حزب الإتحاد الدیمقراطي پ ي د تسلّم الأمانة لنظام الأسد
سیاسة الحزب الأوحد والطرف الواحد ورفع صور أوجلان وفقدان أمر الواقع
بعد 7 سنوات دامیة من النضال والحرب ضد الإرهاب ، والتضحیة بـ 11 ألف شهید و 24 ألف جریح في هذه الحروب الدامیة من شباب وشابات الکورد ، أنهی الحزب الإتحاد الدیمقراطي حربها بالوکالة وسلّمت الأمانة ( غرب کوردستان ) لأربابها وأصحابها الأصلیین نظام الأسد ! کما سلّم أصحابهم في قندیل المعروفون بالمظلة الکبیرة سلّموا شمال کوردستان للإحتلال الترکي الفاشي .
الـ پ ي د والبحث عن مخرج مسالم من الوضع المتأزم
مع بدء الغزو الترکي في الـ 9 من أکتوبر 2019 وقوات سوریا الدیمقراطية قسد ( ووحدات حمایة الشعب الجناح العسکري لحزب الإتحاد الدیمقراطي ) من غالبیة هذه القوات قسد ، کانت هذه القوات تبحث عن مخرج آمن للخروج من الوضع التأزم ، حتی قررت یوم الأحد الماضي الإتفاق مع نظام الأسد ، غیر أنه أسوأ إتفاق حصل وبدأ من جمیع النواحي العسکریة والسیاسیة والتأریخیة ، وأنه بدایة النهایة والإنحلال .
حزب الإتحاد الدیمقراطي وجناحه العسکري ومنذ بدء الحرب الداخلیة السوریة إتفقت باديء الأمر مع النظام السوري ، وکان إتفاقاً عسکریاً في الحرب ونستطیع تسمیته ( الحرب بالوکالة ) ، وتسلّم سنة 2012 مهمة حمایة غرب کوردستان من النظام السوري ، وفي ذالک الوقت طلبت الحکومة السوریة من الحزب حمایة الشمال السوري وأوکلتها هذه المهمة ، والإتحاد الدیمقراطي وجناحه العسکري من وحدات حمایة الشعب برزوا علی الساحة السیاسیة والعسکریة في وقت قیاسي ، وحاربوا حرباً بلا نظیر ضد الإرهاب ولکن في الحقیقة کان المستفید الأکبر وراء هذه الحروب هو نظام الأسد إذ تصب کل الأمور في مصالحه .
فحررت الوحدات منطقة منطقة حتی ظهور تنظیم داعش الإرهابي وهجومه الهمجي علی غرب کوردستان ، فاضطرت وحدات حمایة الشعب من شن حربها علی محورین ومعسکرین ، محور ضد داعش الإرهابي ومحور ضد المجموعات الإرهابیة الإخری أمثال النصرة وبقایا القاعدة في الشام ، وفي عام 2014 تعرضت الوحدات لهجمات داعش الهوجاء وفي أول محطة لها کانت مدینة کوباني ، وتوازن القوی لم تکن لصالح القوات الکوردیة من وحدات حمایة الشعب ولم تکن حرباً متکافئة بین الطرفین واستطاع تنظیم داعش الإرهابي غزو واحتلال 80% من مدینة کوباني ، وفي ذاک الوقت تدخّل بیشمرکة کوردستان لنجدة کوباني وتغییر توازن القوی غیر المتکافئة بین الطرفین وفعلاً غیّر البیشمرکە هذا التوازن لصالح وحدات حمایة الشعب واستطاعوا تحریر کوباني وقراها من خطر تنظیم داعش الإرهابي ودحر قوات الظلام هذه وإبعادهم من المناطق الکوردیة .
11 ألف شهید و 24 ألف جریح
بعدها وفي سنة 2015 ولکي تکون هذه القوات نظامیة وتکتسب الشرعیة من المجتمع الدولي بأنهم المحاربین الذین دحروا الإرهاب ، قامت هذه القوات بتأسیس قوة لهم باسم ( قوات سوریا الدیمقراطية ) والفکرة من وراء هذه التسمیة هي أن تکون مظلة یحارب تحتها جمیع المکونات من الشعب السوري من القوات الکوردیة والمیلیشیات العربیة والآشوریة والسریانیة کقوة عسکریة نظامیة تحارب الإرهاب في المنطقة .
