منذ أیام تتم مقاطعة المنتوجات والواردات الترکیة لإقلیم جنوب کوردستان ، وبدأ الموضوع یحمی ویستعر یوماً یوماً بعد یوم ، وقد بدأ شعب جنوب کوردستان بهذه المقاطعة علی أساس التعاطف والتضامن مع إخوانه في غرب کوردستان ، وأدار الإعلام والسوشیال میدیا هذه المقاطعة للمنتوجات الترکیة تحت شعار ( الدنانیر التي تشتري بها المواد الترکیة تتحول لرصاصة تُقتل بها إخواننا في غرب کوردستان ) ، ومع أن فکرة المقاطعة هي ضد المنتوجات الترکیة ، غیر أنه ینبغي معرفة الجهات التي تقف وراء هذه المقاطعة ، وتدیرها ، ومن المستفید من هذه المقاطعة ؟ والإجابة علی هذه التساؤلات تکمن عند أصدقائنا وحلفائنا في ( ولایة الفقیه ) ! .
الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وترکیا ، عدوّان منذ الأزل للشعب الکوردي ، تتدخلان في هذه المناطق لضمان مصالحهما فقط ، ولکي لا نبتعد عن صلب الموضوع ، فلنعلم أن الأتراک والفرس ومنذ أن أصبح إقلیم کوردستان واقعاً ، فهما یتنافسان علی سوق کوردستان التجاري ، للتحکم بأعلی قدر من التجارة مع إقلیم جنوب کوردستان ، ومن المعلوم أن ترکیا هي الأولی في التحکم بتجارة دهوک وأربیل ، ولها حصة الأسد فیها ، کما أن إیران تتحکم بأسواق السلیمانیة .
بطریقة أخری ، نستطیع القول بأن قیمة المنتوجات والواردات الترکیة لإسواق جنوب کوردستان تبلغ 7 ملیارات دولار سنویاً ، بینما تبلغ منتوجات وواردات إیران ما یقارب الـ 4 ملیار دولار ، وکل من أنقرة وطهران تحاولان رفع مستی التجارة مع الإقلیم ، لهذا فکل طاريء علی الساحة التجاریة یتم دراسته من قبل أصحاب القرار سواء في ترکیا وإیران ، لمعرفة طرق التعامل وکسب الوضع لمصالحهم ، وزیادة حصتهم في الأسواق ، باختصار : < کیف تستطیع کل دولة منهما زیادة صرف منتوجاتها في أسواق إقلیم جنوب کوردستان > ، لهذا فأیة مقاطعة لمنتوجات إحدی الدولتین تخدم منتوجات الدولة الأخری ، وتزید من تجارتها في الإقلیم .
مقاطعة المنتوجات الترکیة في مصلحة نظام ولایة الفقیه
منذ بدایة الغزو الترکي لغرب کوردستان ، ومحاولات مقاطعة ورفض المنتوجات الترکیة ظهرت في جنوب إقلیم کوردستان ، ووصلت لمستوی کبیر لحد إعلان حملات لهذا الهدف ، وهدف الشعب هو التضامن والتعاطف ، بینما الجهة المستفیدة من هذه المقاطعة ، لیس شعب غرب کوردستان ، وإنما عدوٌّ آخر ظالم للشعب الکوردي ألا وهو نظام ( آیة الله ، وولایة الفقیه ).
محاولات إیران ونضالها في أسواق کوردستان اشتد تزامناً مع تعاطف وتضامن مجتمع جنوب کوردستان مع غربها ، وهنا نتساءل : لماذا بدأت أول صیحات مقاطعة المنتوجات الترکیة في نطاق نفوذ الإتحاد الوطني ( الزون الأخضر ) ؟ والجواب في غایة السهولة ، ففي السلیمانیة إیران تتحکم بالأسواق ولیست ترکیا ، وتقلیل المنتوجات الترکیة فیها ستکون سبباً لزیادة المنتوجات الإیرانیة ، وهنا یخدم شعب جنوب کوردستان إیران من حیث لایدري ! وخاصة في فترة فرض حصار شدید وخانق ، وعقوبات إقتصادیة أمریکیة علی إیران .
لنفکر جیداً ، فنحن المساکین لا نملک سوی العاطفة ( مقاطعتنا للمنتوجات الترکیة تخدم التجارة الإیرانیة )
الصحیح هو ، عندما نقوم بمقاطعة المنتوجات الترکیة ، أن نقوم بماقطعة المنتوجات الإێرانیة کذلک ! لماذا لا نفکر بشکل سلیم ؟! هل فقدنا القدرة علی التفکیر السلیم ؟! عندما قام النظام الإیراني – قاسم سلیماني وحزب الله اللبناني ومیلیشیات الحشد الشعبي – في الـ 16 أکتوبر بالهجوم لاحتلال إقلیم کوردستان ، في الوقت الذي فقدنا 51% من أراضي کوردستان ، تحت ظل المجموعة الخیانیة ( قاصري الفهم ) من الإتحاد الوطني ، لماذا لم یتم مقاطعة المنتوجات الإیرانیة ؟
لهذا ینبغي أن نفکر جیداً ، ولنضع العاطفة جانباً ، فمقاطعتنا للمنتوجات الترکیة تخدم السوق الإیرانیة ومنتوجاتها ، وهذا ما تتمناه إیران ، ومقاطعتنا للمنتوجات الإیرانیة تقوي السوق الترکیة ، وهذا ما تتمناه ترکیا ، فکلتا المقاطعتان لا تخدمان سوی الأعداء .