أكّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، توجيه إنذار نهائي لوحدات حماية الشعب YPG الجناح السوري المسلّح لحزب العمال الكوردستاني بكك والعمود القري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” مؤكّداً على أن أنقرة ستتّخذ الإجراء اللازم ضدّ التنظيم في سوريا من خلال “عملية عسكرية” جديدة على روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا.
فيدان قال في مقابلة على شاشة قناة “سي إن إن ترك”: “إذا لم يتصرّف التنظيم وفقاً للإنذار النهائي، فسيتمّ اتّخاذ الإجراء اللازم، و(الإجراء) هو عملية عسكرية”.
وأضاف “دمشق تتحدّث معهم، سبق وتحدّثت معهم وستتحدّث مرة أخرى”.
وأكّد فيدان أن” ليس لدى تركيا عداء مع أي فئة” مشيراً إلى أن “التنظيم المذكور منخرط بأنشطة إرهابية ولا ينكر ذلك”.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب YPG وحزب العمال الكوردستاني بكك جلبوا أشخاصاً من جميع أنحاء العالم، واحتلوا أرض أشخاص آخرين، كما ينهبون النفط ويعملون كحرس لسجون الآخرين”.
وشدّد الوزير التركي على “ضرورة اتّخاذ الإدارة السورية الجديدة خطوات ضدّ ” YPG و PKK ” ، مبيناً أن” هذه الخطوات مهمة لضمان وحدة البلاد الإقليمية والوطنية”.
وأضاف “سيقومون باتّخاذ هذه الخطوات، والمفاوضات مستمرة في هذا الصدد. نحن ننتظر اتّخاذ بعض الإجراءات في هذا الاتجاه، ويجب منح بعض الوقت لأجل هذا”.
وفي معرض إجابته على سؤال حول تداعيات رفض وحدات حماية الشعب YPG وحزب العمال الكوردستاني بكك عرضاً قد تقدمه الإدارة السورية الجديدة له، قال فيدان:” إذا لم يقبلوا… وهو أمر واضح أن هؤلاء يستغلون الوقت ويلعبون على عامل الوقت، نحن نعلم ذلك”.
وأردف بالقول: “الحكومة الجديدة في سوريا وصلت إلى ما وصلت إليه عبر خوض المعارك والحرب. وهي ليست إدارة يمكن الاستهانة بها. وليست إدارة تخاف من الحرب”.
كما أكّد الوزير التركي أن” الحكومة السورية الجديدة تمتلك القدرة على محاربة YPG وPKK”.
وحول الدور التركي في هذا الشأن، قال الوزير التركي إن “أنقرة وجّهت إنذاراً نهائياً للتنظيم عبر الولايات المتّحدة الأمريكية وعبر الصحافة، وأنه يجب على الإرهابيين الأجانب (في صفوف التنظيم) ممّن جاؤوا من تركيا وإيران والعراق أن يغادروا (سوريا) فوراً”.
فيدان أشار إلى أنه” في الوقت الحالي لا يلمسون لدى YPG وPKK أي تحضيرات أو نية للامتثال لهذه المطالب”.
وأوضح أن “غاية أنقرة من توجيه الإنذارات هي لكي نوضّح أنه إذا لم ترغبوا في حدوث عمليات عسكرية في المنطقة، سواء من جانبنا أو من جانب الحكومة السورية الجديدة، فإن الشروط واضحة”.
كما قال الوزير التركي “عقب مغادرة أعضاء PKK الأراضي السورية، فإن على العناصر الأخرى تسليم أسلحتهم والانضمام إلى النظام الجديد في البلاد في انتقال يخلو من الدماء والنزاعات”.
واستطرد “في المقابل، يجب أن يعيش الكورد السوريون الأعزاء ممّن لم ينخرطوا في تنظيم PKK، بحرية دون أن يتعرّضوا لأي ضرر في أرواحهم أو ممتلكاتهم، ويجب أن يشاركوا في الحياة الطبيعية. الإدارة السورية الجديدة تضمن لنا ذلك”.
الوزير التركي أكّد أيضاً على” ضرورة منح الكورد السوريين الجنسية والبطاقة الشخصية (الهوية)”.
إنذار نهائي
وفي السياق، حذّر فيدان من أنه في حال عدم تحرك YPG وPKK بما يتماشى مع الإنذارات التركية، فإنه “سيتمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة، وهي “التحرك العسكري”.
وأكّد أن “التنظيم يشكّل تهديداً لسوريا ولتركيا والكورد أنفسهم”.
وفيما يتعلّق بدور الولايات المتحدة في سوريا، قال فيدان إن التواجد الأمريكي هناك كان لعدة أسباب، مبينا أن “85 بالمئة من الأسباب التي كانت مبرراً لوجود القوات الأمريكية، لم تعد موجودة الآن”.
وأشار إلى “وجود مقاتلين أجانب قاتلوا في صفوف داعش الإرهابي وهم الآن في سجون داخل سوريا وترفض بلادهم استقبالهم”.
وأضاف أن دولاً أوروبية وغربية تستخدم YPG وPKK ليلعب دور الحارس لهذه السجون التي قال الوزير التركي إن “الإدارة السورية الجديدة جاهزة لتحمل مسؤوليتها”.
وأشار إلى إصدار الرئيس التركي تعليماته بهذا الشأن، وأكّد أنه “إن لم يتمكّن الآخرون من التعامل مع مشكلة مقاتلي داعش، فإن تركيا ستتدخل بجيشها لتحلّ المشكلة”.
وذكر أن “العمليات العسكرية التي نفّذتها تركيا سابقاً ضدّ تنظيمات الإرهابية في سوريا هي طبيعية من أجل الأمن القومي وأمن الشعب وحماية الدولة”.
وأشار الوزير التركي إلى وجود تواصل بين إسرائيل YPG وPKK، سواء عبر طرق غير مباشرة أو مباشرة.