خلال مقابلة في برنامج خاص على قناة (Medya Haber TV) التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك، والتي تُذاع في أوروبا، قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) مصطفى قره سو، العديد من القضايا على الساحة تركيا والشرق الأوسط، بما في ذلك مسالة نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك وحلّه، كما قيّم قره سو كونفرانس وحدة الموقف والصف الكوردي في روجآفا كوردستان والذي انعقد في 26 نيسان بمدينة قامشلو في روجآفا كوردستان، وأدلى بتصريحات استفزازية هدّامة متّهما خلال حديثه المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) بالعمالة والارتزاق!
ونشرت وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك تصريحات قره سو على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، لكن المثير للانتباه هو أن قناة (Medya Haber TV) البككية عادة ما تنشر مقابلاتها مع قادة العمال الكوردستاني في فيديوهات قصيرة على منصة (X) لكنّها هذه المرة نشرت المقابلة كاملة حتّى على هذه المنصة! كما أن وسائل إعلام بكك لم تنشر بعض الأمثلة التي ذكرها قره سو خلال المقابلة!
قره سو: عندما لم يبق أمام المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) أي خيار آخر، اضطروا إلى إجراء لقاءات الوحدة!
خلال المقابلة، تحدّث قره سو حول العديد من القضايا مثل قضية صحة سري سريا أوندر، عضو وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ونائب رئيس البرلمان التركي الذي يُعرف بوفد “إمرالي” وكونفرانس روما الذي عقد من أجل حرية زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك المسجون عبد الله أوجلان، وفي ختام مقابلته أثار قره سو بعض القضايا والتي تُعتبر في نظره قضايا غير مهمة وثانوية كقضية انعقاد كونفرانس وحدة الموقف والصف الكوردي في روجآفا كوردستان، كما استخدم قره سو خلال حديثه كلمات من شأنها اتّهام المجلس الوطني الكوردي في سوريا بالارتزاق ودعم المحتل والتعاون معه… والتي من شأنها أن تقلّل من شأن المجلس وتشوّه صورته.
فقال قره سو: “وفي السياق نفسه فأنَّ المؤتمر الذي عقد كان مهماً ومن المهم من هذا المنظور، يُسمى مؤتمر “وحدة الصف والموقف الكردي”، وهذا جيد للغاية، ولكن الأمر مهم أيضاً من هذه الرؤية؛ في السابق، اتحدت مجلس الوطني الكردي -سوريا مع المرتزقة، واتحدت مع الهجمات الاحتلالية لدولة الاحتلال التركي الفاشية، بمعنى آخر، كانوا يعارضون الثورة في روج آفا، وكانوا معادين لإقليم شمال وشرق سوريا، لكن بعد ذهاب الجولاني إلى دمشق، انهار التحالف الذي كان جزءاً منه، ولم يكن أمامهم خيار آخر، فحاولوا التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي، والأطراف أخرى الموجودة هنالك، ينبغي أن يُفهم بهذا الشكل.
وهنا أظهر كل من حزب الاتحاد الديمقراطي وشعب شمال وشرق سوريا نهجاً بناءً ومتفهماً حقاً، حتى الأمس كانوا يعادون ويدعمون المحتلين ويدعمون احتلال عفرين ويدعمون احتلال سري كانيه ويدعمون دولة الاحتلال التركي الفاشية ويدعمون المرتزقة، لقد كانوا بالفعل في تحالف مع تلك الجماعات المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي، لكن بعد انتهاء تلك العملية، وجدوا الأمر مستحيلاً، واضطروا إلى عقد اتفاق مع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي، والأطراف الأخرى.
ولم ترفض الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا وشعبها والكرد هذه الأمور، قالوا بما أنّهم انسحبوا من الائتلاف، وبما أنَّهم لن يستمروا في موقفهم السابق، وبما أنَّهم لن يدعموا احتلال دولة الاحتلال التركي كما في السابق، ولن يقفوا إلى جانب تلك الجماعات الارتزاقية، وإذا وقفوا مع الكرد، فهذا أمر جيد للغاية، لذلك فقد رحب الكرد بهم، ينبغي تقييم هذا المؤتمر على هذا الأساس. سيكون من الجيد لو اتحدوا بهذا الشكل، ولو أنَّ قسماً من الكرد يكف عن الانحياز إلى القوى التي تقاتل ضد النضال المستمر هنالك وضد مكاسب روج آفا وأن يقف إلى جانب الكرد، ومن هذا المنظور…”.
مصطفى قره سو: هدف الوحدة الكوردية ليس المطالبة بالحقوق الكوردية!