نعم تم تسمیتها بـ قوات سوریا الدیمقراطية قسد غیر أن وحدات حمایة الشعب والتي کانت القوة المسیطرة فیها إتّبعت طریق قادتها ومظلتها السیاسیة الإتحاد الدیمقراطي ، وقامت بتوسیع مکونها في هذه القوة النظامیة الجدیدة والتقلیل من القوی الأخری المتحالفة معها وفیها ، مقتدین ومتأسین في هذه الخطوة بقادة الإتحاد الدیمقراطي الذین حاولوا إخلاء الساحة السیاسیة الکوردیة في غرب کوردستان من کل نشاط سیاسي وعسکري وفکري غیر فکرتهم وسیاستهم ، وإبعاد الأطراف الکوردیة عن العملیة السیاسیة بشتی الطرق والوسائل المشروعة وغیر المشروعة .
في ذالک العام کانت الحرب ضد داعش في أوجها ، وکانت قوات قسد تحارب الإرهاب بدعم من التحالف الدولي في الحرب ضد داعش ، وتم تحریر مدن وقری غرب کوردستان وشمال شرق سوریا من المعارضة السوریة والمیلیشیات الجهادیة التکفیریة وبعدها من تنظیم داعش الإرهابي مثل عفرین في شمال شرق سوریا ،ومنبج ، وغالبیة مدینة الرقة ، والطبقة ، وکوباني ، والتل الأبیض ، وعین عیسی ، ورأس العین ، والحسکة ، وقامشلو، وکذلک الدرباسیة والشدادیة وعشرات القری والمناطق الأخری .
وحدات حمایة الشعب وبعدها قوات سوریا الدیمقراطية وحتی إنتهاء الحرب وبدء الإحتلال الترکي لمدینة عفرین قدمت هذه القوات أکثر من 11 ألف شهید و 24 ألف جریح ، غالبیتهم من شباب وشابات غرب کوردستان ، وکان نتاج هذه الدماء والتضحیات بناء وإقامة الأقالیم والکانتونات الکوردیة غرب کوردستان ، وبعدها الإدارة الذاتیة ، غیر أن هذه المحاولات لم تُستغل لبناء کیان کوردي باسم غرب کوردستان .
ولکون الإتحاد الدیمقراطي هو الحزب الحاکم والأوحد في غرب کوردستان ، وخلال سنوات نضاله قام الحزب بإبعاد کافة الأحزاب والأطراف والحرکات الوطنیة والقومیة عن الساحة السیاسیة والعمل النضالي ، مع أن القیادة الکوردیة في جنوب کوردستان وبقیادة البارزاني حاولت جمع هذه الأحزاب تحت مظلة واحدة وعلی کلمة واحدة وذلک من خلال مؤتمرات أربیل ودهوک إلا أن الإتحاد الدیمقراطي نقض هذه المواثیق وخرق هذه الإتفاقات وأدار غرب کوردستان عن طریق حکم أحادي دون إشراک أي طرف سیاسي آخر في العملیة ، کما أن قرارات حزب العمال الکوردستاني کانت تؤثر علی الإتحاد وهذه کانت إشارة واضحة ودلالة صریحة وناقوس خطر لإنهیار الإتحاد الدیمقراطي وفقدان غرب کوردستان .
الإتحاد الدیمقراطي عرف جیداً أن الدمار والخراب وراء رفع صور أوجلان
هذا وإحتماء الإتحاد الدیمقراطي بالبکک واتباع الأوامر الصادرة من قندیل مهّدت الطریق للغزو الترکي لغرب کوردستان ، وکأن الإتحاد الدیمقراطي لم یعرف أن رفع صور أوجلان سوف تستفز ترکیا وستفتح الباب أمامها علی مصراعیه لإحتلال غرب کوردستان ، علی العکس تماما فالإتحاد کان علی درایة تامة بما سیحدث وراء إستفزازاتهم هذه .
