في الاتحاد السوفيتي ، اتخذت جميع قرارات الشعوب في البلاد ، من قبل لجنة الانتخابات المركزية للحزب الشيوعي ، وذلک بمساعدة الآلاف من العلماء والمستشارين والمفكرين ، لكن عند وصول غورباتشوف إلى ديمقراطيته وأخوته للشعوب وقال إن قرار حياتنا يجب أن يكون من أجل الأمة ، في ذاک الوقت انسحبت الأمة من تبعیة هؤلاء المثقفين والمفکرین ، وتبعت “المثقفين” المصطنعین ، بأصواتهم العالیة ، وقاماتهم الطویلة ، وكانت وعودهم غير دقيقة و … انهارت البلاد …
بالطبع ، كانت هناك قوى ضخمة وراء هذا الانهيار
كل الدلائل تشیر على وجود قوى كبيرة وراء تدهور كوردستان ، وإنهیار حلم بناء دولة مستقلة ، هذه القوی تحاول دائمًا تطبیق مشاریعها من الداخل عن طریق الخونة والأعداء ، کما تحاول هذه القوى القوية ، مع أجهزتها الأمنية وأخصائيها من علماء النفس ، إبعاد أمتنا عن مفكريهم ، وجعلهم یعشقون أصحاب الأقوال الكبيرة والعقول المظلمة ، يستغلون كل فرصة لكسر الأمة والدعوة لإخاء الشعب . المضي قدما ، لإبعادهم عن لغتهم الأم ، والتحدث بلغة السلطة ، والابتعاد عن العَلم ، ورفع الأعلام المصطنعة ، کما يعمل العدو أيضًا على إبقاء أمتنا النزیهة والشجاعة تحت سلطته کل ذلک عن طریق الخونة والمأجورین من داخلنا ، حتی یتسلم القیادة وزمام الأمور القادة المصطنعون ، وتقبل بهم الأمة کـ قادة خارج إرادتها .
كيف ينجح العدو ؟
العدو مقتنع بأنه كلما كانت الأمة أكثر طهارة ووطنية ، كلما زادت ثقتها بالوعود العظيمة ، على سبيل المثال : في السبعينيات ، كان هناك العديد من الأحزاب والمنظمات والجمعيات الكوردية القوية في الشمال ، والتي کانت تنظر إلی الوضع بعین الإعتبار ، في ذلك الوقت ، مطالبة برغبتها في الحكم الذاتي أو الفيدرالية ، ولم تستطع الدولة القضاء عليهم خشية أن یتهمها العالم بالاضطهاد وانتهاك حقوق الإنسان ، وكانت الطريقة الوحيدة لكي تنأى الأمة بنفسها عن تلك الأحزاب والمنظمات الوطنية هي إعطاء ذلک الحزب وعوداً أكثر مما وعدت به ، وفجأة وجد حزب کوردي لا يريد الحکم الذاتي ولا الفيدرالية ، ولكن یطالب بالاستقلال ، إذن ماذا ستفعل الأمة لشعبين مستقلين وفدراليين وليس لطالبي الاستقلال؟
وبينما ابتعدت الأمة عن الأحزاب الوطنية وتجمعت حول الحزب المصطنع ، فقد حان الوقت لتشبه علبة الحليب الطازجة ، يمكن أن تُشرب ، لكنها لا تُشرب أكثر من يوم واحد ، لأنها يمكن أن تصبح سامة ، أي فالحلیب الطازج کان ( الإستقلال ) ، وعندما ترک ومر علیه الزمن ، أصبح ( ساماً ) وکان ترکه مما لابد منه .
وقد حان الوقت للحكومة لتدمیر کوردستان ، ففکرت ، کیف تدمرها ؟ بحیث لا تسيء إلی نفسها ویتحوّل العالم عدواً لها ؟ ووجدت الطريق ! طريق حفر الخنادق ، من الخنادق الأمامية دمرت المدن ، وقتل العشرات ، وتشرّد الآلاف ، ترکوا وطنهم ومنازلهم وأملاکهم وغادروا أرض الأجداد ، وتوجهوا نحو الغربة ! وتلک المنظمة لم تأخذ دروساً وعبر من معرکتها الأولی في حفر الخنادق ! بحیث تتجنب المزید من الویلات ، لأن هدف العدو لم یکن لیتحقق إلا بإدامة حرب الخنادق وحفر المزید من الخنادق ! لیتم تدمیر المزید من المدن ، وقتل المزید من الکورد ! وإجلاء المزید من وطنهم ! فحفروا …
لم یکتف العدو بذلک ، فکان تدمیر باقي أجزاء کوردستان ضمن مشروعه ، ولم يستطع إرسال قواته العسکریة إلى بلد آخر ، لذلك كان يحتاج لسبب ، فأنشأ سبباً ، وهو : هناك “إرهابيون” في هذه البلدان ، يجب أن نحاربهم ، وبدؤوا بـ قتلهم ، تدمیرهم ، إجلاء الناس ..
