أطلق حرس الحدود الإيراني النار على مجموعة من العتالين الكورد في منطقة ساولاوا الحدودية الجبلية بروجهلات كوردستان-كوردستان إيران، صباح أمس الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد أحد العتالين الكورد وإصابة آخر بجروح خطيرة، وفقًا لمنظمة حقوقية.
وقد أكّدت منظمة هنگاو لحقوق الإنسان في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، ومقرّها النرويج، أمس الثلاثاء، أن الضحية هو شاب كوردي يُدعى (كوروش مرادي) وهو عتال من قرية سيبيدار في ساولاوا أصيب برصاصة في رقبته وتوفي على الفور. كما أصيب زميل آخر له ويُدعى (رزگار وته ندوست) وهو أب لطفلين- بعدة طلقات نارية، ونُقل إلى مستشفى في مدينة مريوان، حيث لا يزال في العناية المركزة وحالته حرجة.
شهود عيان أفادوا منظمة (هنگاو) أن العتالين كانوا عزلًا ولم يكونوا ينقلون أي بضائع عندما استهدفتهم حرس الحدود المتمركزون في المنطقة.
ورغم الإدانات المتكرّرة من منظمات حقوق الإنسان، تواصل سلطات الملالي في إيران تصنيف العتالين كمهرّبين، ولم تتّخذ أي خطوات ملموسة لمراجعة سياساتها المتعلقة بفرض الأمن على الحدود.
ووفقًا للبيانات التي جمعتها منظمات حقوق الإنسان، يُقتل ويُصاب العشرات من العتالين سنويًا بنيران مباشرة من حرس الحدود أو ألغام أرضية أو أحوال جوية قاسية. وتصنّف منظمة هنگاو ومنظمات حقوقية أخرى الاستهداف الممنهج للعتالين الكور من قبل السلطات الايرانية بأنه جزء من نمط أوسع من التمييز والقمع ضدّ الشعب الكوردي في إيران.
ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن استخدام القوة المميتة ضدّ المدنيين العُزّل في هذه المناطق ينتهك القانون الدولي، ولم تُلبَّ دعوات طهران للمساءلة حتى الآن.
و قتل أكثر من 63 عتالاً كوردياً، وأصيب 284 آخرين خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، أثناء نقلهم البضائع في المناطق الحدودية والطرق الجبلية بين روجآفا كوردستان وإقليم كوردستان.
وقالت منظمة “هانا” لحقوق الإنسان (وهي منظمة كوردية إيرانية ترصد انتهاكات حقوق الانسان في إيران) في تقرير لها أن “غالبية القتلى والجرحى من العتالين سقطوا إثر تعرّضهم لنيران مباشرة من قبل الجيش وحرس الحدود الإيراني، بينما كانت الانهيارات الثلجية والتجمّد وانفجار الألغام والسقوط من المرتفعات وحوادث السير، سببا لمقتل واصابة آخرين منهم”.
والعتالون أو “كولبر” كما يسمّون باللغة الكوردية، هم كادحون من المواطنين الكورد في روجهلات كوردستان-كوردستان إيران، اضطرّوا بسبب البطالة وندرة فرص العمل والأوضاع الاقتصادية الصعبة في روجهلات كوردستان للتوجّه للمناطق الحدودية لنقل الأحمال الثقيلة على ظهورهم عبر طرق جبلية وعرة بين إقليم كوردستان وروجهلات كوردستان-كوردستان إيران، مقابل مبالغ مالية زهيدة لتأمين قوت عائلاتهم اليومي، وغالباً ما يتعرّضون لإطلاق النار من قبل حرس الحدود الايراني (85.5%) حيث يستشهد ويُصاب العشرات منهم كلّ عام، فيما يتجمّد البعض منهم من البرد عندما تتقطع بهم السبل في الطرق الجبلية خلال فصل الشتاء، ويتردّى بعضهم من المرتفعات الشاهقة، في رحلة تدوم لأكثر من 12 ساعة من جانب على آخر!