الذکری الـ 82 لإعدام السید رضی

الذکری الـ 82 لإعدام السید رضی

في مثل هذا الیوم وقبل 82 عام ، وفي 15\11\1937 ، أعدمت الدولة الترکیة السید رضی بعمر یناهز الـ 75 عام ، وذلک في حکم الطاغیة مصطفی کمال أتاتورک ، بتهمة مقاومته وثورته ضد الدولة الترکیة الفاشیة ، فتم إعدامه وکافة أصحابه من الثوار الکورد ، فکما إتهمت العراق الأب الروحي الملا مصطفی البارزاني وبیشمرکة کوردستان بـ ( المخربین )  ، فکذلک إتهمت ترکیا الأتاتورکیة السید رضا بالتخریب ، وحکمت علیه بالإعدام شنقاً حتی الموت ، مع 10 من أصدقائه ، وابنه ذو الـ 16 عاماً ، وتم تنفیذ حکم الإعدام بحقهم .

السید رضی الدیرسمي کان أحد القادة البارزین في الوسط الکوردستاني ، بعد الشیخ سعید پیران في شمال کوردستان ، الذین ناضلوا وثاروا علی الدولة الترکیة الفاشیة ، لأن ترکیا کانت تمارس أعلی مراتب الظلم والإستبداد والإبادة ضد القومیة الکوردیة ، وأن الدولة الترکیة لم تنفذ أیة عهود قطعتها للکورد عند تأسیسها .

والدولة الترکیة بالإضافة إلی عدم إلتزامها بالوعود التي أطلقتها للقومیة الکوردیة ، بدأت بعملیات الإبادة الجماعیة تجاه هذه القومیة التي ساعدت بتأسیس الدولة الترکیة ، وخاصة في مدینة دیرسم ، فحاولت ترکیا مسح الهویة الکوردیة لأهلها ، وإذابتهم في بوتقة القومیة الترکیة ، ومن المؤسف والمخیب للآمال أنها نجحت في مؤامرتها الهمجية إلی حد کبیر ، ، فبعد قتل 40 ألف کوردي ، وإجلاء أکثر من 100 ألف آخرین من شعب دیرسم ، إستطاعت إقناع البعض بأنهم لیسوا کورداً ، وإنما هم قوم جاؤوا من خراسان واستوطنوا دیرسم !

بدأ السید رضی وزملاؤه بالثورة ، وحاولوا بشتی الطرق حمایة الهویة الکوردیة ، وحصلت مواجهات حادة بین المقاتلین الکورد وبین الدولة الترکیة ، وحاولت الدولة الترکیة إنهاء مقاومة وثورة السید رضی ومقاتلیه غیر أنها لم تستطع ، لهذا بدأت الدولة بحیاکة مؤامرة دنیئة ، فطالبت المفاوضات مع السید رضا وثواره ، – وقد إستطاع السید رضی وفي معرکة شرسة عام 1937 مع الدولة الترکیة الفرار من حصار الدولة الترکیة ، بعد مقتل زوجته وابنه وثلاثة من أحفاده – ووافق السید رضا علی دعوة ترکیا للمفاوضات ، ورضي بالوعود التي أطلقتها ترکیا ، واتجه مع 10 من زملائه من قادة الثورة نحو مدینة أرزنجان ، غیر أن الدولة الترکیة الملوثة حتی المخیخ بالخیانة للقومیة الکوردیة ، وکما هو عادتها ، ألقت القبض علی السید رضی وأصحابه .

وعندما کان السید رضی معتقلاً في السجون الترکیة ، زاره مصطفی کمال أتاتورک سراً ، وقال للسید رضی : إذا طالبت بالعفو ، واعترفتم بأنکم کنتم علی خطأ سأعفو عنک وأطلق سراحك . غیر أن السید رضی لم یقبل طلبه ، وقال لأتاتورک : لم نفعل أي شيء خطأ ، فکیف أعترف بالخطأ ! ومع أن الدولة العثمانیة کانت ظالمة غدارة مع الکورد ، إلا أن الکورد کانوا یساندونها في حروبها مع الدول الأجنبیة ، وبعد إنهیار الدولة العثمانیة وتأسیس الدولة الترکیة ، لم تنفذ الدولة عهودها ومواثیقها التي أعطتها للکورد ، بل حاولت إبادة الکورد وتدمیرهم ، فما الخطأ الذي فعلناه ! وکیف أطلب العفو والسماح منکم ! کلا ، لن أطلب شیئاً کهذا أبداً .

وقررت محکمة ترکیا بعقوبة الإعدام بحق کل من السید رضی وزملائه ، غیر أن السید رضی کان قد بلغ الـ 75 سنة ، ولکي یستطیع الأتراک تنفیذ حکم الإعدام بحق السید رضی ، قاموا بتقلیل سنوات عمره لـ 57 سنة ، حتی یستطیعوا تنفیذ حکم الإعدام بحقه قانونیاً ، کما قاموا بزیادة سنوات عمر ابنه ذو الـ 16 سنة لـ 21 سنة ،لنفس السبب !

وقیل أنه وقبل تنفیذ حکم الإعدام بحق السید رضی ، قالوا له : هل لک أیة أمنیة أو وصیة أخیرة ؟ فأجاب السید بأن لي 40 لیرة وساعة ، أعطوها لإبني ، غیر أنه وعند الإتیان به إلی منصة الإعدام ، رأی السید رضی إبنه هناک ، فطلب منهم تنفیذ حکم الإعدام بحقه أولاً حتی لا یری موت إبنه بعینیه ! إلا أن طغیان الدولة لم ترض بهذا الشيء ، فأعدموا إبنه ذو الـ 16 عاماً ، أمام عینیه ، ثم أعدموا السید رضی !

مقالات ذات صلة