ماذا يفعل هؤلاء “الإرهابيون” في تلك البلدان ؟ في الجنوب بنوا مقاراً ومراکز لهم ، وقالوا لأهل الجنوب : لا يمكنك الانتقال من قريتك إلى قرية أخيك ، وفي الشرق الأوسط یأخذون الرواتب – أجورهم – من السلطة ، وانضووا في حضن الحشد الشعبي وبمساندتهم إقتطعوا سنجار من خریطة جنوب كوردستان الجنوبية ووضعوها تحت سيطرة السلطات العراقية ، وفي سوريا ، نفذوا خطط ومؤامرات العدو : ستدیرون أقالیمکم لمدة من الزمن ، ولمدة أخری إفتحوا مدارس کوردیة وفي الوقت المناسب ، ومن أجل أن تتبعکم الأمة ینبغي أن لا تخرجوا من سیطرتنا ، وفي الیوم الذي أخبرتکم أمریکا : إننا سنعطیکم السلاح بشرط أن لا تدّعوا أنکم حزب العمال الکوردستاني ، وفي الیوم التالي إرفعوا صور رئیسکم في شوارع وأزقة کوردستان الغربیة ، أما في شمال کوردستان فتطالبون بالتآخي بین الشعوب ، وحفظ وحمایة وحدة الأراضي الترکیة !
ماذا يحتاجون ؟
عندما كان لدينا عَلم ، فما الداعي لصنع عَلم جدید ؟ عندما كانت هناك كلمة – بیشمرکة – فما الداعي لإنشاء کلمة – المقاتلین( گریلا ) – ؟! ، وقد کانت لدینا لغة ، فما الداعي للتحدث بلغة العدو ؟! لماذا سأجعل – غرب کوردستان – .. – غرب – ! وبعدها أحوّلها إلی شمال سوریا ؟! كل هذا کان من عمل علماء النفس والأطباء النفسيين من الأعداء ، الذين كان أول اقتراح ناجح لهم هو : لا تختاروا رئيسًا آخر ، لأن الجمهور قد تآلف اسم رئيس واحد فقط ، ورددّوه ، وطبع في أذهانهم ، وإذا تم اختيار رئيس آخر ، فالآذان المتعصبة لتلك المنظمة لا تقبل الإسم الجدید ، وهذا مما قد یؤدي إلی تشتت المنظمة .
لماذا أنا ضد الديمقراطية والوحدة الكوردية …
ما هي الوحدة الوطنية ؟ فلو إتحدنا أنا ومن لا یطالب بدولته المستقلة ، والذي حفر الخنادق ! وحامي وحدة الأراضي الترکیة ، وأعداء عَلم کوردستان ، وأعداء اللغة الکوردیة ، لو إتحدنا فماذا سیکون نتاج هذه الوحدة ؟ فهم أغلبیة ساحقة ، وفي کل عملیة تصویت وبالطرق الدیمقراطية ستکون لهم الأغلبیة ، وسیکون صوتي صوتهم ، وکذلک أصوات غیري ، وهذا يعني أنني سأشارك عن غير قصد في تنفیذ مطالب عدوي والوفاء له ، بالطبع ، لدي الحق في الطعن في ذاک التصويت ، لكنه لن یحقق ربحًا ، باختصار ، إذا کان نصف الكورد ینفّذون مطالب العدو قبل الوحدة الوطنیة ، فإن عددهم سیرتفع بعد الوحدة لتضم کافة الأمة .
حزب العمال الكردستاني ومقاتلیها وکأنهم من شعبین مختلفین ودولتین مختلفتین
يجب أولاً أن نحاول أن نخلّص هؤلاء الأطفال النقيين والشجعان ، فیبدو الأمر كما لو أن هؤلاء وأطفالنا المخلصین من أمتین مختلفین ، ودولتین مختلفتین .
عبد الله أوجلان : – أنا في خدمة الدولة ، أعطني الفرصة لکي أخدم أكثر ، لا يمكن أن يصبح الكورد دولة ، لأنهم متی ما أصبحوا دولة فستکون مشابهة لإسرائیل .
جميل بايك : لقد تخلينا عن فكرة كوردستان المستقلة .
صلاح الدين دميرتاش : لا نريد الدولة الكوردية ، ليس لدينا هدف تقسيم تركيا .
دوران كالكان: لا توجد أمة باسم الكورد .
صالح مسلم : لقد فات الأوان لفكرة استقلال الدولة الكوردية ، نحن نحارب من أجل سوريا الديمقراطية .
رضا التون : إن قيام دولة كوردية سيزيد من حدة المشاكل ، لا نعتبر القضية الكوردية قضية قومیة ووطنية ضيقة ، كل دولة تم إنشاؤها كانت سبباً للمشكلات ، لذلك نحن ضد إنشاء دولة كوردية .
هاتيب دجلة : لقد تخلينا عن فكرة استقلال الدولة الكوردية .
هاتیب دجلة 2 : إذا تمت إزالة نواب حزب الشعوب الديمقراطي من البرلمان ، فسيتم إحياء الإستقلال في رؤوس الكورد ، وسيطالبون بالإستقلال ، ووحدة وسلامة تركيا هي واجبنا .