وفي الأیام الماضیة بدأ الغزو الترکي لغرب کوردستان وبدأ الهجوم علیها بحجة إقامة المنطقة الآمنة ، وشعرت قوات سوریا الدیمقراطیة بالخوف والتجأت إلی النظام السوري بأسرع وقت ، وبعد مرور 5 أیام علی الهجوم طالبت قسد روسیا بالتوسط بینها وبین دمشق ، واجتمع قیادیون من هذه القوات بممثلي الحکومة السوریة یوم 12\10\2019 ، وأسفر الإجتماع عن إتفاق غریب بحیث أعادت قوات سوریا الدیمقراطية ( الأمانة ) لنظام الأسد ، تلک الأمانة التي سلّمها النظام السوري لهذه القوات بدایة تأزم الوضع السوري عام 2012 .
إتفقت قوات سوریا الدیمقراطية مع النظام السوري ومع أن قیادیي الـ قسد یصرحون بأن الإتفاق عسکري صرف أي خاص في الشؤون العسکریة ، غیر أن الحقیقة تصرح بخلاف ذلک فهذا الإتفاق فشل وإحباط وإنکسار وإستسلام إضافة إلی الإنهزام .
إنتشار الجیش السوري علی الحدود الترکیة وغرب کوردستان
خلاصة إتفاقیة قوات سوریا الدیمقراطیة مع النظام السوري :
إنتشار الجیش السوري في کافة المناطق الحدودیة بین ترکیا وسوریا وتثبیته هناک .
دخول الجیش السوري لمدینتي کوباني ومنبج .
دخول الجیش السوري لمدینة الطبقة وفي نفس الوقت التحکم بسدود الفرات والمنصورة والواقعتان علی ضفاف الفرات في مدینة الرقة .
تسلیم الآبار النفطیة في دیر الزور للحکومة السوریة .
کما طالب الجیش السوري من قوات سوریا الدیمقراطية تسلیم مدیهة قامشلو لهم .
موافقة قسد علی الإدارة المشترکة مع النظام السوري لمدن ومناطق غرب کوردستان
وحسب المعلومات الخاصة لموقع دارکا مازي من مصادره في غرب کوردستان فإن إدارة هذه المدن والمناطق تتم الآن بطریقة مشترکة بین النظام السوري وقوات سوریا الدیمقراطیة ، وأن قسد قد أعلمت کافة الأقلیات المتواجدة ضمن قواتها من العرب والآشوریین والسریان أن علاقتها بقوات سوریا الدیمقراطية قد إنتهت والأولی والأفضل لها الإلتحاق بالجیش السوري .
غیر أن الشيء المشکوک فیه هنا هو أنه کان من المتوقع والمنتظر أن تبعث کل من فرنسا وألمانیا جیشهما إلی شمال سوریا لوقف العملیات العسکریة ، غیر أن قوات سوریا الدیمقراطیة إستعجلت کثیرا بالإلتجاء إلی دمشق والإتفاق مع النظام السوري ، لإفشال خطط فرنسا وألمانیا !
وحسب هذا الإتفاق فلا ینظر إلی غرب کوردستان کأمر واقعي وأنه فعلاً منطقة خاصة بالشعب الکوردي وأنه جزء من کوردستان ، بل فُقد هذا الجزء من الناحیة العسکریة ، ومن الناحیة السیاسیة فقد عاد الوضع إلی ما قبل بدایة الثورة السوریة عام 2012 ، وکل ذلک بتسلیم الأمانة لأربابها وأصحابها ، تلک الأمانة التي حارب الإتحاد الدیمقراطي حرباً بالوکالة فیها والتضحیة بـ 11 ألف شهید من شباب الکورد المخلصین لقضیتهم في 7 سنوات دامیة في مواجهة قوات الظلام وتحت رایة قوة أظلم بکثیر .
