لقد واجهنا العديد من الصعوبات والمتاعب والمعوّقات خلال السنوات الست الماضية منذ أن بدأ موقعنا (داركا مازي-Darka Mazi) بمهام النشر، فقد تعرّض موقعنا لآلاف الهجمات الإلكترونية، وتم تنفيذ هذه الهجمات من قبل الأعداء وكذلك من قبل بعض الكورد الذين يعتبرون أنفسهم وطنيين، لكن هدف كلا الطرفين كان هو الهدف نفسه. ألا وهو إسكات صوت الحق لموقع “داركا مازي” وخلق عقبات ووضع عراقيل أمامه مسيرته، فتمّ إغلاق العديد من حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (الفيسبوك) حيث تمّ حذف العديد من صفحاتنا على هذا الموقع، وتم حظر موقعنا على الإنترنت في تركيا بقرار من المحاكم التركية، لكننا لم نستسلم، بل زادنا الأمر إصراراً وعزيمة وغرادة، ففي السنة الأولى وحدها من انطلاقتنا، تمّ حظر موقعنا في تركيا، كما تمّ حظره ومنعه وعرقلته في إيران. لكنّنا لم نتوقف إلى يومنا هذا، ولم ولن نستسلم…
المثير للاهتمام هو أنّنا عندما تابعنا مراكز هذه الهجمات اتّضح لنا أن مراكز هذه الهجمات الإلكترونية على موقعنا هي إيران وتركيا وبلجيكا وفرنسا. ونحن نتفهّم سبب هجمات إيران وتركيا. ولكن استغربنا الهجمات المنطلقة من فرنسا وبلجيكا، لأنّنا لا نكتب بلغاتهم ولا نعادي أي دولة منهما بل لم نأت إلى ذكر هذه الدول يوماً ما، حتّى اتّضح لنا وتأكّد أن الهجمات التي تنطلق من فرنسا وبلجيكا يقوم بها حزب العمال الكوردستاني بكك وأنصاره ومريديه.
كما قلنا، منذ شهر شباط، قامت تركيا بحظر حساباتنا وصفحاتنا وبالأخص على منصة (X-تويتر سابقاً) كما تمّ حظر موقعنا أيضًا بقرار من المحكمة، بمعنى أنه خلال شهرين، اجتمعت المحاكم التركية عدة مرات لإغلاق موقع “داركا مازي”، يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه عشرات المؤسّسات الإعلامية ومنصات الصحافة والإعلام التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك بالنشر في تركيا، مثل صحيفة يني ياشام، ووكالة ميزوبوتاميا وغيرها من المؤسّسات البككية بالنشر والإعلام بحرية مطلقة كما تفعل منذ سنوات وأعوام!
وعلى الرغم من أن موقع “داركا مازي” محظور في تركيا، إلا أن حزب العمال الكوردستاني بكك وأنصاره ومريديه يتّهموننا بالعمالة والتبعية منذ اليوم الأول من عملنا، فيقولون: “أنتم أتباع المخابرات التركية! أنتم عملاء وجواسيس! المخابرات التركية تدعمكم بالأموال…!!” وما إلى ذلك من الاتهامات الباطلة، فيا تُرى: هل هذا منطقي؟ هل من المعقول أن تدعمنا المخابرات التركية بالأموال من جانب، بينما تقوم المحاكم التركية بحظرنا من جانب آخر؟!! كلّا، الكلّ يعرفون السبب، لكن الآبوجيين لا يتقبّلون هذه الحقيقة، لأننا نكشف الوجه الحقيقي لحزب العمال الكوردستاني بكك من دون أقنعة، ذاك الحزب الخائن البائع للأرض والوطن… وهذا ما يقف أيضاً وراء محاربة الدولة التركية لموقعنا وحظره ومحاولة إسكاته بشتى الوسائل والطرق.
الجيد في الأمر هو أننا لسنا في تركيا، بل نقوم بمهام النشر في أوروبا. ولو كنا في تركيا لتمّ اعتقال جميع محرّرينا وكوادرنا من قبل المخابرات التركية، فالدولة التركية لم ولن تمنحنا الحرية التي منحتها لصحافة وإعلام حزب العمال الكوردستاني بكك على الإطلاق، وهذا وحده كافٍ لأنّ يعرف المرء من يناضل من أجل الكورد وكوردستان، ومن هو مأجور للدولة التركية وغيرها من دول الاحتلال ويعمل لصالحها ويخدمهم!
العديد من المسؤولين الإعلاميين لحزب العمال الكوردستاني بكك في باكور كوردستان يحملون جوازات سفرهم التركية وينتقلون بها إلى السليمانية ومنها إلى قنديل، كلّ عام، ويلتقون هناك بمسؤولي وأعضاء الهيئة الإعلامية لحزب العمال الكوردستاني بكك، أمثال مصطفى قره سو، ويعدّون معهم لقاءات وحوارات… دون أن يقول لهم أحد هذا ممنوع ومحظور! نعم، قد تقوم الدولة التركية في بعض الأحيان باعتقال بعض الأشخاص الضعفاء، لكن الوضع مختلف تمامًا بالنسبة لأولئك الذين يديرون هذه الأعمال ويقودون هذه النضالات، إذ يستطيع الأشخاص المسؤولون والقياديون في وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكوردستاني منذ عشرين عاماً من التنقل بسهولة وأريحية بين ديار بكر وإسطنبول والسليمانية. فالسؤال المطروح هنا هو: هل هذا شيء طبيعي؟!
