ماذا وراء استمرار إرسال “الإدارة الذاتية” لحزب الاتّحاد الديمقراطي المدنيين العزّل إلى سد تشرين؟

ماذا وراء استمرار إرسال قوات سوريا الديمقراطية"قسد" المدنيين العزّل إلى سد تشرين؟

تواصل الإدارة المفروضة على روجآفا كوردستان أو ما تسمّى بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وجناحها العسكري (قوات سوريا الديمقراطية (قسد)) نقل مدنيين غالبيتهم موظفين في مؤسّساتها إلى سد تشرين، بذريعة التنديد بهجوم الجيش التركي والفصائل والميليشيات السورية المسلّحة الموالية لأنقرة، في حين كشفت مصادر بأن العملية مرتبطة بشكل رئيسي بنقل أسلحة ومواد لوجستية ومصابين عسكريين ضمن قوافل المدنيين.

وذكرت مصادر مقرّبة من الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) لموقع (تلفزيون سوريا) أن “مؤسّسات الإدارة الذاتية تجبر موظفيها وعائلات قتلاها على المشاركة في قوافل تقل المدنيين إلى سد تشرين رغم كافة المخاطر واستمرار الاشتباكات والقصف على السدّ وفي محطيه”.

وأوضحت أن “الإدارة الذاتية تهدّد كلّ من لا يشارك في هذه الرحلة بالمحاسبة وتتهمهم بعدم تقدير تضحيات المقاتلين والشهداء وحماية مناطقهم وإن مشاركتهم يساهم في وقف هجمات وتقدم الجيش الوطني وزيادة الضغط الدولي على تركيا لوقف غاراتها الجوية” حسب ما نقلته المصادر.

وأشارت إلى أن “كلّ من رفض المشاركة تمّ استبعاده من العمل أو تخفيض صلاحياته أو منحه فرصة للمشاركة في قوافل لاحقة قبل اتّخاذ إجراء بحقّه”.

وأكّدت على وجود حالة امتعاض شعبية واسعة واحتقان داخل مؤسّسات “الإدارة الذاتية” نفسها، من جرّاء “استمرار إجبار الموظفين وعوائل الشهداء ومؤيّدي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على المشاركة في قوافل نقل المدنيين إلى سدّ تشرين رغم سقوط أكثر من 50 مدنياً بين قتيل وجريح إثر المعارك والهجمات في تلك المنطقة”. على حد قولها.

نقل أسلحة ومواد لوجستية

من جانبه، كشف مصدر مطلّع وصف بالمقرّب من الإدارة الذاتية لحزب الاتّحاد الديمقراطي، الموقع، عن استخدام قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدنيين كدروع بشرية وغطاء من أجل تأمين نقل أسلحة ومواد لوجستية لمقاتليها عبر قوافل المدنيين إلى سد تشرين.

وذكر الموقع نقلاً عن المصدر، إن “أشخاصاً ممّن نقلوا إلى سد تشرين لاحظوا وجود سيارات مغلقة ضمن قوافل المدنيين تقلّ أسلحة ومواد طبية وأدوية وأغذية ومواد لوجستية أخرى لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المتواجدين في السد ومحيطه”.

ولفت إلى أن “القافلة كانت تتوقّف في بعض النقاط والمناطق التي يتواجد فيها أنفاق ومواقع عسكرية لـ “قسد” من أجل نقل الجرحى أو تزويدهم بالمواد اللوجستية والأسلحة ” وفق ما أكّده المصدر.

جديرٌ بالذكر، تنقل إدارة الأمر الواقع التي يشرف عليها حزب الاتّحاد الديمقراطي، بشكل منتظم المدنيين ضمن قوافل تنطلق بشكل شبه يومي من مناطق الحسكة والرقة وكوباني إلى سدّ تشرين، حيث تقوم بإعادة دفعة من المدنيين ونقل دفعة جديدة من أجل المناوبة وبذريعة التنديد بهجوم الجيش التركي والفصائل والميليشيات المسلّحة السورية الموالية لأنقرة.

مصادر: خلافات داخل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” حول إرسال المدنيين

وأفادت مصادر مقربة من (قسد) بحدوث انقسام وخلافات بين قادة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بسبب إرسال المدنيين إلى سد تشرين.

وأشارت إلى وجود ضغوط شعبية ومن قبل منظمات إنسانية دولية إضافة لقوات التحالف الدولي على (قسد) لوقف إرسال المدنيين إلى سد تشرين، حيث تشهد المنطقة معارك وهجمات وقصف صاروخي متبادل بين الميليشيات السورية المسلّحة المرتزقة لأنقرة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وأوضحت أن “قسد” “تبرّر للتحالف الدولي والمنظمات الدولية تصرّفها برغبة الأهالي في دعم أبنائهم ممّن يقاتلون في سد تشرين وريف منبج ورفضهم للهجمات التي تشنها فصائل وميليشيات ما يسمّى بالجيش الوطني بدعم تركيا”.

وخلال الأيام الماضية تسبّب استمرار إرسال المدنيين لسد تشرين ومقتل العديد منهم بينهم شخصيات فنية وثقافية وسياسية، حالة من التوتّر والانقسام بين قادة “قسد” بين معارض ومؤيّد لهذ التوجّه.

وأشارت إلى إن “قادة “قسد” من حزب العمال الكوردستاني بكك من الجنسية غير السورية، يدعمون بشدّة استمرار إرسال قوافل المدنيين للسدّ والاستفادة من هذا الأمر إعلامياً وميدانياً لدعم معارك “قسد” واستماتتها بعدم خسارة السيطرة على سدّ تشرين”.

وقتل وأصيب المئات من المدنيين في سدّ تشرين ومحيطه وفق ما نقلته مصادر محلية مطّلعة ومصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” منذ اندلاع المعارك بين قوات (قسد) والميليشيات السورية المسلّحة المنضوية فيما يسمّى بالجيش الوطني السوري الموالي والمدعوم تركيا، في محيط سد تشرين.

مقالات ذات صلة