قلق الشعب الکوردي في شمال کوردستان لم یکن من الترک ، قدر خوفهم من البکک ، وعندما فرض أوجلان التجنید الإلزامي علی شباب الشمال ، إنفتح باب الإرتزاق – جاشایتي – علی مصراعیه أمام الشعب ، واضطر الشعب للإحتماء تحت ظل الحکومة الترکیة ، حمایة لنفسه من ذات أوجلان وبطش البکک .
تعامل حزب العمال الکوردستاني ومنذ بدایة تأسیسه وتصرف بطرق أصولیة ، ، وذلک قبل أن یصبح حزباً سیاسیاً ومسلحاً ، وظهر علی الساحة معادیاً للأعراف والتقالید الکوردیة ، وتصرفات البکک هذه أصبحت سبباً لإبعاد أعداد کبیرة من الکورد في شمال کوردستان وبالأخص أبناء العشائر الکوردیة من تنظیماته ، واضطرارهم للتعامل مع الدولة الترکیة ، وإجبارهم علی خدمتها .
التجنید الإلزامي وعشائر بوتان
فرض أوجلان في المؤتمر الثالث للحزب قانون التجنید الإلزامي علی الشعب الکوردي في الشمال ، وطالب من عشائر بوتان تکوین جیش عسکري لهم من أبناء هذه العشائر ، وتم تهریب عدد کبیر من شباب وأحداث عشائر ( ژیرکي ) وإیواهم للجبال ، واعترضت هذه العشائر وأبدت إنزعاجها من تهریب أبنائها ، فقام البکک بقتل أبناء هذه العشائر بدم بارد ، ونتیجة لتصرفات البکک هذه ، وحمایة لنفسها وأبنائها قامت هذه العشائر بالتقرب من الحکومة ، وحملوا السلاح لحمایة أنفسهم والدفاع عن أبنائهم ، وبعدها أیضاً تم قتل الکثیر منهم بتهمة التجسس لصالح الحکومة .
وبعد أن قویت شوکة البکک ، ناضل وحارب مباشرة الشخصیات الکوردیة المخلصة ، والتي لم تلتحق بتنظیماته ، ولم تدعُ لآیدولوجاته ، واتهمتهم بخیانة الوطن ، والبکک وکما تحدثنا سابقاً وجه أفوه بنادقهم تجاه الکورد ، وأول عیر ناري خرج من بنادقهم أخترق صدور الکورد ، وأول صدر إخترقته رصاصة البکک کان صدر الشخصیة الکوردیة ( محمد جلال بوجاک ) ، رئیس عشیرة ( بوجاک ) ، مما نتج عنه أن یحمل رجال هذه العشیرة السلاح تحت ظل الحکومة محارباً البکک ، فاتُهمت هذه العشیرة بالـ ( الخروج – کالخوارج – ) والإرتزاق لصالح الحکومة ، في حین أن البکک کان السبب الرئیسي لردّة فعل هذه العشیرة والشعب الکوردي وإحتمائهم تحت ظل بالحکومة .
وفي عام 1988 ، وبعد فرض التجنید الإلزامي ، وکما قام البکک بتهریب أبناء وأحداث عشیرة ( ژیرکي ) وأخذهم رغماً عنهم للنضال في الجبال ، کانت لعشیرة ( ئالئانە ) علاقات جیدة مع البکک ، فقام إبن رئیس العشیرة بزیارة مقار البکک في الجبال ، فقُتل في ( بیت الشباب ) علی ید قیادي البکک ( دێرەژ علي ) مما إضطرت العشیرة إثر هذه الحادثة علی الخروج علی البکک .
البکک في الشمال یجبر الشعب علی الإرتزاق لصالح الحکومة ، وفي الجنوب تقوم الدولة بهذه الخطوة
في کافة أجزاء کوردستان الأربعة ، قام جزء من الشعب بالإلتجاء للدول المحتلة ، والإرتزاق لصالحها ، ولیس في شمال کوردستان فقط ، غیر أن الفارق بین سبب الإرتزاق والعمل تحت ظل الحکومة مختلف بین شمال کوردستان وأجزائها الأخری ، ففي الشمال أجبر البکک الشعب علی الخروج علیه وحمل السلاح لصالح الحکومة ومحاربة البکک ، أما في الجنوب والأجزاء الأخری لکوردستان ، فحکومات الدول المحتلة أجبرت الشعب علی الإحتماء تحت ظلها وحمل السلاح لأجلها ، إلا أن هذا الإرتزاق – جاشایتي – کان شکلیاً فیها ، من دون محاربة ، ولیس مثل العشائر في شمال کوردستان ، وخروجها علی البکک بحمل السلاح ومحاربتها والإحتماء بالحکومة .
البکک یضیّع مئات الشباب الیزیدیین
لحد الآن السیاسة الأصولیة للبکک والمعادیة للشعب مستمرة ، ومازال البکک یهرّب شباب وشابات الکورد للجبال بخداعهم وطرقهم الملتویة ، کما قام باختطاف وتهریب عدد من الشباب من مدینة ئامد ، ومازال أمهاتهم وآباؤهم معتصمین أمام مقر حزب الشعوب الدیمقراطي في المدینة ، بانتظار عودة أبنائهم ، کما خدع البکک مئات الشباب والشابات الیزیدیة واستغلتهم لظروفهم ، وأرسلتهم للمناطق الناریة والحامیة الحدودیة ، وقتلتهم بید الجیش الترکي والجندرمە وضیّعتهم .
والبکک کما کان من قبل ، في الثمانینیات والتسعینیات من المئة المنصرمة ، یرسل أطفال وأحداث الکورد وبالقوة ورغماً عنهم لأکادیمیة ( قورقوماز ) ما بین سوریا ولبنان ، وکنت مقارها هناک آنذاک ، ویقوم بعملیة غسل الدماغ لهم ، وجعلهم کـ آلات وروبوتات – الإنسان الآلي – ، فکذلک یفعل الیوم ، ویطبق نفس السیاسة في سنجار ومع المجتمع الیزیدي .