وزعم مصطفى قره سو خلال حديثه أن المؤتمر عقد بمبادرة من أوجلان، ولم يتطرّق إلى جهود ومساعي الرئيس بارزاني من أجل الوحدة الكوردية، كما أشار قره سو إلى أنه ينبغي لهذا المؤتمر ألّا يقف على الحقوق الوطنية-القومية للكورد، فقال: “وإذا تذكرون، عندما أطلق القائد مثل هذه العملية في عام 2014، دعا إلى عقد مؤتمر وطني كردي، وهذه العملية هي مثل ذلك أيضاً، وبطبيعة الحال، هذا مهم أيضاً، والجدير بالذكر فأنَّ دولة الاحتلال التركي هي العدو الأكبر للمؤتمر الكردي والوحدة الكردية، ولذلك فإنَّ هذه الدعوة التاريخية التي وجهها القائد آبو لتحسين العلاقات مع تركيا سهلت عقد مؤتمر مشترك بين الكرد، ولذلك وجدنا المؤتمر إيجابياً، وقد شكلوا وفداً مشتركاً، إنَّه إيجابي، وعندما يفعلون ذلك، عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار ديمقراطية كل أنحاء سوريا، نعم يجب حماية الشعب الكردي، ولكن يجب على الكرد أيضاً أن يلعبوا دورهم في عملية التحول الديمقراطي في سوريا، فإذا قال الكرد “هذا حقوقنا” أو إذا لم تكن سوريا ديمقراطية، فهذا ليس له معنىً كبير، إذا لم يكن النظام ديمقراطياً في المستقبل، فإنَّه سيتحالف مع البعض ويهاجم الكرد مرة أخرى، ولذلك، ينبغي لهذا المؤتمر أن يعمل على بناء الوحدة الكردية والتأكيد على التحول الديمقراطي في سوريا، ويجب أن يلعب دوره”.
إخفاق وفشل خطّ حزب العمال الكوردستاني في سوريا
من الصحيح القول بأن مواقف مصطفى قره سو في رؤية روجآفا كوردستان كـ “ملك” لحزب العمال الكوردستاني والتقليل من أهمية وشأن لقاءات وحوارات الوحدة الكوردية يهدف إلى إخفاء ممارسات حزب العمال الكوردستاني السابقة وكذلك خلق العراقيل والعقبات أمام مفاوضات تحقيق وحدة الصف الكوردي المستقبلية. كما أن عدم ذكر قره سو لجهود ومساعي الرئيس بارزاني ونضاله من أجل روجآفا بعد سقوط نظام الأسد وانهياره إشارة إلى استياء العمال الكوردستاني وعدم شعوره بالارتياح.
ومع اندلاع الأزمة السورية، التي تزامنت مع الربيع العربي، أصبح حزب العمال الكوردستاني بكك جزءاً من مشروع الهلال الشيعي الإيراني، وشكّل تحالفاً مع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق ونظام الأسد في سوريا. وبدلاً من النضال المشترك مع المعارضة السورية، تعاونوا مع نظام الأسد وأطالوا بقاءه طيلة 13 عاماً. وكثيراً ما صرّح قادة حزب العمال الكوردستاني أمثال باهوز أردال ومصطفى قره سو وجميل بايك بتصريحات مثل “بدوننا، لا يمكن لنظام الأسد البقاء على قيد الحياة، أو ستنفّذ عملية ضدّ إيران…”وكشفوا عن تطلّعاتهم ووجهاتهم، ومع سقوط نظام الأسد، تعرّضت الدولة الإيرانية لهزيمة كبيرة نكراء كما وأفلست سياسة حزب العمال الكوردستاني في روجآفا كوردستان.
كذلك، ورغم أن المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) كان شريكاً وحليفاً للمعارضة السورية، إلا أنه لم يدعم احتلال عفرين وسري كانيه.
فمنذ بداية العملية، دأب حزب العمال الكوردستاني بكك على مضايقة وإغضاب دول مثل الولايات المتّحدة وفرنسا التان حاولتا على جميع الأصعدة جمع الكورد تحت مظلّة واحدة، وهدم صرح لقاءات الوحدة الكوردية ودمّرها.
قره سو: لا انعقاد للمؤتمر بدون القائد
وطالب قره سو أسوة بباقي قادة الحزب الحرية الجسدية لأوجلان كشرط لانعقاد المؤتمر واتّحاذ قرار حلّ الحزب.
وأكّد قره سو أنهم استجابوا للدعوات القائلة “ليقوم حزب العمال الكوردستاني بعقد مؤتمره وحلّ نفسه” مستدركاً بالقول: “ولكن يجب تهيئة الظروف التي تمكن من عقد هذا المؤتمر بطريقة سليمة، ولقد قلنا من قبل أن مؤسّس هذا الحزب هو القائد آبو، ولقد قالوا ذلك بأنفسهم… وفي هذا الصدد، لا يمكن لحزب العمال الكوردستاني اتّخاذ مثل هذه القرارات دون انعقاد المؤتمر، وحتى إذا عقد حزب العمال الكوردستاني مؤتمره ولم يحضره القائد، فلا يمكنه اتّخاذ مثل قرار من هذا النوع، ولهذا، فإنه ينبغي أن يشارك القائد بفعالية…”.