عقد الإتحاد الوطني الکوردستاني مؤتمره الرابع تحت شعار (التجدید)، وأعلنوا عن نجاح سیر المؤتمر في خطاب ألقاه الدکتور برهم صالح، وکما وعد الإتحاد قبل إنعقاد المؤتمر أن هذا المؤتمر سیکون بمثابة تجدید وبعث جدید له، کما وعد بتغیرات جذریة في قیادة الإتحاد، وفعلاً تم تنفیذ هذا الوعد والعهد، وبتأثیر إیراني مباشر، فتم إختیار السیاسیین الموالین للمحتل، وأسندت إلیهم مهمة قیادة وزعامة الإتحاد، والجناح الوطني والمخلص والمعروفین بالإستفتائیین-ریفراندومچي- مني بالفشل.
کان الشعب الکوردستاني ینتظر التجدید والحداثة التي وعد الإتحاد بتحقیقه في مؤتمره الرابع، تجدیداً کاسمه الحافل بالمعاني الوطنیة والکوردستانیة، غیر أن إنتخاب المجلس العام لقیادة الإتحاد أظهر أن الجماعة المسؤولة عن أحداث 16 أکتوبر الخیانیة، والتي سلمت قلب کوردستان -مدینة کرکوک- للمحتل، وکذلك المسؤولین الأمنیین والعسکریین والتجار هم الذین یتزعمون هذا المجلس ویقودونه، وهنا نتساءل: مادا یُنتظر من هؤلاء الذین باعوا أرض الوطن المقدس للمحتل أن یفعلوا؟! ما الذي سیقدمونه من خدمات وطنیة وقومیة للشعب؟!
جناح ( لاهور – بافیل ) العشق الأبدي للمحتل
نال جناح (لاهور شیخ جنک) الفوز في کافة الحلقات الإنتخابیة والمراکز وفروع الإتحاد، وحصل علی غالبیة مقاعد المجلس القیادي للإتحاد،ویأتي بعده جناح (بافیل طالباني) في الترتیب، فهم الأجنحة المسیطرة علی المجلس العام، وأما جناح (کوسرت والملا بختیار) والمعروف لدی الشعب بجناح الوطنیین والمخلصین والأوفیاء، فقد تم إستبعادهم وتعرضوا للهزیمة.
وإذا سُئل هنا ما الذي حصل؟ فالإجابة واضحة ومختصرة، وهي أنه وبقدرات إیران ومبارکتها تسلّم دفة الحکم والسیطرة في الإتحاد الصالحون -جناح لاهور وبافیل-! وهذا ما یُعتبر العشق الأبدي لکل من (البکک، وبغداد، وأنقرة، وطهران)، وتم بنجاح إبعاد جناح (کوسرت)، وهذا ما ێُعتبر وضع حجر الأساس في ضیاع حلم الدولة الکوردیة المستقلة في جنوب کوردستان.
حاربت إیران إستفتاء إستقلال جنوب کوردستان، عن طریق جناح في الإتحاد الوطني، ونجحت في مسعاها هذا، وبعد أحداث 16 أکتوبر الخیانیة حاولت تقویة جناح (لاهور وبافیل) بخطة محکمة ومؤامرة مدروسة، وإبعاد قادة الإتحاد الذین أیدوا الإستفتاء، وتمت العملیة بمؤامرة خبیثة من جانب (بافیل طالباني ولاهور شیخ جنک)، حیث تم إبعاد القادة الوطنیین من مرکز صنع القرار واحداً تلو الآخر وبتهم مختلفة وأسالیب شتی، وقد نجحت خطتهم هذه خلال المؤتمر الرابع بعد تحکم عائلتي شیخ جنک والطالبانیة ومؤیدیهما بکافة المفاصل الحیویة والحساسة ومراکز صنع القرار في الإتحاد.
