إفشال إتفاقیة دهوک من قبل حزب الإتحاد الدیمقراطي وجّهت نضال غرب کوردستان نحو المجهول

من الواضح للعیان أنه بعد تأزم الأوضاع الأمنیة في سوریا حاول الزعیم والمرشد الکوردي مسعود البارزاني رئیس الحزب الدیمقراطي الکوردستاني ورئیس إقلیم کوردستان آنذاک تسخّیر کافة جهوده وإمکانیاته لتوحید الصف الکوردي تحت مظلة واحدة لکي یستفید الکورد من التغییرات التي حصلت علی الساحة السیاسیة الجدیدة في سوریا ، ولکي لا یکون الکورد وقودا للحروب مرة أخری .

محاولات مسعود البارزاني کانت جدیة للم شمل الکورد في غرب کوردستان وجمعهم تحت مظلة واحدة ، وعدم تکرار تجربة إقلیم جنوب کوردستان في غربها في تقسیم الکورد علی أحزاب وحرکات وتوجهات مما یجعلهم لقمة سائغة لدول الجوار ومحل ترحیب المحتلین ، ولهذا السبب عجّل البارزاني في توطید علاقاته بالأطراف السیاسیة الکوردیة في غرب کوردستان ولکن مع الأسف الشدید فإن محاولاته لم تؤتَ ثمارها لوقوف بعض الأطراف الکوردیة معارضین لهذا في غرب کوردستان ، ولأن هذه الأطراف إستغلت الأوضاع لمصلحتها الحزبیة الضیقة ، وبدل بذل الجهد لتقارب الأطراف الکوردیة کما حاول البارزاني حاولت أطراف أخری زرع العداوة والبغضاء بینهم وخاصة الطرف السیاسي الذي یری الشرعیة فقط في وجوده وذاته وغیره لا یمکن أن یکون أو یوجد ، وکما عادی من قبل کل حزب أو حرکة تحرریة ، فحاول هذا الطرف التقرب من النظام وحارب بالوکالة لصالح النظام في المناطق الکوردیة ولم یأبه لمحاولات البارزاني أبدا .

کلما بلغ الوضع مراحل الخطورة في غرب کوردستان ظهر لها البارزاني

بعدما بلغ الوضع غایته من التأزم ودخل مرحلة الخطورة غرب کوردستان ، وظهر تنظیم داعش الإرهابي وهاجم الکورد بلا هوادة في غرب کوردستان وسیطر علی مساحات واسعة من أرض کوردستان واحتلها ، وبلغ الوضع غایته في الخطورة وخاصة في منطقة ( کوباني ) ، ظهر رجل المواقف الصعبة البارزاني المخلص لقضیته وقومیته ووطنه کوردستان ، وظهرت أسمی صفاته الإنسانیة لبني جلدته في أجزاء کوردستان الأربعة . فحاول وبسیاسته الحکیمة وعلاقاته السیاسیة الواسعة أن یقنع ألدّ أعداء الکورد ” ترکیا ” أن یدع بیشمرکة جنوب کوردستان یعبرون الأراضي الترکیة لمساندة إخوانهم الکورد في کوباني ، ففتحت ترکیا ممرا آمنا لبیشمرکة کوردستان وعبرت هذه القوة الأراضي الترکیة وصولا لکوباني غرب کوردستان ، وهذه کانت أول مرة في التاریخ أن یعبر البیشمرکة کقوة نظامیة رسمیة وبالأسلحة الخفیفة والثقیلة الأراضي الترکیة لردّ العدوان عن إخوانهم الکورد في جزء آخر من کوردستان ، وکل هذا بهمّة الزعیم الکوردي مسعود البارزاني ، فلولا جهوده لما حصل شيء من هذا القبیل .

وفي یوم 28\10\2014 وبأمر من البارزاني تقدم أول دوریة للبیشمرکة من الجنوب نحو غرب کوردستان ، وحاربوا جنبا إلی جنب مع المقاتلین الکورد في کوباني وبهذا استطاعوا انقلاب موازین القوی في المنطقة والتي کانت الغلبة فیها لمرتزقة داعش إلی العکس حیث المغلوبیة لداعش . وحرروا کوباني من أسوأ منظمة إرهابیة ظهرت علی وجه المعمورة ، ودخلت قوات البیشمرکة غرب کوردستان أربع مرات واستطاعوا تحریر کوباني بالکامل ، وبعد تحریرها وبأمر من البارزاني رجعت قوات البیشمرکة نحو الجنوب ولم یبق منهم نفر بحجة أنهم شارکوا في تحریر کوباني فلهم الحق في البقاء فیها !

