تتواصل عمليات خطف وتجنيد الأطفال والقصر بوتيرة عالية من قبل عصابة ‹الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر› المرتبطة بقيادة حزب العمال الكوردستاني بكك في قنديل والعاملة في ظلّ قوات سوريا في عموم مناطق روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، حيث خطفت خلال مارس/ آذار عشرات الأطفال بالرغم من المفاوضات الجارية بين (قسد) والسلطة الجديدة في دمشق للانضمام إلى الجيش السوري.
حيث وجّهت والدة طفلة قاصرة خطفتها هذه العصابة نداءً إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي يطالب بإعادة طفلتها، مهدّدة أنها سوف تضرم النار بجسدها في حال لم تعد طفلتها إلى المنزل.
وقالت والدة الطفلة حنان عبد الرحمن عبدو البالغة من العمر 15عاماً، في فيديو مصور: إن “مسلّحي حركة الشبيبة الثورية (جوانين شورشكر) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، اختطفوا ابنتي “حنان عبد الرحمن عبدو من أمام المنزل في مدينة كوباني، وهي في الصف السادس”.
وأضافت والدة القاصرة المختطفة: “نحن من سكان عفرين، ونازحون في كوباني هربنا جراء الحرب، نريد من مظلوم عبدي أن يعيد لنا طفلتنا، وإلا سوف أقوم بحرق نفسي”.
كما ناشد والد القاصر المختطف “كاميران حمو إسماعيل (13 عاماً) من قرية عرنة بريف مدينة كوباني، مظلوم عبدي لإعادة طفله إلى كنف العائلة لصغر سنه، حيث خطفته عصابات الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر.
وأدانت منظمات حقوقية وشبكات حقوق إنسان كوردية هذه الظاهرة المتصاعدة، معبّرة عن قلقها البالغ من تصاعد حالات اختطاف الأطفال القُصَّر، خاصة الفتيات، من قبل هذه العصابة الآبوجية، حيث يُنتزع هؤلاء الأطفال من أحضان عائلاتهم ويُخفَون في أماكن مجهولة، دون تقديم أية معلومات لأسرهم عن مصيرهم، وفق بيان هذه المنظمات الحقوقية الكوردية.
وذكرت هذه المنظمات في بيانها “لقد حصلنا على قوائم بأسماء عدد من القاصرين والقاصرات الذين تم اختطافهم ووثّقناها، وما زال العدد الحقيقي غير معروف، نظراً لتعرّض العديد من الأهالي للتهديد في حال إعلان اختطاف أطفالهم، في حين يُخدع البعض الآخر بوعود كاذبة مفادها أن أبناءهم سيعودون بعد فترة قصيرة…” منوّهة إلى أن هذه الممارسات “نُذكّر بأن هذه الممارسات تُعدّ جرائم بموجب القوانين والمواثيق الدولية…”.
وأضاف البيان “إننا، وفي الوقت الذي نستنكر فيه هذه الانتهاكات المستمرة بحقّ الأطفال، نطالب بما يلي:
1- إعادة جميع الأطفال المختطفين إلى أسرهم فوراً، دون قيد أو شرط أو تأخير.
2- محاسبة كلّ من تورّط في خطف القاصرين وتجنديهم، وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
3- إدانة استمرار عمليات اختطاف وتجنيد الأطفال من قبل “جوانن شورشكر” أو “الشبيبة الثورية”، واعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
4- دعوة المجتمع الدولي، والأمم المتّحدة، والمنظمات الحقوقية، إلى ممارسة الضغوط اللازمة لضمان احترام الالتزامات الدولية بحماية الأطفال.
5- حثّ قوات سوريا الديمقراطية على الوفاء بتعهداتها، ومنع هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
واختتم البيان بـ “إن حماية الأطفال وضمان حقوقهم واجبٌ إنساني وأخلاقي وقانوني. ولن نصمت عن هذه الجرائم التي تستهدف مستقبل أبنائنا”.
المنظمات المُعدّة للبيان:
– الشبكة الكوردية لحقوق الإنسان في سوريا.
– منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف.
– منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا (روانكه).
– اللجنة الكوردية لحقوق الإنسان في سوريا – راصد.
– المنظمة الكوردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD).
جديرٌ بالذكر، يتزامن تصعيد عصابة الشبيبة الثورية الآبوجية لعمليات خطف الأطفال والقُصر بهدف تجنيدهم وإلحاقهم بصفوف قوات الحزب مع دعوة زعيم الحزب المسجون بإمرالي، عبد الله أوجلان، لحلّ الحزب وإلقاء سلاحه والانخراط في عملية السلام، ما يطرح تساؤلات جدية عن مدى استعداد الحزب ونيته فعلاً للاستجابة لنداء زعيمه.