في الـ 5 من تشرین الأول / نوفمبر 2019 ، وخلال مشارکته في ملتقی میري للحوار حول الشرق الأوسط ، رئیس إقلیم کوردستان یلقي کلمة مهمة .
منذ بدء الإحتلال الترکي لغرب کوردستان وما بعده ، خطاب رئیس إقلیم جنوب کوردستان هذا کان تکملة لتلك الخطوات التي تختطها حکومة إقلیم الجنوب ، وساستها للوحدة القومیة الکوردیة ، فعدم إمتلاک الکورد کیاناً خاصاً بهم کدولة ، ودوام الإحتلال علی کوردستان کانا سببین رئیسیین لتشتت الأطراف السیاسیة الکوردیة ، والتصریحات التي أطلقت بشأن الوحدة القومیة بنت آمالاً واسعة وعریضة ، فحکومة إقلیم الجنوب وعلی الرغم من علاقاتها السطحیة والمهزوزة مع حکومة دمشق ، إلا أنها قالت : لا نقبل إحتلال غرب کوردستان أبداً .
وکان رئیس الحزب الدیمقراطي الکوردستاني ، وزعیم الأمة الکوردیة مسعود بارزاني أول من أبدی موقفه المعارض للغزو الترکي لغرب کوردستان ، وأعلن دعمه لغرب کوردستان ، وذلک عندما غرّد علی حسابه علی تویتر معلناً أننا لا نقبل إحتلال غرب کوردستان بأیة طریقة وشکل کان ، ومنتقداً وباسلوب حاد في الوقت نفسه سحب الولایات المتحدة لقواتها من غرب کوردستان.
وبعدها وعندما صرح الرئیس الأمریکي دونالد ترامب بشأن دعم الکورد ، بأن أمریکا سلّحت الکورد ودعمتهم مالیاً ، ردّ زعیم الأمة الکوردیة البارزاني علیه قائلاً : ( دم الکورد أغلی من المال والسلاح ) ، وبعد هذا الموقف للبارزاني ، أعلن برلمان کوردستان موقفه أیضاً .
إقلیم جنوب کوردستان یحافظ علی مصالح الکورد ، ویحاول السیر علی الخط القومي
إبراهیم کالن المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهوریة الترکیة کشف في خطاب له عن زیارة مرتقبة لـ مسرور بارزاني رئیس حکومة إقلیم جنوب کوردستان لترکیا ، ولقاء مرتقب مع الرئیس الترکي رجب طیب أردوغان ، غیر أنه وبعد فترة قصیرة نفی مکتب رئیس وزراء إقلیم کوردستان أن تکون زیارة ترکیا ضمن خطة وجدول أعمال رئیس الوزراء مسرور البارزاني .
وبهذا الصدد جاء خطاب أدهم بارزاني عضو المجلس المرکزي للحزب الدیمقراطي الکوردستاني ، والذي أصبح محل خلاف کبیر وحاد ، عندما قال : بعد إحتلال غرب کوردستان ، سیأتي الدور علی الجنوب ، وأن المحتل سیبدأ بإحتلال جنوب کوردستان . ومع وجود تهدیدات جدیة لإقلیم جنوب کوردستان غیر أن أصحاب الرأي والقرار في حکومة إقلیم کوردستان لم یدعوا دعمهم لغرب کوردستان جانباً ، ولم یتوانوا في دعمهم أبداً ، مع أنه یفترض علی إقلیم جنوب کوردستان إیجاد آلیة توازن لکیانها مع الدول المجاورة ، لأننا ندرک تماماً أن الجنوب محاط کلیاً ، ومحاصرٌ بـ – العراق وإیران وترکیا – ، ومع هذا یلاحظ من مواقف الجنوب أنه یلبي نداء کل جزء من کوردستان عند وقت الحاجة ، فکلما وقع الخوف علی أي جزء من کوردستان فالجنوب لا یأبه ولا یخاف تهدید دول الإحتلال ، وینظر إلی مصالح الکورد ویحمیها ، ویحاول بشتی الطرق السیر علی الخط القومي .
