هل الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو من اعتقل عبد الله أوجلان في كينيا وسلّمه لتركيا؟!

هل الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو من اعتقل عبد الله أوجلان في كينيا وسلّمه لتركيا؟!

على مدى العامين الماضيين، ظلت وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك تكرّر أكذوبة أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لعب دورًا بارزاً في عملية هروب عبد الله أوجلان من إيطاليا، وتزعم أن الديمقراطي الكوردستاني جزء ممّا سمّته بـ “المؤامرة الدولية ضدّ عبد الله أوجلان” يأتي هذا نتيجة أن حزب العمال الكوردستاني يقيّم الأحداث وفق سياساته وليس وفق الحقائق، واليوم، ما زالوا يزعمون أن كلّ الشرور في العالم وكوردستان هي نتاج أفعال وممارسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ووفقاً لهم، فإن الديمقراطي الكوردستاني هو سبب زلزال تسونامي والحروب العالمية والزلازل بل وحتى المتسبّب الرئيسي في الثقب المكتشف في طبقة الأوزون! وكذلك هو المتسبّب في قتل أعضاء وكوادر حزب العمال الكوردستاني والأزمة الاقتصادية العالمية… ويقولون منذ فترة: “إن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يسمح لقائدنا بالبقاء في إيطاليا!” وعلى الأغلب سيروّجون لهذه الكذبة ويسوقونها، وبعد فترة سيقولون بالتأكيد إن “قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ألقت القبض على رئيسنا في كينيا وجلبته إلى تركيا!”.

وها هو السيد زبير ئايدار يخرج رأسه من مجالس المرأة ويتحدّث…

السيد زبير آلدار كان أول من أطلق كذبة أن “الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يسمح لأوجلان بالبقاء في إيطاليا وقدّم شكوى لإيطاليا” لكن زبير هذا لم يكن مهندس هذا المشروع ومخترع هذه الكذبة، بل تمّ توظيفه من قبل قيادة العمال الكوردستاني بكك بهذا العمل. فالحق أنه ليس من النوع الذي ينصرف عن النساء والطعام ويفكّر في الأمور السياسية. ومن يعرفه عن كثب يعرف هذا جيداً، نعم تمّ استخدامه وتوظيفه لقول مثل هذه الأشياء، بينما حزب العمال الكوردستاني سيعيد تكرار وتمرير هذه الأكاذيب والافتراءات بكلّ وقاحة وبلا خجل.

لأنه وكما هو معلوم، غادر أوجلان سوريا عام 1998، ولم يكن الإنترنت متاحًا كما هو الحال اليوم، بل تشير الاحتماليات إلى أن أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني سمعوا عن الأمر عبر الراديو مثل أي شخص آخر. كما لم يحاول الحزب الديمقراطي الكوردستاني قط طرد حزب العمال الكوردستاني من أي منطقة أو مكان، بل الحقيقة معاكسة تماماً، حيث تمركز حزب العمال الكوردستاني في عموم المناطق آنذاك بحجة تقاربه وصداقته للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهو الآن يردّ معروف الديمقراطي الكوردستاني وجميله بخيانة عظيمة وغدر منعدم النظير…

البارزانيون وقّعوا حملات تأييد وجمع التواقيع لأوجلان

بادئ ذي بدء، منذ عام 1990 ولغاية اليوم، لم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الحزب البادي بأي هجوم أو اعتداء على حزب العمال الكوردستاني بكك، من هاجم أولاً دائمًا ووجّه فوهة بنادقه نحو الآخر وأطلق الرصاصة الأولى هو حزب العمال الكوردستاني، كما أن الزعيم الكوردي مسعود بارزاني كان نشر رسالة منذ الدقيقة الأولى من اعتقال أوجلان، قال فيها: “يحزنني جداً اعتقال كوردي بهذه الطريقة” بل حتّى لدى اعتقال أوجلان كانت هناك حرب وقتال بين حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبعد اعتقال أوجلان، حاول الحزب الديمقراطي الكوردستاني صرف كافة جهوده لإنهاء الحرب بينه وبين حزب العمال الكوردستاني. وفي حرب عام 2000 بين الاتّحاد الوطني الكوردستاني وحزب العمال الكوردستاني، لولا الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لكان الهلاك والموت المحتوم مصير كافة أعضاء العمال الكوردستاني العالقين بين إيران والاتّحاد الوطني الكوردستاني.

