكل الفصفص يتّهمون الغير بالخائن في سبيل المزيد من الضحك على العقول، ولعلّ بسرده عن عملية السياسة، أجبرنا أن نعيد ذات الحديث السابق.

على ما يبدو أن ذقون أتباعه مهمة لهذه الدرجة، فدونها لن يجد أوجلان وحزبه من يضحك به عليهم، وقتل المزيد من شابات وشبان قد أغرّ بهم وتقدم وعود سرمدية بحزب يمكن التعويل عليه في الوصول إلى الفردوس المفقود على حدّ تعبيرهم، وليس فقط كوردستان حرة.. كما سيجدون في أفكار أوجلان وحزبه حلولاً سحرية براقة لماعة، وهو وحزبه اللذان قتلا الآلاف من الشباب واليوم يمشون في جنازاتهم متباكين لا مبالين…

والغريب من انتفخ وتورم من أفكار أوجلان وفلسفته من المهرجين والنكرات يصفون تصريح الفيلسوف عبد الله وعي وتوجه. وواهم من يظن غير ذلك، ويرى فيه تعبيراً عن توجهات الكورد، وهو السياسي الأوحد لديه القدرة الفائقة على تحريك القلاع والفيلة والأحصنة، بما يناسب السياسة. لكن ماذا عن لغة التخوين والوعيد والفجور؟ وأن تنظروا إلى جميع السياسيين والأحزاب، قد طالبوا بتغير مسار المسلح إلى مسار سياسي على أنه الآخر العدو الذي لا يستحق الرحمة.

أريد أن اتطرّق إلى دكاكين إعلامية منتشرة كالفطر في كلّ مكان، غدت منابرها في كلّ مناسبة وبدون مناسبة لزواحف من يقدمون أنفسهم من حزب أوجلان أوصياء على الكورد، ويخترع كلّ دقيقة وساعة من ساعات النهار والليل مسلسل بكاكاوي قبيح منوهاً بالصراخ والجعير العالي من خلال دغدغة المشاعر وبيع الوهم للناس، ظناً منهم بأنه في تصريحات أوجلانهم قادرين للوصول إلى الخلاص، لكن كما يقول المثل الشعبي “صحّ النوم” يستغبون الأبواق المأجورة وقاموا بتصريف مواقف عدائية تجاه سياسيين طالبوا عبد الله أوجلان وحزبه سابقاً الكفّ عن اللعبة الماسخة التي يلعبها بلا هوادة والتي تسبّبت في هذا الوضع المُزري والميؤوس الذي وصلت به مكاننا من التجريح والانتهاك الكبيرين.

والسؤال-قبل أن يقرأ أوجلان وحزبه لنا فناجين الحظّ، ويقرأ لنا الاكفّ ويضرب لنا الودع: هل سيعتذر من شهداء الكورد ومن سياسيين قد خونوهم واحمرت عيونهم عليهم غيظاً؟!

مقالات ذات صلة