أكّدت مصادر كوردية مطّلعة، اليوم الأربعاء، مقتل وإصابة ستة مدنيين كورد بينهم نساء، أثناء تجمّع احتجاجي دعت إليه إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بالقرب من سدّ تشرين جنوبي منبج شرقي حلب.
وقالت تلك المصادر، إن “هؤلاء المدنيين تعرّضوا إلى قصف من قبل الفصائل المسلّحة، ما أسفر عن وقوع ستة قتلى وجرحى بينهم نساء في حصيلة أولية، وذلك أثناء اقترابهم من سد تشرين”.
وكانت إدارة حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) قد دعت المواطنين المدنيين إلى المشاركة في وقفة احتجاجية، اليوم الأربعاء، في محيط سدّ تشرين، للتنديد بهجمات الفصائل الموالية لتركيا على منطقة السدّ وجسر قره قوزاق التي تشهد اشتباكات متواصلة، فيما اعتبر حقوقي كوردي أن ذلك يعد تهلكة ومجازفة كبيرة بحياة المدنيين.
واظهرت صور ومقاطع فيديو سيارات مدنية أجّرتها مؤسّسات إدارة PYD لنقل المدنيين إلى مناطق القتال تلك.
وأكّد ناشطون كورد أن دعوة إدارة PYD المدنيين إلى الاحتجاج بالقرب من سدّ تشرين فيها مخاطرة كبيرة على حياة هؤلاء.
منوّهين إلى أن “المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا جوياً بين الفصائل المسلّحة المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› قد تسبّب كارثة إنسانية في حال تجمّع المدنيين بالقرب من السدّ”.
ملفتين على أن إرسال المدنيين الكورد إلى منطقة عسكرية فيها مجازفة كبيرة، وتهلكة كبيرة، ويخالف أبسط مبادئ حقوق الإنسان.
وفي السياق، وتحت عنوان «التاريخ يعيد نفسه»، قال الحقوقي الكوردي السوري حسين جلبي: “قبل أيام من تسليم حزب العمال التركي PKK مدينة عفرين للجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه، أرسل الحزب قوافل من المدنيين الكورد في مركبات من مناطق قامشلو وغيرها إلى عفرين، بداعي خرق الحصار والتضامن مع المدينة. لكن الذي حصل، هو أن PKK أخرج كوادره وأمواله في تلك المركبات، التي غادرت المدينة قبل تسليمها”.
وأضاف: “اليوم، يرسل PKK مجدّداً مدنيين كورد إلى مناطق القتال في منبج وسدّ تشرين، معرّضاً إياهم لخطر الموت، وهناك خشية حقيقية على حياة هؤلاء، إن لم يكن من الطرف الآخر، فمن طرف PKK الذي اعتاد الإيقاع بالكورد ومن ثمّ التجارة بمآسيهم”.
يُذكر أن الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› والفصائل والميليشيات المسلّحة الموالية لتركيا منذ أسابيع أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الطرفين.