نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا، توم براك، أن سلطة دمشق ربما في حاجة إلى التفكير بنظام إدارة جديد للبلاد، عوضاً عن “المركزية” التي كانت واشنطن تدعمها بعد وصول زعيم هيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقاً، أحمد الشرع إلى الرئاسة.
تصريحات براك وفقاً للصحيفة الأميركية جاءت بعد أحداث السويداء والجرائم التي ارتكبت فيها من قبل قوات الأمن السورية والميليشيات التابعة لها.
وبغض النظر عن حقيقة ما جرى داخل المحافظة الجنوبية الصغيرة، فإن أحداث السويداء وما سبقها من جرائم في مدن الساحل، دفعت الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي إلى التراجع عن فكرة تأييد حكومة مركزية داخل دمشق تدير كامل سوريا على الصعد كافة.
ولم يطرح براك بديلاً واضحاً ومحدّداً للنظام المركزي، فقال إنه “ليس اتّحاداً فيدرالياً وإنما شيء قريب منه، يسمح للجميع بالحفاظ على كرامتهم وثقافتهم ولغتهم دون تهديد من المتشدّدين، فالجميع يريد إيجاد طريقة أكثر عقلانية لإدارة سوريا”.
بالصدد، يؤكّد ناشطون سياسيون ومختصّون بالشأن السوري أن إصرار سلطة دمشق على تبني الحكم المركزي في سوريا سيعيد إنتاج نموذج نظام الأسد السابق، وسوف يقوم المركز بارتكاب المزيد من المجازر ضدّ الكورد والدروز والعلويين والمسيحيين وغيرهم من المكونات السورية.
الناشط السياسي الكوردي السوري، عمر أحمد، أشار إلى أن “فصائل السلطة الجديدة ارتكبت خلال الأشهر الماضية فظائع مماثلة لتلك التي ارتكبها نظام الأسد، مستهدفة مختلف المكونات السورية في الساحل ودمشق والسويداء، والآن تهدّد الشعب الكوردي ولو بشكل مبطن”.
وأضاف أحمد أن “هذه الانتهاكات دفعت محافظة السويداء، التي يغلب عليها الطابع الدرزي، للمطالبة بالانفصال وحقّ تقرير المصير”.
وشدّد الناشط الكوردي على أن “المكونات السورية لا تثق بالسلطة الجديدة التي تحاول فرض نفسها بالقوة، وأن الحلّ يكمن في اعتماد اللامركزية السياسية وضمان حقوق الشعب الكوردي دستورياً، وإقامة نظام تعدّدي ديمقراطي يسمح بالتداول السلمي للسلطة في البلاد”.