حزب الإتحاد الدیمقراطي رفضت استشارات البارزاني وأخذت أوامرها من قندیل

رغم کل هذه المساعدات من جانب البارزاني لشعب غرب کوردستان غیر أن حزب الإتحاد الدیمقراطي إتبعت أوامرها من قندیل ، ولم تقبل بأية قوة سیاسیة وعسکریة قریبة من البارزاني غرب کوردستان ، فرفضت کل الأحزاب الکوردیة وحاربتها ، فحاول البارزاني جمع هذه الأحزاب تحت مظلة واحدة وجمع شملهم وإتحاد قواهم وإقامة مکون سیاسي موحد بین کافة الأطراف السیاسیة غرب کوردستان یکون في خدمة الشعب الکوردي وغایة لآمالهم وأهدافهم المشروعة ، ودعا البارزاني هذه الأطراف السیاسیة في غرب کوردستان لإنعقاد مؤتمر لهم في دهوک ، وبعد 9 أیام وبإشراف البارزاني وفي یوم 22\10\2014 توصلوا لإتفاق سیاسي ، وأعلن البارزاني أنه في خدمتهم کرئیس لإقلیم  جنوب کوردستان وأنه علی أتم إستعداد لتقدیم العون اللازم لغرب کوردستان متی ما احتاجت للعون ، ومع أنهم صرحوا في المؤتمر الصحفي بعد الإتفاق وعلی لسان المتحدث الرسمي لحرکة التجمع الدیمقراطي ووحدات حمایة الشعب آلدار خلیل أنهم ولحساسیة وضع المنطقة العام وعدوان داعش الإرهابي الخاص رأینا من الضروري أن نلبي لنداء الرئیس بارزاني وأن نتکاتف ونوقع إتفاقا بین الأطراف الکوردیة لمواجهة التحدیات ، غیر أنها لم تکن إلا کلمات رنانة وحبرا علی ورق فأنقضت الحرکة تعهداتها وحاربت قیادیي المجلس الوطني الکوردي وأجبرتهم علی الخروج من کوردستان الغربیة ، ولم تقبل بدخول قوات بیشمرکة ( روژ ) لغرب کوردستان ، بل ولم تلتزم ولو بمادة واحدة من مواد وبنود إتفاقیة دهوک .

وبعدها تأزم الوضع في غرب کوردستان مرة أخری وشرد أهلها وأصبحوا في حالة یرثی لها فکان البارزاني حاضرا لیحمل معاناة شعبه لإخلاصه اللامحدود تجاه شعبه وقومیته ، ففتح الحدود علی مصارعه لإستقبال موجة من النازحین واللاجئین الکورد من غرب کوردستان ولم یرض بإطلاق هذا الإسم علیهم بل سماهم إخوة في الأرض والقومیة ، وأمر البارزاني مؤسسة البارزاني الخیریة بتجهیز المساعدات وکافة الإحتیاجات لکورد غرب کوردستان لوضعهم المعیشي السيء ، ولبت المؤسسة لنداء القائد والزعیم فمدت ید العون لشعب غرب کوردستان وبالأخص أهالي کوباني ، لوضعهم الإستثنائي ، وشملت هذه المساعدات آلاف الأطنان من المواد الغذائیة وآلاف لترات النفط والأدویة وجمیع المستلزمات المعیشیة ، وانتقد البارزاني المجتمع الدولي أکثر من مرة واستنکر مواقفهم لعدم إهتمامهم بالشعب الکوردي في غرب کوردستان .

البارزاني ومحاولاته الدولیة لحمایة غرب کوردستان من الکوارث الإنسانیة والأزمات

وفي هذه الفترة کذلک ، وبعد تأزم الأوضاع غرب کوردستان وبعد قرار دولة القتل والإرهاب ترکیا الفاشیة بشن هجوم عدواني واحتلال غرب کوردستان بحجة إقامة المنطقة الآمنة ، حاول البارزاني وبشتی الوسائل الالتقاء بکبار القادة في العالم والإتصال بهم لمنع ترکیا من عدوانها علی الشعب الکوردي والتسبب في إبادته ، وخیر مثال علی ذلک إجتماع البارزاني یوم 7\10\2019 بوزیر الخارجیة الروسي سیرغي لافروف في العاصمة أربیل ، فقد دعا بارزاني وزیر خارجیة روسیا بحمایة حقوق الکورد غرب کوردستان الآن ومستقبلا ، ونشر تغریدة علی حسابه في وسائل التواصل الإجتماعي – تویتر بشأن غرب کوردستان معبرا عن قلقه البالغ ومؤکدا أنهم سیبذلون أقصی جهودهم لحمایة إخوانه في غرب کوردستان حیث قال : قلقون للغاية تجاه الأوضاع والتطورات الأخيرة في غرب كوردستان . ونحن على اتصال مع جهات عدة ، وسنبذل اقصى جهدنا، لضمان عدم تعرض أخواتنا وإخواننا في غرب كوردستان لأي كوارث أخرى

هذه المواقف ومئات المواقف الأخری المماثلة لیست سوی قطرة من بحر الإخلاص للزعیم والقائد الکوردي لشعب غرب کوردستان .