الهدف الترکي من غزو غرب کوردستان ، هو ( کوردستان الکبری )
ترکیا .. تلک الدولة التي احتلت شمال کوردستان ، الآن تغزو غرب کوردستان ، تأریخ متخلف منذ القدم ، بنت دولتها علی سیاسة إبادة الکورد ، ومحاربتهم ، وغزوها لغرب لکوردستان لیس الهدف المنشود منه هذه المنطقة بالذات أو ما تقوله علی وسائل الإعلام والمحافل الدولیة ، وإنما تستهدف من ورائها جمیع أجزاء کوردستان ، لأن الدولة الترکیة أسست علی تهمیش ومحاربة القومیة الکوردیة ، ولهذا لن تدع َ أبداً أن یکون للکورد کیان حر ومستقل ، لأنها تری في القومیة الکوردیة نهایتها ، ولهذا تحاول إیجاد الثغرات بین أجزاء کوردستان ، وخلق الخلافات والنعرات ، تحاول إحتلال ومحاصرة غرب کوردستان ، لفصله عن جنوبها ، وتعریب المنطقة بإسکان 3 ملایین لاجيء عربي سوري ساکن بترکیا ، وبهذا تحاول تغییر دیمغرافیة غرب کوردستان ، وفصله عن کوردستان الکبری وإلی الأبد ! ولهذا نری ترکیا مصرة في طلبها هذا ومبررة لها بمبررات واهیة ، مستغلة کل الظروف المواتیة ، ومستعدة لأي شيء من أجل بلوغ هذا الهدف !
حان الآن الوقت في أن یحاسب الکورد أنفسهم ، ویسألوا أنفسهم : هل نستطیع تغییر قدرنا ؟ أین أخطأنا وأین الخلل ؟ وما الحل ؟
إنسحاب القوات الأمریکیة في البرنامج السیاسي العالمي في وضع غیر مستقر , فالنظام العالمي لم یصل لنتیجة بشأن حدود الشرق الأوسط ، وکذلک الإقلیمي ، فهل ستمثل ترکیا الغرب ، أم سیخرج من قبضتها ؟ وتخرج ترکیا من المعادلة ؟! وهذا لیس متأکداً وواضحاً ، لهذا نری تذبذب أمریکا وتناقض مواقفها ، فتارة تتقدم وتارة تتأخر ، وللمرة الأولی في التأریخ الأمریکي یتضح هذا التردد والتذبذب في قرارات الإدارة الأمریکیة ، فلم نر إتفاق القادة الأمریکیین علی قرار موحد ، بل أصبحت التناقضات واضحة للعیان وخاصة بین السیاسیین والعسکریین والإقتصادیین ، فحقیقة الأمر أن العالم یمر في عاصفة هوجاء ولا یتوقع من ورائها أیة بوادر خیر ، وغابت الإستنتاجات والتوقعات ، وهنا ینبغي علی الکورد أن یسألوا أنفسهم بعض التساؤلات ، هل نستطیع تغییر قدرنا ؟! وأین أخطأنا بالضبط ؟ وما الحل في الفترة الحالیة ؟!
هل کان غرب کوردستان منزلاً لجمیع الکورد ؟! أم کان یعتبر الحدیقة الخلفیة للبکک ؟
بدأت ترکیا بغزوها لغرب کوردستان بعملیة أمنیة سمتها ( نبع السلام ) ، فمنذ ذلک الیوم وحتی توقیع إتفاقیة ( سوتشي ) ، وحتی یومنا هذا الأحداث التي حصلت وعصفت بغرب کوردستان لم تکن تتوقعها السلطة السیاسیة في غرب کوردستان ، فلم تکن تتوقع عدواناً واحتلالاً ، لهذا لم تتحضر لرد هذا العدوان لا سیاسیاً ولا عسکریاً ، والوضع الذي یمر به غرب کوردستان لیست السلطات في غرب کوردستان هي المسؤولة الوحیدة عنها ، بل تأثر کل الکورد بهذا الوضع ، لهذا ینبغي علینا دراسة ما حدث في غرب کوردستان الیوم ویوم أمس ، ومعرفة الأخطاء التي وقعت فیها السلطة الکوردیة الحاکمة في غرب کوردستان خلال الـ 7 سنوات الماضیة من سیطرتها وحکمها للمنطقة ، فنتساءل هنا ، هل کان غرب کوردستان منزلاً لجمیع الکورد أم کان حدیقةً خلفیةً للبکک ؟! فالبکک لم تدرس ثورة غرب کوردستان في الوضع الراهن دراسة جیدة ، وأظهرت هذه الثورة بغیر مظهرها للعالم ، وفرضت نفسها في واقع غرب کوردستان ، ولم تدع أي مجال لأي تنظیم بالنماء والتطور علی الساحة السیاسیة ، بل علی العکس مما ذکر ، أجبرت هذه الأحزاب علی الخروج من الساحة السیاسیة ، ومنعتها من العمل السیاسي ، ووضعت کوادرها تحت المراقبة ، وکان الهدف إخراجها من غرب کوردستان ، بل تعدت البکک هذه الحدود مع بعض الأحزاب الکوردیة ، مثل الحزب الدیمقراطي الکوردي السوري ، فقد إغتالت کادرها القیادي ( بهزاد تولسون ) في ظل ظروف غامضة ، وقد صرحت البکک أن العمل الحزبي والسیاسي مقتصر علیه ومن حقه فقط ، ولا یجوز لحزب آخر مزاولة السیاسة ، ولا إمتلاک القوات والمقاتلین في المنطقة .
