المتحدّث باسم العمال الكوردستاني ينفي “مزاعم” استضافة ماهر الأسد في جبال قنديل معقل التنظيم بإقليم كوردستان…

المتحدّث باسم العمال الكوردستاني ينفي"مزاعم" استضافة ماهر الأسد في جبال قنديل معقل التنظيم بإقليم كوردستان...

نفى حزب العمال الكوردستاني بكك، بشكل قاطع ما سمّاه بـ “مزاعم” تواجد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش السوري، في جبل قنديل معقل الحزب في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان.

وفي حديث حصري مع صحيفة “العربي الجديد” نفى المتحدّث باسم منظومة الجتمع الكوردستاني (KCK) زاگروس هيوا هذه المزاعم ووصفها بأنّها “لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية”.

وقال هيوا: “هذه المزاعم جزء من عملية حرب نفسية ضدّ حركة حرية كوردستان. أنفي بشكل قاطع التقارير المتعلقة بوجود قادة الحكومة السورية السابقة في مناطق الدفاع المشروع-باراستنا مديا”. ومناطق الدفاع المشروع هو مصطلح أطلقه حزب العمال الكوردستاني على المناطق الحدودية من إقليم كوردستان والخاضعة لسيطرة التنظيم واحتلاله منذ تسعينيات القرن الماضي.

وكانت قناة الحدث السعودية، أول قناة تنشر معلومات حول وجود ماهر الأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري السابق علي مملوك في قنديل، مشيرة إلى اجتماعهما بضباط من الحرس الثوري الإيراني وقياديين من حزب الله اللبناني في قنديل. تلاها تقرير لصحيفة “العربي الجديد”.

ولا تزال المزاعم المتعلّقة بوجود ماهر الأسد في قنديل غير مؤكّدة كما النفي أيضاً، رغم النفي الرسمي من جانب السلطات العراقية ومسؤولي حزب العمال الكوردستاني ومسؤولي الاتّحاد الوطني الكوردستاني.

وكان تقرير صحفي سابق لصحيفة “العربي الجديد”، كشف عن معلومات جديدة عن رحلة هروب ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد من دمشق، الأسبوع الماضي، مروراً ببغداد، ثمّ وصوله مدينة السليمانية ومن ثمّ جبال قنديل المنطقة الحدودية مع إيران بإقليم كوردستان.

التقرير الذي نشرته صحيفة “العربي الجديد”، يوم الأربعاء، قال إن هناك معلومات من مصادر خاصة، تؤكّد بأن ماهر الأسد قائد “الفرقة الرابعة” سابقاً، وشقيق رأس النظام المخلوع بشار الأسد، نُقل من محافظة دير الزور إلى الأراضي العراقية عن طريق قيادي من قوات سورية الديمقراطية (قسد) يعمل في مجال التهريب.

وأشار التقرير إلى أن مصادر من محافظة دير الزور، قالت لـ “العربي الجديد” إن المدعو محمد رمضان المعروف باسم “الضبع” وهو أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ويعمل في مجال التهريب، هو من قام بتهريب ماهر الأسد من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية فجر الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.

وأكّدت المصادر -وفق التقرير- أن ماهر الأسد هُرّب مساء يوم السبت (7 ديسمبر/ كانون الأول الحالي) عن طريق “الضبع” من داخل أحياء مدينة دير الزور (بادية الشامية) مع عدد من قادة المليشيات الإيرانية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات (بادية الجزيرة)، وتحديداً إلى بلدة الشحيل التي ينحدر منها “الضبع”، الواقعة على سرير نهر الفرات، وجرى تهريب ماهر الأسد فجر الأحد (8 ديسمبر/كانون الاول) إلى العاصمة العراقية بغداد مع عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني عن طريق “الضبع”، ومن ثمّ توجّه ماهر الأسد إلى منطقة السليمانية بإقليم كوردستان.

تقرير الصحيفة لفت إلى أن المصادر لفتت إلى أن “الضبع” فرَّ إلى الأراضي العراقية، وتحديداً منطقة السليمانية عقب تهريب ماهر الأسد بيوم واحد، موضّحةً، أن الضبع كانت تربطه علاقات قوية مع قادة “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد بسبب معابر التهريب التي كانت على ضفاف نهر الفرات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة وقوات نظام الأسد المخلوع من جهة أخرى شرقي محافظة دير الزور، شرق سوريا.

اجتماع ماهر الأسد مع قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قُبيل الهروب

ومضى التقرير بالقول، أشارت المصادر، إلى أن ماهر الأسد نسق مع قادة من قوات سوريا الديمقراطية داخل مدينة دير الزور قُبيل يومين من انسحابها إلى شرق الفرات (بادية الجزيرة) في الـ 10 من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، واتّفق معها على سحب قوات الفرقة الرابعة وترك كلّ أسلحتهم الثقيلة والمتطورة ضمن القرى السبعة (الحسينية، والصالحية، وحطلة، ومراط، ومظلوم، وخشام، وطابية) إلى غرب نهر الفرات، إذ إن قوات “الفرقة الرابعة” انسحبت من القرى السبعة في الـ 9 من الشهر نفسه وتركت كُل أسلحتها الثقيلة والخفيفة ضمن المقرّات العسكرية والمستودعات.

