حادث أليم حدث يوم أمس في قرية گوهەرزێ، حيث تم تحييد ثلاثة گريلا-مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك أمام أعين الأهالي وضح النهار.
في غضون ذلك، قامت وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك، وكما هي عادتها، بمحاولة طمس الحقيقة وإخفائها وتحريفها وتزييفها واستخدامها كسلاح عدواني ضدّ الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK)، فنشرت وكالة “روج نيوز” الإعلامية التابعة لحزب العمال الكوردستاني تفاصيل الحادثة على صفحتيها باللغتين الكوردية-اللهجة السورانية والتركية بشكل مختلف، فزعمت الوكالة البككية أن قوات تابعة لحكومة إقليم كوردستان (وبالتحديد جهاز الباراستن) أطلقت النار على ثلاثة من گريلا حزب العمال الكوردستاني بكك، وأن السيارة التي أطلقوا منها النار والتي كانت تستقلّهم كانت تحمل نمرة إقليم كوردستان، لكن الحقيقة التي يحاول حزب العمال الكوردستاني تشويهها وإخفاءها كانت مختلفة تماماً.
ما الذي حدث في قرية گوهەرزێ؟
قُتل 3 من عناصر حزب العمال الكوردستاني الگريلا، أمس، في حادثة وقعت في محيط قرية گوهەرزێ التابعة لقضاء ئاميديي-العمادية، وقد تمّ استهدافهم من قبل الجيش التركي.
تقع قرية گوهەرزێ على الطريق العام بين قضاء ئاميديي-عمادية وناحية ديرلوك. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت القرية بؤرة ومركزاً رئيسياً للقتال الدائر والاشتباكات المستمرة بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي في منطقة نهيل. وتعتبر حادثة يوم أمس استمراراً للصراع والعملية المستمرة منذ ثلاث سنوات الأخيرة بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي.
ووفق المعلومات التي أفاد بها أهالي قرية گوهەرزێ أنه في ليلة 21 شباط، شنّ عناصر حزب العمال الكوردستاني هجمات تعجيزية ضدّ الجيش التركي في ليلة السبت 21 شباط، أي الليلة التي سبقت الحادثة. جديرٌ بالذكر أن الجيش التركي أقام قرقولات وقاعدة عسكرية في گوهەرزێ القديمة-القرية القديمة، وقال أهالي القرية إن عناصر حزب العمال الكوردستاني أرادوا استغلال الأجواء الغائمة والممطرة لشنّ الهجوم. لكن الفرق المهاجمة أحبطت ولم تحقّق الهدف، بل ولم تتمكّن حتى من الانسحاب بسبب الظلام. فأرادوا الاحتماء بأنفسهم بالأنفاق المحيطة بقرية گوهەرزێ.
في اليوم التالي، أطلقت القوات التركية عملية بحث وتفتيش واسعة النطاق. بينما خرج گريلا حزب العمال الكوردستاني من الأنفاق في المنطقة. وتبعد قوات دولة الاحتلال التركي مسافة 700 متر من القرية القديمة، فقد أقامت ثكنة-قاعدة عسكرية فيما يسمى بالقرية القديمة على بعد 700 متر من القرية الجديدة. ومن المرجّح أنه توقّع الگريلا أن يأتي الجنود الأتراك، فحاولوا الانتقال إلى نفق أكثر أماناً، ولكن المثير للشكوك ومحطّ تساؤلات كثيرة هو تجرّد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني من السلاح أي كانوا منزوعي السلاح!
وقع ثلاثة گريلا في كمين تقني للقوات التركية وتمّت محاصرتهم وقتلهم على يد القوات التركية المتواجدة في المنطقة. وقد حدث ذلك حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر.
وبعد الحادثة أبلغ الأهالي قوات الأمن في ئاميديي-العمادية. كما قاموا بدفن جثث الگريلا الثلاثة بأمر القوة الأمنية نفسها في مقبرة القرية.
من فتحوا النار على مقاتلي العمال الكوردستاني بكك هم العساكر الأتراك
أكّد أهالي القرية أن الجيش التركي هي التي قامت باغتيال المقاتلين الگريلا الثلاثة، وأنها كانت ترتدي زياً عسكرياً تركياً، وأنها خرجت من مسافة 700 متر من قرية گوهەرزێ الجديدة، حيث أقام الجيش التركي قاعدة له هناك في الربيع الماضي. وهذا ما وثّقه وأكّده أهالي القرية الشاهدين على الحادث، كما أكّدوا ووثّقوا أن لوحة أرقام المركبة لم تكن تحمل نمرة-رقم إقليم كوردستان. بل كانت تحمل رقماً خاصاً.
ورغم أن من قام بالحادث بشكل مباشر هو القوات التركية، إلّا أن حزب العمال الكوردستاني والمقرّبين منه نشروا خبراً كاذباً ملفقاً مفاده أن جهاز الاستخبارات التركي قام بذلك بمساعدة بيشمركة كوردستان! وهو ما يشير ويؤكّد على أن حزب العمال الكوردستاني يريد إلقاء اللوم على إقليم كوردستان وأهل قرية گوهەرزێ ويتّهمهم بقتل عناصره!