تهدف الدولة التركية إلى تحويل الكورد إلى أعضاءً ومريدين وداعمين وأنصار لحزب العمال الكوردستاني بكك. فهناك حقيقة تأريخية يجب على الجميع رؤيتها ومعرفتها، و”داركا مازي” يكشف هذه الحقائق وبالأدلة والبراهين، وهذا ما أثار امتعاض هذين الطرفين (الدولة التركية-حزب العمال الكوردستاني بكك)، فكلا الطرفين ما زالا يسعيان ويحاولان خداع الشعب الكوردي عموماً وشعب باكور كوردستان خصوصاً، ونحن نقف ضدّ هذه المساعي والمحاولات، ونسعى جاهدين لإيقاظ الشعب من سباتهم ونومتهم العميقة، وهذا ما دفع بكلا الطرفين إلى معاداتنا ومحاربتنا بشتّى الوسائل والطرق، ومحاولة منعنا من الوصول إلى مبغانا وهدفنا في يقظة شعبنا، وكشف وجوههم الحقيقية دونما أي اقنعة للشعب الكوردي.
منذ صناعة حزب العمال الكوردستاني وتأسيسه، أجبرت تركيا وحزب العمال الكوردستاني بكك معاً الكوردَ على قبول تأريخ مزيّف ومحرّف، فقد فرضت الدولة التركية بشكل متعمّد ومنهجي على كورد باكور كوردستان أن يصبحوا آبوجيين، وهي بسياستها هذه نجحت إلى حدّ بعيد في محكومية الكورد لحزب العمال الكوردستاني بكك، وجعلت تركيا من حزب العمال الكوردستاني بكك وأوجلان بمثابة مقدّسات في باكور كوردستان، ولم يعد باستطاعة أحدٍ انتقاد أوجلان أو حزبه، وكانت هذه سياسة واستراتيجية مشتركة لكلٍ من الحزب-الدولة التركية، وللأسف الشديد، لم تقدر الحركات السياسية الكوردية خارج أطر حزب العمال الكوردستاني بكك في باكور كوردستان من الوصول إلى الشعب والجماهير، ولم تتمكّن من إنهاء هذه اللعبة والقضاء عليها وكسر قواعدها، وحتى الآن، فكلّ من يغرّد خارج سرب حزب العمال الكوردستاني بكك في باكور كوردستان، من المثقفين والكتاب والمجموعات والمنصات… مستهدفون من قبل بكك والدولة التركية على حدّ سواء.
لكنّنا لن نتراجع أبداً، بل سندعم في كافة أجزاء كوردستان الأربعة تلك السياسات المناهضة المعادية للاستعمار وتلك النضالات التحرّرية للكورد، سنقف ضدّ النماذج والقوالب الفكرية المنحرفة والخاطئة والمغلوطة والمعوّجة والفاسدة المفروضة على الكورد، وسياسات الحرب الخاصة، واستراتيجيات صناعة الكورد الموازين والبدلاء (فاقدي الهوية-منعدمي الكوردايتية) من قبل المستعمرين المحتلين، سنواصل كتاباتنا وتقييماتنا حول الأحداث التاريخية غير المعروفة والحلقات المفقودة من تأريخنا، وإعادة تفسيرها وتقييمها من جديد، وغور العلاقات السرية والخفية والمظلمة لحزب العمال الكوردستاني بكك والدولة التركية. وسنقول ونكشف لشعبنا وأمّتنا كلّ تلك الأشياء التي لا تقال.
فلتهاجمنا الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني بكك واي كان… وليحظروا موقعنا الإلكتروني، لكنهم لا يستطيعون استسلامنا وكسر إرادتنا وإبعادنا عن هذا الطريق المقدس. سنقف كما في السابق بل وبإصرار وعزيمة أشدّ ضدّ غزاة كوردستان ومحتلّيها، وسنكتب عنهم ونكشف حقيقة وجوههم المزيفة ونزيل عنها أقنعتها فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ونكشف أقنعة مرتزقة ومأجوري المحتلّ لشعبنا، وسنواصل هذه المسيرة المباركة ما دمنا أحياء، وحتّى لو استطاعوا حظر عموم حساباتنا ومواقعنا سنواصل هذا النضال المبارك الذي لا يقلّ عن النضال المسلح من أجل تحرير كوردستان بأي ثمن كان ولو كان بدمائنا وارواحنا…
لا ينبغي لأحد أن ينحني أو يطأطأ رأسه أمام المشروع الاستعماري الاحتلالي القاضي بـ “إكراه الكورد على تحويلهم لـ بككيين-آبوجيين”، لن نستسلم أمام المحتل ولن ننحني رؤوسنا، ويجب على كلّ من يعمل ويناضل من أجل القضية الكوردية وكوردستان ألّا ينحني تحت أي ضغط كان أو هجمات… فالمسير نحو الأمام ولا تراجع ولا استسلام…