احتلّت قوى الظلام والإرهاب من تنظيمات داعش الإرهابية غالبية مدينة كوباني بعد معارك دامية عنيفة دامت لـ 133 يوماً، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة بعد مشاركة بيشمركة كوردستان في الحرب وقلب موازين المعركة، ونجدة المدينة وتحريرها من أنياب السباع وبراثن الإرهابيين في 2015/1/26.
بدأت تنظيمات داعش الإرهابية بتوجيه أطماعها وآلة دمارها نحو مدينة كوباني بروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، يوم الـ 13-أيلول-2014، وهاجمت بشراسة منعدمة النظير على المدينة الكوردستانية، ما تسبّب بدمار المدينة ونزوح أهاليها وهروبهم من جحيم الحرب المدمّرة لملامح الحياة في المدينة، آنذاك دخل الزعيم والمرجع الكوردي مسعود البارزاني على الخط، وتحدّى كافة الصعاب، وقرّر إرسال قوات من بيشمركة كوردستان لنجدة كوباني مجتازاً بذلك حدود ثلاث دول محتلّة لكوردستان (تركيا، العراق وسوريا) والوصول لنجدة أهالي كوباني والمقاتلين الكورد في كوباني وتحرير المدينة.
في 2 تشرين الأول احتلّ داعش 350 قرية في ريف كوباني، ونزح ما يقارب من 400 ألف مواطن كوردي من مناطقهم، توجّه قسم منهم للحدود التركية، وبلغ تعداد النازحين عام 2015 لأكثر من 400 ألف نازح.
في 31 تشرين الثاني 2014، بدأت أول قافلة لقوات بيشمركة كوردستان بالتوجّه لمدينة كوباني مجتازاً الحدود الدولية لثلاثة دول وبلوغ كوباني.
شاركت قوات البيشمركة إلى جانب وحدات حماية الشعب التي كانت تقاتل آنذاك من أجل كوباني، وذلك من خلال المقاتلين والعتاد في معركة كوباني ضدّ تنظيم داعش، وكان لبيشمركة كوردستان دور حاسم في قلب موازين المعركة، فلولا مجيء قوات البيشمركة لكانت سقطت كوباني بيد تنظيم داعش رغم دفاع المقاتلين الكورد عن المدينة بشراسة قوية، حيث سيطر التنظيم الإرهابي على مساحة 90% من المدينة، ونزح السكان بشكل كامل من المنطقة.
كسرت قوات البيشمركة والكورد حصار كوباني، وتمكّنت من تحرير مدينة كوباني بشكل كامل وعدد كبير من القرى المحيطة بها من أيدي تنظيم داعش الوحشي وتكبدّه خسائر فادحة، معلنة انتصارها في 26 كانون الثاني 2015.
جديرٌ بالذكر، كانت لمشاركة بيشمركة كوردستان في معركة كوباني دلالات كبيرة حيث أثبت إقليم كوردستان مرة أخرى أنه سند للكورد وملاذهم أينما كانوا…
وحسب شهادات الكورد أينما كانوا في هذا العالم الواسع، قدّم إقليم كوردستان الكثير لكورد روجآفا كوردستان منذ بدء الازمة السورية سواءً عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً، ولا يزال هذا الدعم متواصلاً حتى اللحظة رغم الدور السلبي الذي يلعبه حزب العمال الكوردستاني بكك وأجنحته وإصداراته في الساحة الكوردية السورية لصالح أجندات غير كوردية.
لكنّ الشعب الكوردي في روجآفا كوردستان وبشكل خاص أبناء مدينة كوباني لن ينسوا دور قوات البيشمركة الكوردستانية في معركة كوباني ونجدتها لمقاتلي وحدات حماية الشعب، وكذلك لن ينسوا أبداً دور الزعيم الكوردي مسعود بارزاني في تلك المرحلة الهامّة من تاريخ النضال القومي الكوردستاني ضدّ أعداء الشعب الكوردي.