تنفيذاً لدعوة أوجلان… هل سيوقف حزب العمال الكوردستاني تجارته للمخدرات؟!

بتنفيذ دعوة أوجلان... هل سيوقف حزب العمال الكوردستاني تجارته للمخدرات؟!

حزب العمال الكوردستاني بكك والذي يكسب ما يقرب من 3 مليارات دولار سنوياً عبر تجارة المخدّرات، بات في مساعي مستمرة وحثيثة من أجل عدم فقدان هذه التجارة المربحة وهذا المورد المالي الخيالي، وآخر التطورات في هذا المجال هو لجوء هذا التنظيم واستعانته بالحشد الشعبي للبقاء في إطار محور المقاومة من أجل إدامة تجارته للممنوعات والمواد المخدرة على خط شنگال-سنجار.

حزب العمال الكوردستاني بكك ومحور المقاومة

بين عامي 2012 و2013، خضع تنظيم حزب العمال الكوردستاني، بموجب اتفاق رسمي مع إيران، لمشروع نظام طهران، ورغم أنه كان مدعوماً من قبل من النظام الإيراني في محاربة الأحزاب الكوردستانية في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، إلّا أنه بات حلقة هامة وجزءاً من ميليشيات الحشد الشعبي فيما يسمّى بـ (محور المقاومة) في حدود شنگال وخاصة بعد حقبة داعش، جديرٌ بالذكر، يضمّ (محور المقاومة) القوى والميليشيات الولائية لإيران والتي تعمل لتحقيق أجندات إيران وإنجاح مشروع الهلال الشيعي وتحقيق المصالح العليا للجمهورية الإسلامية وولاية الفقيه.

وأحد أهمّ المصادر المالية الرئيسية لحزب العمال الكوردستاني هو الاتجار بالمخدرات، وهو ما حذّره الاتّحاد الأوروبي مراراً وتكراراً في تقاريره بين عامي 2020 و2024، حيث كشفت هذه التقارير بوضوح أن العمال الكوردستاني يكسب ما يقرب من 3 مليارات دولار سنويًا من الاتجار بالمخدرات.

اجتماع ومساعي مجاميع وهياكل حزب العمال الكوردستاني في شنگال-سنجار

يدير تنظيم العمال الكوردستاني بكك هذه التجارة بدعم ومساعدة وتنسيق مع ميليشيات الحشد الشعبي، ومن أجل الحفاظ على هذا المصدر المالي المهم وعدم فقدانه وخصوصاً بعد دعوة أوجلان لإلقاء السلاح وحلّ التنظيم تضاعفت جهود ومساعي وتحركات التنظيم في محاولة البقاء في إطار الحشد الشعبي لإدامة هذه التجارة الممنوعة والمربحة.

ووفق المعلومات الخاصة لموقع “داركا مازي” أنه وبعد تصريح عبد الله أوجلان بإلقاء السلاح ضمن عملية السلام الجديدة في تركيا، وما ورد من أمر أوجلاني أنه يجب على جميع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والمجاميع والهياكل التابعة للتنظيم في عموم إقليم كوردستان والعراق وروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، إلقاء أسلحتهم، فإن مجاميع وهياكل حزب العمال الكوردستاني في شنگال-سنجار لا تريد تنفيذ هذا الأمر، وتحاول جاهدة الاندماج ضمن أطر الحشد الشعبي لإدامة خدماتها ونضالها ضمن محور المقاومة.

دعوة أوجلان واتفاق شنگال-سنجار

وبحسب المعلومات الواردة، فإن مجاميع حزب العمال الكوردستاني بكك في شنگال-سنجار اجتمعت بعلم قنديل، واتفقت على أنه في حال قيامهم بإلقاء أسلحتهم فسيتم تنفيذ اتفاق شنگال-سنجار، ما سيؤدّي إلى عودة أكثر من 300 ألف لاجئ ونازح إلى المنطقة.

وبحسب مصدر خاص لموقعنا، فإن نحو 400 كيلوغرام من الأدوية منتهية الصلاحية يتم إرسالها يومياً من شنگال إلى روجآفا كوردستان، وهو ما يشكّل مصدراً اقتصادياً وفيراً وتستحصل مجاميع وهياكل العمال الكوردستاني بكك من ورائه مبالغ مالية طائلة.

وكشف المصدر أنّه ومن أجل ألّا تخسر هذه المجاميع هذه المبالغ المالية الطائلة المستحصلة بالتنسيق مع ميليشيات الحشد الشعبي، طالبت هذه المجاميع الحشد الشعبي إصدار هويات عراقية مزوّرة لهم، كما طالبت بالانضمام إلى رفوف الحشد الشعبي للاستمرار ومنع عودة اللاجئين والنازحين.

جديرٌ بالكر، في خطوة لإعادة إعمار المدينة المنكوبة، وقّعت الحكومة الاتّحادية وحكومة إقليم كوردستان عام 2020 اتفاقية لإعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع في قضاء شنگال-سنجار، وتضمن الاتفاق ثلاثة محاور: الإداري، الأمني، وإعادة الإعمار.

بحسب المحور الإداري، يتم اختيار قائممقام جديد لقضاء شنگال والنظر في المواقع الإدارية الأخرى من قبل اللجنة المشتركة المشكلة من الطرفين.

أما المحور الأمني، فتضمن أن تتولى الشرطة المحلية وجهازي الأمن الوطني والمخابرات حصراً مسؤولية الأمن داخل القضاء، وإبعاد جميع التشكيلات المسلّحة الأخرى خارج حدوده وعلى رأسها حزب العمال الكوردستاني بكك، وتعيين 2500 عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي في شنگال، وإنهاء تواجد حزب العمال الكوردستاني في شنگال والمناطق المحيطة بها، بحيث لا يكون للحزب وتوابعه أي دور في المنطقة.

فيما شمل محور إعادة الإعمار تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة الاتّحادية وحكومة إقليم كوردستان لإعادة إعمار القضاء بالتنسيق مع الإدارة المحلية في نينوى، وتحديد مستواها وتفاصيل مهامها من قبل رئيس مجلس الوزراء الاتحادي ورئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، إلى جانب تشكيل لجنة ميدانية مشتركة لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الاتفاقية حبراً على ورق.

مقالات ذات صلة