من هو روبوت بافیل الطالباني؟
في المؤتمر الرابع للإتحاد، تم إختیار 121 عضو للمجلس العام لقیادة الإتحاد، وسیتم إختیار الشخص الأول في الإتحاد من قبل هذا المجلس، کما سیتم توزیع المناصب الحساسة والهامة من قبله وخلال 45 یوماً، وقبل إنعقاد المؤتمر برز إسم الدکتور برهم صالح الأکثر حظاً لنیل منصب الشخص الأول في الإتحاد والأمین العام للإتحاد، وبعدها رأی بعض قادة ومسؤولي الإتحاد عن إمکانیة بروز أسماء أخری منافسة له لنیل منصب الأمین العام للإتحاد، وهنا لن تکون مهمة إختیار المجلس لشخص آخر لقیادة وزعامة الإتحاد صعبة، لأن المجلس لن یقرر آنذاك أصلاً، وإنما سیتم إستیراد القرار من طهران، ولهذا نافست شخصیتان بارزتان علی هذا المنصب، ودخلتا الصراع حسب المعطیات الواقعیة، وهما (بافیل طالباني، لاهور شیخ جنک)، غیر أن طهران تنأی وتستنکف عن الدخول المباشر في هذا الصراع، بل تقرر في الخفاء، وهذا ما یدل وبوضوح علی أن الشخص الذي یقود الإتحاد في المرحلة الجدیدة من نضالها لابدّ أن یکون من أتباع بافیل أو لاهور، ومما یظهر أن قائمة بافیل طالباني تضم روبوتاً واحداً فقط ألا وهو الدکتور برهم صالح!
عائلة جنکي VS عائلة طالباني
المؤتمر الرابع للإتحاد الوطني وضع 16 حلقة ومرکزاً إنتخابیاً، وقد حصل عائلة شیخ جنک ومؤیدیه علی غالبیة أصوات هذه المراکز، وهذا یعود إلی العمل الدؤوب والممنهج والمنظم والدقیق لـ لاهور شیخ جنک، کما أنه وضع شروطاً للعضویة في المنهاج والنظام الداخلي للإتحاد کانت علی مقاس مصالحه ومؤیدیه.
کما تم ترشیح (قوباد طالباني) من عائلة الطالباني بتزکیة أعضاء المؤتمر، وأما بالنسبة لشقیقه بافیل طالباني فقد حصل هو کذلک علی المرکز الثاني من مجموع الأصوات في المجلس بعد لاهور شیخ جنک، غیر أن من أیدهم قوباد وشقیقه بافیل ورشّحهم لم یحققوا الفوز في عملیة التصویت خلال المراکز والحلقات، أمثال (یوسف گوران، تحسین نامق، وسرکوت کوبە).
أما (شاناز إبراهیم) والتي تُعتبر وریثة إبراهیم أحمد وعائلة مام جلال، فقد إستطاعت وبشق الأنفس تحقیق الفوز بمقعد في المجلس لنفسها فقط، والسبب یعود إلی ما تعرضت له من صراع ومحاربة من قبل عائلة شیخ جنک.
والدکتور برهم صالح ونتیجة إنفصاله عن الإتحاد في الآونة الأخیرة، وتأسیس حزب جدید، ضعفت قاعدته الجماهیریة في الإتحاد، وتم إختیاره عن طریق تزکیة أعضاء المؤتمر، بحکم المنصب السیادي البارز الذي یدیره في بغداد، غیر أن رفقاؤه لم یرشحوا أنفسهم لتأکدهم من الفشل المسبق وانعدام وجود بصیص أمل للفوز، وقد لمح الدکتور برهم سابقاً لکل من لاهور شیخ جنک وبافیل طالباني عن إستعداده لتولي منصب الأمین العام للإتحاد ولو کان شکلیاً للحفاظ علی ماء الوجه.
وأما (کوسرت رسول) وجناحه، فقد فقدوا قاعدتهم الجماهیریة في الإتحاد، فلم یحصلوا إلا علی بعض المقاعد في بعض من مراکز العاصمة أربیل.
أي بمعنی أن أصحاب القوة والثراء هم من سیطروا علی المفاصل الحیویة والمهمة في الإتحاد في هذا المؤتمر، وکان الفشل حلیفاً لجبهة المؤیدین لإستفتاء الإنفصال.
هذا وفوز جبهة المسؤولین عن أحداث 16 أکتوبر الخیانیة، وفشل جبهة المؤیدین لإستفتاء الإنفصال في المؤتمر الرابع للإتحاد الوطني الکوردستاني، له دلالات ومعاني لا تُعد ولا تُحصی، وأوضح هذه الدلالات أن القاعدة الجدیدة للإتحاد وقادته وزعمائه وبعد أحداث 16 أکتوبر الخیانیة قد فکّروا ملیاً في معاداة الحزب الدیمقراطي الکوردستاني – ممثل الشرعیة وقائد الأمة لإستفتاء الإنفصال-، وأنهم سیعارضون -في المراحل المستقبلیة- أي مشروع قومي أو وطني یتبناه البارتي.