وخلال حملة (أوجلان إرادتي السياسية) التي انطلقت في القترة بين 2005-2008، تمّ جمع آلاف التواقيع في أربيل ودهوك لصالح الحملة، ووضعت منصّات في كلّ من العاصمة أربيل ودهوك الخاضعتين لحكم الديمقراطي الكوردستاني بترخيص من الحزب، كما وقّع نيجيرفان بارزاني ووزراء من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في حملة جمع التواقيع التي انطلقت في أيار عام 2013، بل حتّى الزعيم مسعود بارزاني بنفسه قال إنه تأثّر كثيراً بوضع أوجلان، وقال: “لا أريد ولا أطيق رؤية كوردي في السجن” ولم يبرم البارزانيون طيلة 40 عاماً الماضية أي اتفاقية ضدّ حزب العمال الكوردستاني، بل جلّ ما فعلوه هو الردّ على هجمات واعتداءات العمال الكوردستاني بكك بالمثل.

العمال الكوردستاني بكك أيقونة الغدر والخيانة…

باعتباري شخصًا متابعاً لشؤون حزب العمال الكوردستاني منذ 45 عامًا ويعرف تاريخه جيدًا، أود أن أقول لكم إنه مهما فعلتم لحزب العمال الكوردستاني فافعلوا فستوافون قدر معروفكم وجميلكم من الغدر والخيانة، فليس لدى العمال الكوردستاني بكك أي مبادئ أخلاقية أو ولاء أو التزام وفاء على الإطلاق، مبدأه الوحيد هو المصلحة الحزبية، ولا مكانة للصداقة والصحبة في قواميسه إلا في الكلام. يتمّ اعتقال أوجلان فيساوم على تنظيمه ويبيعه للأتراك، يتاجر برفاقه ومقاتليه الگريلا ويبيعهم، وكذلك الحال بالنسبة لتنظيمه، يبيع رفاقه واصحابه وقت الضرورة والحاجة، بحيث أصبح التنظيم الأوجلاني من أخمص قدميه وحتى مفرق رأسه تنظيماً غدّاراً بل أصبح أيقونة للغدر والخيانة ورمزاً لهما إلى الأبد…

من سلّم أوجلان؟ الوحيد الذي لم يُتّهم في القضية هو الدولة التركية!

نعم، أصبح حزب العمال الكوردستاني بكك الآن معاديًا للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالتالي يلوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل مباشر ويتّهمه ويراه مذنباً على كلّ ما يحدث لآبو! بل وصل الأمر بهم أن قالوا ذات مرة: “الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسؤول عن نظام إيمرالي!”.

وكما قلنا، مرّت 25 عاماً وما زالوا يحقّقون فيمن سلّم أوجلان للدولة! فظهرت بسي هوزات خلال العام الجاري على شاشات الحزب وقالت: “تآمرت اليونان ومصر وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة ضدّ قائدنا، لكن إيران كانت الدولة الوحيدة التي لم يكن لها دور في المؤامرة” والسبب هو أنهم يعيشون اليوم في ظلّ إيران وتحت رحمتها، وبالتأكيد سيصفونها بالصديق، ولهذه الأسباب وغيرها، ظلّ حزب العمال الكوردستاني وأوجلان يلقيان اللوم على الجميع طوال السنوات الـ 25 الماضية، سوى الدولة التركية، والحقيقة الوحيدة هي أن هناك متهمان رئيسيان لا ثالث لهما ألا هما: أوجلان والدولة التركية.

لا يوجد هناك أي أدلة أو وثائق تاريخية على صحة اتّهامات قادة وكوادر وأعضاء حزب العمال الكوردستاني للحزب الديمقراطي الكوردستاني في قضية أوجلان. هناك آلاف الأشياء الجيدة التي فعلها الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأوجلان وحزبه، لكنه لم يفعل شيئًا سيئًا واحدًا بحقّ حزب العمال الكوردستاني. لكن هناك الكثير من الأدلة والوثائق التي تؤكّد أن أوجلان عاد إلى حضن وطنه الأم تركيا بإرادته الحرة ورغبته المتفانية، كما أن هناك العديد من الأدلة على أنه قال في اللحظة الأولى من استسلامه: “والدتي تركية، أريد أن أخدم الدولة التركية…” وزبير ئايدار هو أحد من يعرف هذا الشيء أفضل بكثير من غيره…

مقالات ذات صلة