کلمات نیجیرفان بارزاني في مؤتمر – میري – کانت علی هذا الأساس ، وبیّن نیجیرفان بارزاني وبوضوح عن دوره في بناء العلاقات ما بین روسیا الإتحادیة وغرب کوردستان ، وأنه توسط لهذه العلاقة ، وأنه مع مظلوم عبدي علی الدوام بهذا الشأن .
موقف نیجیرفان بارزاني بشأن غرب کوردستان زاد من عداوة جماعة ( أخوة الشعوب ) لجنوب کوردستان
فوحده ظهور نیجیرفان البارزاني وأصحاب القرار والقادة لإقلیم الجنوب تسبب في غرب کوردستان لحد خروج الجناح التتریکي – أخوة الشعوب – في البکک لمواجهة ومحاربة ومعاداة جنوب کوردستان ، لأن البکک لا یقبل بأي شکل من الأشکال ظهور العصبیة القومیة المحمودة لدی الکورد ، بل ینوي عکس هذا ، محاولاً غلق الطریق أمام هذه المحاولة .
والحقیقة أن البکک کان یستهدف من وراء عداوته لکلمة نیجیرفان بارزاني الجنرال مظلوم عبدي ، وإظهاره مجرداً من أي شيء ، وقد أعرب مظلوم عبدي في الـ 25 تشرین الأول 2019 عن شکره للقادة الکورد في الجنوب وشعب الجنوب ، وهذا ما لم یرضه البکک من الجنرال وآلمهم .
ومنذ سنة 1992 وتأسیس التشکیلة الأولی – الکابینة الأولی – لحکومة إقلیم جنوب کوردستان وبرلمان کوردستان ، والبکک لم یعترف بهذه الحکومة ، بل تخطی الأمر ذلک ، فحاول بشتی الطرق والوسائل معاداة ومحاربة هذه الحکومة ، وبعدها وفي عام 1999 وحتی إلقاء القبض علی مرشد البکک عبد الله أوجلان ، وإعلام البکک عادی حکومة إقلیم الجنوب ، ومنجزات الإقلیم ، وحارب ساستها ، ولا یرید توجه الشعب الکوردي نحو الجنوب لأنه لا یری أي شيء جیداً في الجنوب وهذا ما یقولونه علناً ، ویتهمون ساسة الجنوب بالخیانة ، والفساد وانعدام الکوردایتي لدیهم ، ویحاولون بناء هذه الأفکار الهدامة في عقول الکورد ، وهم یعلمون جیداً أن الشعب الکوردي لو توجهوا نحو الجنوب فإن مشروعهم التتریکي سینهار .
الجنرال مظلوم یحاول حل العقد والمسائل العالقة مع الإقلیم بطرقه وبعیداً عن البکک
الأطراف التي حاولت تحریف أقوال نیجیرفان بارزاني رأساً علی عقب لهم هدف آخر ، فهم یستهدفون إنهیار العلاقات الأخویة بین جنوب کوردستان وغربها ، ومظلوم عبدي یحاول حل المسائل العالقة مع الإقلیم ومناقشتها وإیجاد الحلول المناسبة ، وحدیث الجنرال لقناة روداو دلیل حي وغیر محتمل للتأویل علی ما نقول ، کما هو جواب واضح لإعلام البکک .
والهدف الرئیسي والوحید للأعداء هو هذا ، فهم یتمنون محاربة الکورد لبعضهم البعض ، وإقتتالهم فیما بینهم ، ولهذا ینبغي علی الکورد عدم الوقوع في مصیدة الأعداء هذه ، ولبناء وحدة الصف والبیت الکوردي ینبغي تأطیر وإلجام إعلام البکک التابع للیسار الترکي المتطرف ، کما ینبغي کسر الأقلام الناقدة والمحاربة لهذه الوحدة .