عبد الله أوجلان 2 : لو كسروا أقلامنا ، وأبادونا ، فهناک عدة أحزاب کوردیة مستعدة للحضور والاستعاضة عنا ، وسوف يطالبون ترکیا مطالب أكثر جدية ، تركيا لا تعرف كيف تكون في خطر محدق آنذاک ، وسيكون الکورد صاحب دولة قومیة غداً .
نورسل أيدوغانان : ( لو لم یکن حزب العمال الکوردستاني وأوجلان ، لأنشأت أمریکا وإنجلترا دولة کوردیة عظیمة ) ، فـ أوجلان وقف ضد کافة أجزاء کوردستان الأربعة لکي لا یتحدوا ، فهو القشة التي قصمت ظهر البعیر ، فلو تخلت الساحة من البکک ، لتأسست للکورد في الشرق الأوسط دولة کوردیة عظیمة … ) ، وقد طالب الإمبرياليون الأمريكيون والبريطانيون إنشاء کیان کوردي ودولة کوردیة ، غیر أننا نحن الـ هـ د ب ، والـ ب ك ك ، منعنا هذا ، ونحن القوة الرئیسیة التي تعوق إقامة دولة کوردیة ، وقصد أوجلان والبکک هو أنه ینبغي علی حکومة حزب العدالة والتنمیة الحاکم في ترکیا أن تنظر في کمیة خدماتنا لها ، وتقدّر خطواتنا في الإتحاد الدیمقراطي ، لا أن تعامل البارزاني برفعة شأن ، بل ینبغي أن تعاملنا هکذا .
سیبل إیجیتالب : بالنسبة لأولئك الذين يريدون تقسيم بلادنا ، من أجل الفاشية ، مع الکورد والأتراك والأرمن والآشوريين والنساء والرجال معاً ، من أجل حياة مشترکة وکریمة ، فإن HDP هو العنوان الحقيقي .
يقول بژاک في شرق كوردستان : نطالب بإضفاء الطابع الديمقراطي على الدولة الإيرانية .
يقول حزب الاتحاد الديمقراطي في غرب كوردستان : نطالب بديمقراطية الدولة السورية .
ویطالب حزب العمال الكوردستاني في شمال كوردستان : بإضفاء الطابع الديمقراطي على الدولة التركية .
جميل بايك ، رئيس اللجنة التنفيذية لـ KCK : حزب العمال الكوردستاني مختلف اليوم ، بدون كوردستان المستقلة ، لم نعد نريد كونفدرالية ديمقراطية مستقلة ، مثل الثقافات الأخرى ، يجب أن تكون الثقافة الكوردية قادرة على التطور بحرية .
أحمد ترك الرئيس المشترك لـ KJD : إنشاء كوردستان حرة ومستقلة للکورد هو قتل للنفس وانتحار !
بسي هوزات ( هولیا أوران ) الرئيسة المشتركة لـ KJD : هدفنا لیس تأسیس کوردستان ، لقد نبذنا فکرة إقامة الدولة الکوردیة منذ 13 سنة ، من برنامجنا .
النائب من الحزب الديمقراطي الليبرالي ( سيري سوريا أوندر ) : أتاتورك هو الشخص الأكثر ذكاءً في القرن ، إنه الشخص الأكثر قيمة .
عضو الحزب الديمقراطي الحر النائب عادل زوزاني : سنرفع العلم التركي .
يقول BDP : أنتم الأطراف لا تریدون نمو وتقویة تركيا ، ونحن نؤيد النمو التركي .
يخبر رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان أوروبا : إن القضية الكوردية شأن ترکي داخلي ، فلا تتدخلوا فیه .
يردّ أوجلان على سؤال الصحفي التركي الشهير إيلنور شيفيك : حزب العدالة والتنمية يزداد قوة ، يجب على حزب العمال الكوردستاني التعامل مع القوات الكمالية وبدء الحرب مرة أخرى !!
انهارت الإمبراطورية العثمانية ، وبرز عدد من الدول الجديدة ، بما في ذلك العراق وسوريا من محتلي كوردستان ، وانهار الاتحاد السوفيتي ، وتم تشكيل 15 دولة جديدة ، من بینها أذربيجان المحتلة لكوردستان الأحمر ، ومن الممکن أیضاً تفکک وتدمیر الدول المحتلة لکوردستان ، وتأسیس دولة کوردستان ، ولا یمکن لهذا الحلم أن یصبع حقیقة بشرط واحد فقط ألا وهو عدم مطالبة الکورد أنفسهم بدولة مستقلة لهم ، ويبدو أن العدو إهتم کثیراً بهذا الجانب عن طریق خونتنا ، ویبدو أنه نجح في مسعاه هذا إلی حدّ کبیر ، لهذا ینبغي علینا مواجهة هؤلاء بکل ما أوتینا من قوة للحیلولة دون تحقیق رغبة الأعداء هذه .