المسؤول عن حادث قرية گوهەرزێ هو سياسة حزب العمال الكوردستاني… والضحايا والقرابين هم القرويون المساكين والمقاتلين البائسين الذين لا حيلة لهم…
تحاول وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني خلق مفهوم لدى الشعب مفاده أنه لا وجود للجيش التركي في المنطقة. وقد جاء أعضاء من جهاز الاستخبارات التركية من المدن في سياراتهم الخاصة واغتالوا مقاتلي التنظيم! لكن الحقيقة هي أن جميع الجبال المنيعة والقمم العالية في زاب والتي كانت فيما مضى معاقل وقواعد لحزب العمال الكوردستاني باتت اليوم قواعد عسكرية تركية من ئاميديي ووصولاً إلى شيلادزي، وكلّ هذه المنطقة واقعة تحت سيطرة الجيش التركي باستثناء الأنفاق المسماة تلة بهار، وأن السبب الرئيسي والوحيد لهذا الاحتلال التركي لأراضي إقليم كوردستان وسيطرة عساكر الأتراك على عموم المنطقة هو حزب العمال الكوردستاني بكك نفسه ووحده لا غير.
فمنذ عام 2018، قام حزب العمال الكوردستاني بإهداء مناطق حفتنين ومتينا وآفاشين وبهدينان وخاكورك بشكل تدريجي ومجزّء إلى الدولة التركية على طبق من ذهب. وبعد انطلاق العمليات العسكرية التركية، طالبت حكومة إقليم كوردستان حزب العمال الكوردستاني بكك بتسليم الخط الحدودي لنشر قوات بيشمركة كوردستان في تلك المناطق لئلا تقع تحت احتلال دولة الاحتلال التركي، إلّا أن حزب العمال الكوردستاني رفض هذا الطلب وقال إنه إذا قدمت أي قوات للبيشمركة إلى المنطقة فهذا بمثابة إعلان للحرب وسنقاتل أي قوة لبيشمركة كوردستان تتوجّه صوب هذه المناطق، فقامت حكومة إقليم كوردستان هذه المرة باستقدام قوات حرس الحدود العراقية إلى المنطقة لكن هاجمهم حزب العمال الكوردستاني بكك أيضاً ورفض السماح لهم بالبقاء في المنطقة وأوقع منهم شهداء، كما طالب أهالي المنطقة قوات الدفاع الشعبي مراراً وتكراراً بالسماح لقوات البيشمركة بالتقدّم إلى محيط قراهم لئلا تقع في أيدي الدولة التركية ولكن لم يقبل حزب العمال الكوردستاني مطالب القرويين أهالي المنطقة أيضاً، وسط كلّ هذه الدعوات المشروعة… قام الحزب التركي بتسليم المنطقة لجيش دولة الاحتلال التركي وجلبه إليها!!
ولو أن حزب العمال الكوردستاني بكك وافق وقَبِلَ بدخول قوات بيشمركة كوردستان إلى المناطق المهدّدة بالخطر في عام 2018، لما كانت هناك قوات تركية في المنطقة على الإطلاق.
قرية گوهەرزێ باتت بؤرة للصراع المدمر والاشتباكات المستمرة…
في عام 2021، هاجم حزب العمال الكوردستاني بكك قوات البيشمركة الكوردستانية التي حاولت السيطرة على مشارف قضاء آميدي، ووقع خمسة من كوكبة بيشمركة كوردستان شهداء، وفي العام نفسه، هاجم الحزب التركي نقطة تفتيش أخرى للبيشمركة بالقرب من گوهەرزێ واستشهد عنصر آخر من البيشمركة. وفي عام 2023 هاجم عناصر بكك قوات البيشمركة في المنطقة ذاتها. حزب العمال الكوردستاني الذي لم يسمح لقوات البيشمركة بدخول المنطقة، قام بتسليم المنطقة بعدها بأكملها للجيش التركي خلال عام. ويتساءل الناس الذين يعيشون في المنطقة من ئاميديي إلى ديرلوك هذا السؤال، ومن حقّهم التساؤل: لو سلّم حزب العمال الكوردستاني هذه المنطقة إلى بيشمركة كوردستان في وقتها لما حدثت هذه المشاكل والأحداث، فيا تُرى: لماذا لم يسمح حزب العمال الكوردستاني لقوات البيشمركة حماية أرضهم وقراهم ومناطقهم ومن ثمّ سلّم المنطقة بكاملها للجيش التركي؟! نعم، توغّل الحزب التركي بشكل ممنهج في أراضي إقليم كوردستان، وجرّ الحرب إلى الإقليم وفق مخطّط قذر، وها هو شعب إقليم كوردستان وأهالي المنطقة والناس الأبرياء يدفعون ثمن هذه الحرب.