ممد مێرديني
انعقد المؤتمر الثاني عشر الطارئ لحزب العمال الكوردستاني بكك، استجابة وتلبية لدعوة أوجلان في إطار شعار “تركيا بلا إرهاب” تلك المبادرة التي أطلقها زعيم الحركة القومية في تركيا، دولت باخجلي. وقد أعلن العمال الكوردستاني خلال المؤتمر حلّ نفسه وفسخه وإنهاء أنشطته العسكرية بل وإنهاء الكفاح المسلّح برمّته، وإنهاء أي أنشطة كانت مستقبلاً تحت اسم حزب العمال الكوردستاني بكك، وحلّ وتفكيك جميع الهياكل والكيانات والتنظيمات التابعة للحزب، وتمّ إعلان ذلك أمام الشعب والرأي العام، وقد كان موقف الحزب هذا واضحًا للجميع وأمام مرأى العالم أجمع، ولكن مع ذلك، يسعى حزب العمال الكوردستاني جاهداً لخداع الكورد بالكذب والدجل من خلال منشورات لأتباعه وأذياله على وسائل التواصل الاجتماعي دون أدنى حجل! في محاولة منه لتصوير هذه الهزيمة بمظهر إنجاز ومكسب عظيم، فليُخلّد التاريخ في ذاكرة الشعب!
نعم، اتُخذت هذه القرارات بوضوح تام لا لبس فيه خلال المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني، وكشف حزب العمال الكوردستاني نفسه في بيانه الختامي للمؤتمر هذه القرارات، قائلاً: “قرّر المؤتمر حلّ حزب العمال الكوردستاني وإنهاء الكفاح المسلّح على أن يتمّ قيادة المرحلة الفعلية من قبل القائد آبو، وإنهاء أي أنشطة كانت تحت اسم حزب العمال الكوردستاني…” ولكن مع ذلك، يسعى حزب العمال الكوردستاني جاهداً إلى خداع الشعب الكوردي عمومًا وأنصاره وأتباعه خصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وإيهامهم بأن هذه العملية تجري خارج نطاق رغبة ومطلب أوجلان! وأنه لا يريد التخلّي عن السلاح ونزع سلاح الحزب…! لذلك، يمارس الحزب لعبة خبيثة قذرة يحاول من خلالها إخفاء الوجه الأسود لخيانة زعيمه أوجلان من خلال حملة قاتمة قائمة على نشر الأكاذيب والافتراءات!
فبعد قراءة البيان الختامي للمؤتمر، أطلق حزب العمال الكوردستاني بكك وبشكل منهجي حملة كذب وافتراء ودجل من خلال أتباعه وأذياله على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها “قال أوجلان: إذا أُمرتم يوماً باسمي للتخلّي عن السلاح أو إلقاءه… فاعلموا آنذاك أنني لست من أمر بذلك، فالشرق الأوسط مائدة للذئاب وإذا لم تكن ذئبًا، فلا مكان لك على تلك المائدة، فحتّى إذا تخلَّى رجال الكورد عن أسلحتهم، فليس للنساء الكورديات أن تتخلّين عن أسلحتهن وتنزلن من الجبال… إلخ”. ولكن أي شخص يعرف حزب العمال الكوردستاني عن كثب يعرف جيداً أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حزب العمال الكوردستاني تبييض وجهه ووجه زعيمه الأسود المظلم، فحزب العمال الكوردستاني وصل إلى قناعة أن نهايته بدأت بل اقتربت، ولكن رغم كلّ هذا يحاول خداع الكورد وتضليلهم وتصوير نفسه على أنه حزب كوردستاني وأن زعيمه زعيم كوردي…
الوطنية والقومية ليستا أشياءً يمكن إثباتها بالأكاذيب والافتراءات، فالوطنية ترتبط بل وتُبنى على أفعال ومواقف الأفراد والأحزاب. ليس بإمكان أحد أو حزب وطرف أن يمارس الخيانة ويخفي خيانته تحت ستار الكذب والدجل، فحبل الكذب قصير ونهاية الكذب الفضيحة والعار، واليوم، ومن خلال عملية السلام أو الحلّ أو مشروع تركيا خالية من الإرهاب… تمّ فضح حقيقة حزب العمال الكوردستاني بكك وسقط القناع عن هذا الوجه المظلم القاتم، وانكشف الوجه الحقيقي لحزب العمال الكوردستاني، المعبّر عن خيانة استمرت على مدى 52 عامًا من أي وقت مضى ولا يمكن إخفاؤه بالكذب والتضليل…
وكذلك عندما عاد أوجلان إلى حضن تركيا عام 1999، قال وهو ما زال على متن الطائرة: “أمي تركية أيضًا. إذا أتيحت لي الفرصة، فسأخدم بلدي، تركيا…إلخ”. وكذلك عندما انتشرت تسريبات ومقاطع فيديو لأوجلان في إمرالي كان قد سجّلها وصوّرها سرًا مسؤول في جهاز الاستخبارات الوطنية التركية، وهو يقول: “ساعدوني على احتلال أربيل، بارزاني يريد بناء إسرائيل ثانية في المنطقة…إلخ”، شنّ حزب العمال الكوردستاني حملة دعائية وزعم أنّ هذه الفيديوهات مفبركة ومُعدّلة، وأن أوجلان لم يقل شيئًا من هذا القبيل! آنذاك، لم يكن مستغرباً أن يصدق أحدٌ دعاية حزب العمال الكوردستاني هذه، ولكن، أن تعيش اليوم في عام 2025 ولا تستطيع لغاية اليوم التمييز بين الأكاذيب والحقائق. وأن يستطيع حزب العمال الكوردستاني من التلاعب بعقلك وفكرك، وأن يجعلك تُصدّق أكاذيبه وافتراءاته ودجله فالحقّ هذا أمرٌ غاية في العجب والاستغراب!
فمنذ بداية هذه العملية، أدلى أوجلان بعدة تصريحات. وحتى اليوم، يقول مسؤولو وقيادات حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) وحزب العمال الكوردستاني بكك أنهم يتبعون ويتبنّون تصريحات أوجلان وقراراته، لكن رغم كلّ هذا يحاول حزب العمال الكوردستاني بكك خداع الكورد بأكاذيب على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إخفاء خيانته وخيانة زعيمه!
يجب على الكورد أن يقولوا لحزب العمال الكوردستاني بكك كفى لهذه الأكاذيب والألاعيب الخبيثة القذرة… يكفي هذا. لن نصدّق أكاذيبكم بعد، نعم، ينبغي على الكورد ألّا يصدقوا أكاذيب وافتراءات حزب العمال الكوردستاني بعد الآن، كما ويجب على الجميع أن يصدقوا ويقتنعوا أن حزب العمال الكوردستاني ليس حزبًا كورديًا ولا كوردستانياً، بل هو حزب تركي أسّسته الدولة التركية لدمار الكورد وخرابهم…
نعم، قرّر حزب العمال الكوردستاني التخلّي عن سلاحه، لكنّه لا يستطيع أبداً التخلي عن سلاحه الأساسي، ألا وهو “الكذب والافتراء والزيف والبهتان…” ويكفّ عنه، لأنه حزب قائم على أساس الكذب والباطل والزيف… وكما قال آباء الكورد وأجدادهم: ” Geya şîn dibê ser koka xwe- ينبت العشب على جذوره “أصله” (كناية فيمن كان وضيعاً ويسعى أن يكون له شأن بطبعه وسلوكه الرديء) فكذلك جذور حزب العمال الكوردستاني بكك هي الكذب والزيف لهذا يعيش دوماً على هذه الخصال السيئة…