اعتقلت السلطات التركية، فجر السبت، ثلاثة رؤساء بلديات ينتمون إلى أحزاب معارضة رئيسية في تركيا على رأسها حزب الشعب الجمهوري، في إطار حملة أمنية واسعة بزعم ملاحقة متّهمين بالضلوع في قضايا مرتبطة بالجريمة المنظمة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وأفادت وكالة “الأناضول” الرسمية للدولة التركية، أن قوات الأمن التركية أوقفت كلاً من زيدان كرالار، رئيس بلدية أضنة، وعبد الرحمن توتديري، رئيس بلدية آديامان، فيما ذكرت صحيفة “سوزجو” المعارضة أن رئيس بلدية أنطاليا قد اعتُقل أيضاً، دون إعلان رسمي من السلطات حول اسمه أو التهم الموجهة له.
تأتي هذه الاعتقالات بعد سلسلة توقيفات استهدفت مسؤولين محلّيين معارضين خلال الأشهر الماضية، كان أبرزها مداهمات في بلديتي إزمير مطلع الشهر الجاري، ومدينة إسطنبول في أبريل/ نيسان الماضي، في إطار تحقيقات مماثلة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في سياق تصاعد التوتر السياسي بين الحكومة التركية والمعارضة، لاسيما في أعقاب الانتخابات البلدية الأخيرة التي حقّقت فيها المعارضة مكاسب واسعة في عدد من المدن الكبرى.
وتواجه السلطات التركية انتقادات محلية ودولية واسعة بشأن ما تصفه المعارضة بـ “استغلال القضاء والأجهزة الأمنية لتصفية الخصوم السياسيين”.
ولم تصدر وزارة الداخلية التركية حتى الآن بياناً رسمياً يوضّح تفاصيل التهم الموجّهة أو مسار التحقيقات الجارية بحقّ المعتقلين.
وكانت تركيا شهدت خلال الأعوام الأخيرة موجات اعتقالات طالت معارضين سياسيين وناشطين حقوقيين وإعلاميين، بتهم تتعلّق بالإرهاب والجريمة المنظمة.
في حين تعتبر منظمات حقوقية دولية أن هذه الإجراءات تندرج ضمن تضييق ممنهج على الحريات السياسية.