البکک أسس نظاماً کنظام البعث في غرب کوردستان
یقال أن البکک قامت بأعمال ضد الأحزاب الکوردیة ، ما لم تقمه ضد النظام السوري ، تقول البکک : إننا ضد فلسفة نظام الحکم للدولة ، غیر أن حقیقة غرب کوردستان هي أن البکک تقلب الحقائق رأساً علی عقب ، فقد أسست نظاماً مثل نظام البعث في غرب کوردستان ، نظام أحادي اللون والصوت والصدی ، نظام أحادي النمط والتفکیر ، والأحزاب التي تصرح في غرب کوردستان کلها صدی للبکک ، وموالیة لها ، مسرحیة حزبیة تُدار في الغرب ، البکک وأجنحتها والموالین لها تدیر أنظمة الإدارة غرب کوردستان علی أنها حریة التعددیة الحزبیة ، وحریة المجتمع ! .
فالحقیقة أن القرارات التي تصدر بشأن غرب کوردستان ، لیست قرارات صادرة من شخصیات مختارة للمجلس الکوردي في غرب کوردستان ، بل نستطیع القول أن هذه القرارات لیست صادرة من قیادیي وکوادر البکک في الغرب ، بل هي قرارات صادرة من ( البکک ومنظومة المجتمع الکوردستاني کجک ، ووحدات حمایة الشعب هپک ، والهیئة العامة ) ، وبطریقة أخری ، فالقرارات الخاصة بإدارة الحروب والمعارک یصدرها ( کاریلان ) ، وقرارات السیاسة یصدرها ( جمیل بایک ) وممثلهما هو ( صبري هوک ) ، عندما یبقی في الغرب ینفذ قراراتهم ، بل حتی قیادیي البکک من المستوی الأدنی من هؤلاء أمثال ( کاریلان ، دوران ، کالکان ، علي حید قیتان ، ومصطفی کارسو ) یدیرون مؤتمرات واجتماعات غرب کوردستان ، ویراقبونه ، فلیست هناک أیة سلطة بید أعضاء وکوادر الغرب ، فمثلاً بدأ الإحتلال الترکي لغرب کوردستان ، وتم الإعلان عن هدنة لـ 120 ساعة ، وقد قبلت قوات قسد بهذه الهدنة ، وفي الوقت نفسه قرر قیادیوا منظومة المجتمع الکوردستاني کجک برفض الهدنة ، وإعلان المقاومة ! فنحن نقول هذا لأن البکک لا تنظر إلی تطورات غرب کوردستان علی أساس کوردستانیتها ، ولا ترید کوردستانیة هذه المنطقة ، بل حتی لا تسمیها غرب کوردستان ! فهي دائماً تسمیها شمال شرق سوریا ! وقد ناضل البکک من أجل أن یرضی الکورد بقبول هذه التسمیة .
یقول کالکان : لو استخدمنا کلمة ( کوردستان ) فسیتم ذکر ( البارزاني ) من قبل المجتمع ! فعند الحدیث عن الکورد في العالم یبرز البارزاني في ذاکرة کل شخص ، لهذا لن نستخدم کلمة ( کوردستان ) لکي لا یکون البارزاني رئیساً للحرکة التحرریة الکوردیة !!
یعیش في غرب کوردستان قومیات مختلفة ، وأدیان شتی ، ومکونات عدیدة ، وفي حربها ضد تنظیم داعش الإرهابي ، لقیت هذه المکونات شتی أنواع الحرمان والعذاب ، کما دافعت عن نفسها ، وقامت بحمایة ذاتها ، نعم فعلت هذا ، غیر أن البکک تظهر هذه المکونات کأنها دافعت وناضلت أکثر من الکورد أنفسهم !
والبکک تحاول إستبدال مصطلح غرب کوردستان بـ شمال شرق سوریا ، وتحاول بشتی الطرق تعریف المنطقة بالتسمیة الأخیرة ، وبذلت کل جهودها في المجتمع لهذا الهدف ، ولا ترید نظاماً کوردیاً ، وقد یکون السبب في نضالهم المنحرف هذا ضد تسمیة ( کوردستان ) ما قاله ( دوران کالکان ) : لو استخدمنا کلمة ( کوردستان ) في سوریا ، فسیتم ذکر ( البارزاني ) علی لسان المجتمع ! فعند الحدیث عن الکورد في العالم یبرز البارزاني في ذکری کل شخص ، لهذا السبب لن نستخدم کلمة ( کوردستان ) لکي لا یکون البارزاني رئیساً للحرکة التحرریة الکوردیة في کافة أجزاء کوردستان الأربعة !! .