ولفتت المصادر، إلى أن قوات “الفرقة الرابعة” سلّمت كُل السلاح الثقيل في مدينة دير الزور إلى قوات (قسد) من دبابات ومدافع ميدانية وراجمات صواريخ ومستودعات للأسلحة والذخائر، فقد كان الدخول إلى مدينة دير الزور فقط لنقل تلك الأسلحة التي تركتها الفرقة الرابعة إلى مناطق سيطرتها شرق الفرات (بادية الجزيرة) لا سيما أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) انسحبت من مدينة دير الزور دون قتال وسلّمتها إلى إدارة العمليات العسكرية بعد نقل كلّ الأسلحة من المدينة ومطار دير الزور العسكري.

مغادرة بغداد الى السليمانية

وكان موقع “العربي الجديد” قد تواصل مع ثلاثة مصادر أمنية وسياسية، أكّدت جميعها أن “ماهر الأسد دخل العراق الأسبوع الماضي، وتحديداً مساء السبت (7 ديسمبر/كانون الأول الحالي) وهي الليلة التي دخلت فيها قوات وفصائل هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق، وشهدت انهياراً مدوياً لقوات جيش النظام”، مبينة أن “ماهر لم يبقَ في بغداد سوى ليلة واحدة، ثمّ غادر إلى مدينة السليمانية في إقليم كوردستان شمالي العراق، الحدودية مع إيران، وعقب ذلك لا توجد معلومة مؤكدة بشأن مغادرته أو بقائه في المدينة، لكن المرجح أنه غادر”.

ورغم نفي المتحدّث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد مقداد ميري، وجود ماهر الأسد داخل الأراضي العراقية، إلا أن المصادر أكّدت لـ “العربي الجديد” أن “تعليق الداخلية العراقية حول وجود ماهر الأسد في بغداد، صحيح وحقيقي، لكنّه كان يقصد الوقت الذي أطلق فيه التعليق وليس الوقت الذي سبقه، إذ إن الوزارة العراقية علقت وأكّدت عدم وجود ماهر الأسد، في الوقت الذي كان فيه المقصود أنه خرج من العراق بالفعل” موضّحة أن “عملية وصول ماهر الأسد كانت سرية جداً، وتحت إشراف فصيل عراقي مسلّح بارز، وقد أودع في منزل بحيّ الجادرية الراقي، ثمّ تمّ نقله إلى السليمانية”.

ونقل صحافيون ومتابعون للشأن السياسي والأمني في العراق، معلومات أفادت بأن ماهر الأسد موجود في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان بضيافة زعيم حزب الاتّحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني، برفقة مستشارين اثنين.

هذا فيما كانت قناة العربية/ الحدث رجّحت في تقرير لها، الثلاثاء، توجّه ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من محافظة السليمانية بضيافة رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني إلى جبال قنديل حيث معقل حزب العمال الكوردستاني بكك.

كما كانت القناة نفسها كشفت في تقرير، أن “علي مملوك مدير الأمن القومي السوري السابق وماهر الأسد شقيق الرئيس السابق بشار الأسد موجودان في منطقة جبل قنديل الواقع تحت سيطرة حزب العمال الكوردستاني بكك على المثلّث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا.

وأكّد مراسل العربية أن نفي بغداد صحيح، كون هذه المناطق ليست أراضي عراقية بل هي خارج سيطرة الدولة العراقية منذ 30 عاماً، وهي مناطق تُعرف بـ “جبال قنديل” (شمال شرق محافظة السليمانية بإقليم كوردستان) وهي منطقة حدودية بين العراق وإيران، وتخضع لنفوذ الاتّحاد الوطني الكوردستاني بزعامة بافل طالباني، ويتّخذها حزب العمال الكوردستاني بكك معقلاً ومقرّاً له منذ عام 1991 ولغاية الآن، ويُعتبر المعقل الرئيسي للعمال الكوردستاني بكك منذ ذلك العام ولغاية اليوم، ومنها تنطلق نشاطاتهم وعملياتهم العسكرية أو الهجمات على سوريا أو غيرها من الدول المجاورة” مؤكّداً أن هذه المنطقة هي التي وصل إليها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، ورئيس المخابرات لنظام بشار الأسد على المملوك.

وأضافت قناة الحدث أنه وفقاً لمصادرها، بدأت هناك لقاءات واجتماعات مكّثفة مع ضباط رفيعين من الحرس الثوري الإيراني وأيضاً من ميليشيا حزب الله اللبناني، مشيراً إلى أنهم لم يصلوا على فحوى وتفاصيل هذه الاجتماعات، ولكن تصب فحواها في إطار أن تكون هناك إعادة تنظيم لفريق ماهر الأسد وبدء نشاطات عسكرية داخل الراضي السورية”.

مقالات ذات صلة