الهجري يدعو لفتح الطرق مع الكورد…

الهجري يدعو لفتح الطرق مع الكورد...

أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحّدين الدروز في سوريا، برئاسة شيخ العقل للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، محافظة السويداء “بلداً منكوباً” داعياً إلى فتح الطرق الإنسانية مع الكورد في روجآفا كوردستان-شمال شرق سوريا. 

ودعا البيان الصادر اليوم (الخميس 17 تموز 2025) إلى فتح الطرق مع “الإخوة الكورد” في روجآفا كوردستان-شمال شرق سوريا، وناشد العاهل الأردني عبد الله الثاني فتح معبر حدودي مع المحافظة لأسباب إنسانية.

وجاء في البيان الذي صدر بعد “تطهير السويداء من نجس الإرهابيين” أن المحافظة “مثقلة بجراحها”، معلناً الحداد العام على أرواح “الشهداء الأبرار” الذين سقطوا في الهجوم الذي “استهدف مدنيين عزل”.

وفي خطوة لافتة، طالب البيان بـ “فتح الطرق باتجاه الإخوة الكورد” في إشارة إلى مناطق روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، كما توجّهت الرئاسة الروحية بمناشدة مباشرة إلى الملك عبد الله الثاني “للتوجيه بفتح معبر حدودي بين السويداء والأردن لما لهذه الطرق من أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة”.

ودعا البيان أبناء الطائفة الدرزية إلى “رص الصفوف” ومواساة أهالي الضحايا، مطالباً في الوقت ذاته بالتخفيف من الزيارات في المرحلة الحالية احتراماً لحالة الحداد ولإفساح المجال أمام الفرق الطبية وفرق توثيق الانتهاكات للقيام بعملها.

اشتباكات السويداء

واندلع القتال يوم الأحد الماضي في محافظة السويداء بين جماعات درزية وعشائر بدوية وميليشيات وفصائل الحكومة السورية المؤقتة، ممّا استدعى انتشاراً كبيراً لقوات من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين، إلى جانب الفصائل والميليشيات المسلّحة تابعة لهما.

ومع ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس عن حصيلة أولية للقتلى بلغت 360 شخصاً في الاشتباكات الدامية، بينهم 107 من أهالي السويداء و207 من القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها.

كما أبلغ المرصد، الذي يتّخذ من المملكة المتّحدة مقراً له، عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإعدام الميداني لما لا يقلّ عن 27 شخصاً، بالإضافة إلى “انتهاكات واسعة النطاق” ارتكبتها القوات التابعة للنظام ضدّ المدنيين والمقاتلين المحليين.

وفي خضم التصعيد، تعهّد الرئيس الروحي الأبرز للطائفة الدرزية السورية، الشيخ حكمت الهجري، يوم الأربعاء بأن الطائفة ستواصل القتال حتى الانسحاب الكامل لقوات النظام. 

وكان قد حذّر قبل يوم من ذلك من أن السكان الدروز يواجهون خطر “الإبادة”.

ودخلت القوات الموالية لدمشق المحافظة في أعقاب أيام من العنف بين جماعات درزية وعشائر بدوية.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية في وقت لاحق عن وقف لإطلاق النار، ورد أنه جاء بعد اتفاق مع زعماء دروز – على الرغم من استمرار الاشتباكات بعد ذلك.

الانسحاب السوري

وفي خطابه المتلفز يوم الأربعاء، دافع الشرع عن تصرفات الحكومة في السويداء، زاعماً أن الدولة تدخلت “بكل عزم وتصميم” لإنهاء إراقة الدماء. واتّهم “جماعات خارجة عن القانون” لم يسمها برفض الحوار مع دمشق لأشهر، دون تحديد هويتها.

وأعلن أن الحكومة السورية “قرّرت تكليف بعض الفصائل المحلّية والمشايخ [الدروز] بمسؤولية الحفاظ على الأمن في السويداء”، وسحب قواتها.

وقال: “واجهنا خيارين: إما حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي أو تكليف وجهاء الدروز وزعمائهم الروحيين بمسؤولية الحفاظ على الأمن في السويداء” مضيفاً: “اخترنا طريق المصلحة الوطنية”.

وفي حديثه المباشر إلى الطائفة الدرزية، قال الشرع: “أهدي هذا الخطاب إلى مواطنينا الدروز، وهم جزء أصيل من فسيفساء هذا الوطن. لن تكون سوريا أبداً مكاناً للانقسام أو الحرب الأهلية”.

واختتم كلمته بالتعهد بمحاسبة “أولئك الذين تجاوزوا وألحقوا الأذى بأهلنا الدروز”، الذين تعهد بأنهم “سيبقون تحت حماية ومسؤولية الدولة” في وقت لم تفضي التحقيقات في أحداث الساحل السوري في حق العلويين إلى أية نتائج لغاية الآن!

مقالات ذات صلة