تشهد محافظة السويداء تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الإنسانية مع دخول الاشتباكات يومها الثاني، بين قوات تابعة لوزارة الدفاع السوريّة وعناصر من عشائر البدو من جهة، والمسلّحين المحلّيين الدروز من جهة أخرى.
وخرجت العديد من خطوط الكهرباء الرئيسية عن الخدمة، ما أدّى إلى انقطاع للتيار الكهربائي في أحياء مدينة السويداء وريفها الغربي، بالتوازي مع توقف محطات ضخ المياه، ما حرم الأهالي من المياه منذ صباح أمس.
بالتوازي مع إغلاق المحال التجارية، حيث تشهد الأسواق في مدينة السويداء شللاً شبه كامل، حيث أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها خشية استهدافها بالقذائف أو السرقة، وسط نزوح عدد كبير من العائلات من المناطق القريبة من خطوط التماس، خاصة في بلدات المزرعة، كناكر، والثعلة.
تُسجَّل مخاوف حقيقية من نفاد المواد الغذائية الأساسية والأدوية، في ظلّ تعذّر إيصال الإمدادات من خارج المحافظة بسبب التوتر الأمني وإغلاق الطرقات الرئيسية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة الاشتباكات في محيط مدينة السويداء من الجهة الغربية.
وبلغ عدد قتلى الاشتباكات والإعدام الميداني في السويداء منذ صباح الأحد 13 تموز، 203 قتيلا وهم:
71 من أبناء محافظة السويداء بينهم 4 أطفال وسيدتين.
111 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام بينهم 18 من البدو.
21 بينهم 3 نساء، أعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.
وقبل قليل أشار المرصد السوري إلى وصول تعزيزات عسكرية لقوات وزارة الدفاع إلى محيط السويداء، كما شوهدت أرتال عسكرية لقوات وزارة الدفاع تتجه من حماة وحمص نحو دمشق، بالتوازي مع معلومات عن وجود قوات محاصرة في السويداء.
وسقطت قذائف هاون في الأحياء السكنية بمدينة السويداء مصدرها تجمعات عشائر البدو وقوات وزارة الدفاع في محيط المدينة، التي تحاول التقدم من عدة محاور.
واستهدفت القذائف حيّ المسلخ وحيّ الجلاء وطريق الكوم وبلدة رساس بالإضافة إلى سقوط قذائف على بلدة قنوات.
وارتكبت قوات تابعة لوزارة الدفاع انتهاكات جسيمة في محافظة السويداء، كما تمّ الاعتداء على أماكن عبادة مثل كنيسة مار ميخائيل بالسويداء بقرية الصورة الكبيرة إضافة إلى الإهانات الموجهة للمواطنين من الطائفة الدرزية، والاعتداء على كراماتهم وممتلكاتهم، في مشهد يعيد إلى الأذهان الانتهاكات التي جرت في الساحل خلال آذار الماضي، وممارسات سابقة شهدتها مناطق سورية أخرى.
وسيطرت فصائل السويداء الدرزية على مناطق واسعة في المدينة بالتوازي مع توافد الفصائل المحلّية إلى وسط المدينة.
وكانت قد دارت اشتباكات في محيط مشفى السويداء ومبنى المحافظة، أفضت إلى سيطرة الفصائل المحلية على تلك النقاط.
كما جرى الاعتداء على كوادر مراكز طبية كانت تقدّم خدماتها للمصابين، وجرى الاعتداء على المباني الحكومية.
تأتي هذه الأفعال في سياق الانتهاكات المستمرة التي تُرتكب بحق أبناء المحافظة، وسط صمت رسمي، وغياب أي رادع قانوني يمنع تكرار هذه الجرائم بحق السكان المحليين.
القصف الإسرائيلي…
من جانبها، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات على طريق الثعلة والشقراوية في ريف السويداء، اللواء 52 في الحراك بريف درعا.
واستهدفت الغارات بشكل مباشر مواقع تتمركز فيها قوات وزارة الدفاع السورية، ممّا أدّى إلى وقوع خسائر بشرية.
وأمس الثلاثاء، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارة جوية استهدفت تجمعاً لعناصر الأمن العام في محيط مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة السويداء، وسط معلومات عن سقوط قتلى، فيما هرعت سيارات الإسعاف للمكان المستهدف.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري على خلفية التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة لاسيما أحداث السويداء.